نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مقالا للمعلق فيها تسفي برئيل، قال فيه إن هناك بوادر تغير في التفكير الأمريكي نحو حركة حماس.
وأشار برئيل في مقاله، إلى بحث نشره مركز الأمن الأمريكي الجديد بالتعاون مع معهد بروكينغز في العام 2018، أن "على الولايات المتحدة أن تدفع نحو التكامل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، بصورة تدفع قدما بحل الدولتين، ومنع الفصل الدائم بين هاتين المنطقتين الجغرافيتين.
وتوقع برئيل أن يكون لهذه الدراسة مكانة في البرنامج السياسي، وقد يتبناها الرئيس بايدن لمعالجة المواجهة بين "إسرائيل" والفلسطينيين؛ لأن هذا البحث كتبه أربعة من الباحثين من ذوي التجربة في شؤون الشرق الأوسط، من بينهم ايلان غولدنبرغ وهادي عمر، المقربان من بايدن، اللذان كانا عضوين في الطاقم المصغر لوزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، عندما أدار المفاوضات بين "إسرائيل" والفلسطينيين في محاولة للتوصل إلى اتفاق.
وأضاف إن عددا قليلا في "إسرائيل" يعرفون عمر، الذي عين في منصب نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، وهو الآن يمثل المبعوث الخاص لمعالجة المواجهة بين حماس و"إسرائيل".
ويقول مقربوه في معهد بروكينغز، الذي أسس وأدار فيه معهد الأبحاث المشترك "بروكينغز – الدوحة" بالتعاون مع قطر، إنه ليست له أي دوافع أيديولوجية، وأنه يضع نصب عينيه إيجاد حل إبداعي للنزاع.
أما نقاده، خصوصا حركات اليمين اليهودية في أمريكا، فيطلقون عليه "الخبير في السياسة الخارجية، وله تاريخ عداء لإسرائيل"، ويشيرون إلى أنه كتب في 2002 أنه حصل على الإلهام من الانتفاضة.
وبعد أن قامت "إسرائيل" بتصفية صلاح شحادة، قائد كتائب عز الدين القسام، كتب عمر: "لدى العرب الآن أجهزة تلفاز، ولن ينسوا ما فعلته إسرائيل والجيش الإسرائيلي والديمقراطية الإسرائيلية بالأطفال الفلسطينيين، سيكون هناك الآلاف الذين سيثأرون على قتل الأبرياء بوحشية".
وبالنسبة لمنتقديه، يعد عمر مثالا للتعيينات "المناوئة لإسرائيل"، ومنها أيضا تعيين ماهر البيطار، الذي هو أمريكي من أصل فلسطيني، في منصب مدير رفيع لبرامج المعلومات في مجلس الأمن القومي. هذه التعيينات، حسب رأيهم، تعد دليلا على التوجه لدى بايدن، ودليلا على فقدان إسرائيل لمراكز قوتها في البيت الأبيض.
وقال برئيل إنه بدل أن ندس السم ضد تعيين المسؤولين الحكوميين الكبار ونعادي بايدن، فمن المهم إعادة قراءة بحث عمر وأصدقائه.
كل ذلك لأن بعض توصياته يتم تنفيذها، مثل قرار بايدن استئناف المساعدات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وتحرير أموال المساعدات للسلطة الفلسطينية. والشيء الجديد المهم في البحث هو غياب تطلع وحلم التوصل إلى سلام شامل ونهائي بين الطرفين عن طريق التفاوض مع السلطة، بل إيجاد دمج بين غزة والضفة، وبين حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية، من أجل وقف طويل لإطلاق النار، ومنع مواجهة أخرى بين إسرائيل وحماس.
ويعتقد كتاب هذا البحث أن الولايات المتحدة أخطأت عندما أهملت غزة وحماس، وعندما ركزت الجهود الدبلوماسية على السلطة. وبناء على ذلك، من الخطأ التركيز فقط على غزة وتجاهل جهود السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير. وهذه الاستراتيجية ستزيد الفجوة بين الفلسطينيين، وتعزز حماس على حساب السلطة الفلسطينية. لذلك، يجب على الولايات المتحدة تشجيع المصالحة الفلسطينية الداخلية، وتزيد من حضور مؤسسات المساعدات الأمريكية ورجال الاتصال الأمريكيين في غزة، وتطالب إسرائيل برفع الحصار عن غزة وإشراكها، أي حماس، في عملية اتخاذ القرارات السياسية.
ويعلق بارئيل أنه "لا توجد أي خطوة تهدد سياسة إسرائيل أكثر من الدمج بين حماس وفتح وبين الضفة وقطاع غزة. استراتيجية الفصل بينهم استهدفت إحباط حل الدولتين. وربما كانت إسرائيل مستعدة للعودة إلى نوع من التطبيع الاقتصادي، ونقل بضائع وزيادة تزويد القطاع بالكهرباء. أو باختصار، الحفاظ على قوة حماس كقوة حكم، شريطة ألا يكون هناك إحياء لحل الدولتين".
وتساءل برئيل: "كيف تستطيع إسرائيل مواجهة الإدارة الأمريكية إذا ما قررت تغيير موقفها بالنسبة لحماس، وزادت المساعدات لغزة بشكل مباشر أو بوساطة مصر"، وتابع: "وربما بدأت في إجراء لقاءات مع أوساط معتدلة في القطاع، وإذا كان ترامب قد أعطى شهادة شرعية لطالبان، وأزال بايدن الحوثيين عن قائمة الإرهاب، فربما حان دور حماس لتلقي مكالمة هاتفية من البيت الأبيض.