قائد الطوفان قائد الطوفان

5   مكاسب حققتها مصر من وساطة وقف اطلاق النار

5   مكاسب حققتها مصر من وساطة وقف اطلاق النار
5   مكاسب حققتها مصر من وساطة وقف اطلاق النار

غزة- شيماء مرزوق  

 فجر الجمعة الماضية، نجحت الوساطة المصرية في وقف العدوان على غزة وشكلت نقطة مفصلية في مسار نفوذ مصر بمنطقة الشرق الأوسط، فقد لعبت مصر دوراً بارزاً منذ بدء العدوان في محاولة للوصول إلى اتفاق يقضى بوقف إطلاق النار والدخول في حالة تهدئة سيكون لها ما بعدها.

ورغم أن هناك من يرى أن الدور المصري ليس بجديد ولكنه شهد تغييرا لافتا جاء نتيجة سنوات من العمل والعلاقات السياسية والدبلوماسية والأمنية إضافة الى الجغرافيا ما سمح لها بلعب هذا الدور.

وبدأ الدور المصري مبكراً فيما يتعلق بإعادة الاعمار في غزة، بعدما تبرعت بنصف مليار دولار لصالح اعمار غزة ما شكل مفاجأة للأوساط السياسية المصرية والفلسطينية على حد سواء بالنظر للوضع الاقتصادي المصري المتدهور.

من الواضح ان مصر سعت منذ اللحظة الأولى ان تكون صاحبة المبادرة بوقف إطلاق النار وأن تقطع الطريق على أي دولة أخرى تقترب من هذا الدور الذي منحها مكانة كبيرة، حيث أن الدور المصري في القضية الفلسطينية يحقق لها خمسة مكاسب:

الأول: شكلت البوابة الفلسطينية وخاصة غزة المدخل الأقوى لإعادة وهج علاقاتها بواشنطن، التي شابها الفتور منذ تولي الرئيس الديمقراطي جو بايدن الرئاسة بسبب الانشغال الأميركي بملف حقوق الإنسان في مصر.

 لكنّ العدوان على غزة نجح في كسر الجمود في العلاقات بين البلدين، حيث أثبتت القاهرة أنها طرف محوري في المنطقة بعلاقاتها بكل من حماس في غزة والاحتلال الإسرائيلي ونجحت في النهاية في إطفاء الحريق، وهو ما جعل واشنطن تقتنع بإمكانية التعويل على دور أكبر لمصر مستقبلا وبضرورة إعادة الاعتبار للعلاقة الاستراتيجية معها.

الثاني: عززت القاهرة دورها على اعتبار أنها الدولة الأهم في المنطقة والأكبر نفوذا في الملف الفلسطيني مستفيدة من تجربة عدوان 2014، حيث تسعى مصر لأن تبقى صاحبة النفوذ الأكبر في الملف الفلسطيني وأن أي اتفاق سياسي او أمنى لا يمكن أن يتجاهل دورها الوسيط أو يمر عبر بديل عنها، وبذلك تثبت مكانتها في منطقة الشرق الأوسط.

وتمثل القضية الفلسطينية أحد أبعاد الأمن القومي المصري وتتعامل معها أجهزة الدولة دون النظر إلى الاستفادة المادية أو السياسية وما يهمّ أن تكون هناك حالة من الاستقرار، وتجنب التوترات المستمرة في القطاع.

الثالث: تسعى القاهرة إلى توسيع دورها في الملف الفلسطيني ليتجاوز الأمني والسياسي ويطال الملف الاقتصادي ومسألة إعادة الاعمار.

وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تخصيص نصف مليار دولار لإعادة إعمار غزة كدلالة على أن القاهرة سوف تواصل دورها المادي وأنها الأجدر بمساعدة سكان القطاع الملاصق للحدود الشمالية لسيناء، كما أنها هي الأجدر في الاستفادة من إعادة الإعمار، الذي سيدر الملايين على الشركات المصرية.

الرابع: تسعى القاهرة للتغلغل في قطاع غزة عبر مسألة إعادة الاعمار وقطع الطريق على الدور القطري والى حد ما التركية فيما يتعلق بالمشاريع في غزة، حيث ترى أن ملف الاعمار الذي سينشط بقوة في الفترة المقبلة سيكون مدخلا مناسبا لتعزيز نفوذ القاهرة في غزة وتحييد دور دول أخرى مثل قطر وتركيا.

الخامس: لم تيأس مصر من محاولات المصالحة التي تهدف منها بالدرجة الأولى إلى تقوية نفوذ السلطة الفلسطينية في غزة، أمام حركة حماس التي خرجت من الجولة الأخيرة منتصرة وذات شعبية كاسحة في كل فلسطين.

تتمسك مصر بالمصالحة وترى أنها المدخل الأنسب لتعزيز وجود السلطة تمهيداً لإعادة الحياة للعملية السياسية الميتة وحل الصراع سياسياً عبر حل الدولتين.

 

 

البث المباشر