قائمة الموقع

معركة استثمار الانتصار

2021-05-25T11:05:00+03:00
حافظ رفيق فارس  
حافظ رفيق فارس  

إعلامي فلسطيني

لم يكن شهر رمضان في فلسطين هذا العام شبيهًا بأي رمضانٍ خلى، فرمضان 2021 جاء بنسخةٍ مغايرة، سجل حضورا شاهقا في وجدان شعبنا الفلسطيني وشعوب أمتنا، وكان هذا بفعل الأحداث العظام التي شهد  ولادتها وجعلته يستدعي وعلى غير موعدٍ مضروب التاريخ، ليمتشق أقلامه ويكتب بعزة المنتصر في بطون صفحاته كيف أن المقاومة عندما تكون صناعة فلسطينية، تتفوق وتتجاوز في روعتها كل ما شهدته الأرض من مقاومة، هذه المقاومة التي تَزاحم كلنا الفلسطيني حولها، ورفع الأحرار رايتها وهتفوا باسمها في ربوع الأرض، بعد أن نجحت المقاومة بتنوعها وإبداعها في  تحرير نفوس هؤلاء من يأسهم وقنوطهم، ودفعتهم للتحرك والتعبير عن دعمهم الواضح لتلك التي زرعت في صحرائهم الأمل ويقين الانتصار، وهذا من أهم المكاسب التي حصدتها معركة سيف القدس إلى جانب مكاسب كثيرة، وفي إطار الضرورات الوطنية مطلوب من جميعنا اليوم خوض معركة استثمار المكاسب وعدم تركها فريسة الإهدار والتبديد على يد الاحتلال الذي ما زال حبيس نوبة عدم تصديق ما فعلته به المقاومة، فها هو يطلق العنان للتهديد والوعيد والتشديد للحصار، معتقدا أن هذا قد يعيد لوجهه بعض الماء الذي أراقه سيف القدس، والذي يجاور ما سبق في الضرورات  الوطنية عدم ترك المكاسب عرضةً لاستهداف أتباع الاحتلال قادة التعاون الأمني، أولئك الذين ينشطون في أعقاب كل معركة كأدوات تخريب وتبديد لكل مغنم وطني، هؤلاء الذين اعتدنا أن نراهم وهم يرمون عن قوسٍ واحدة كل مكسب تحصده المقاومة، وهذا طبعا بغية أن يتآكل المكسب ويدخل في عداد المكاسب الوطنية التي اعتادوا أن يكونوا طوعا سبيل العدو لإهدارها، فهذه هي وظيفتهم التي صُنعوا لأجلها، وظيفة المخرب الذي يبدد كل ما يقوى شعبنا بتضحياته على انتزاعه من إنجازات، وهنا الهدف واضح حيث الزج بالناس في مستنقع الإحباط وإغراقهم في وهم عبثية الفعل المقاوم، هذا ليس اتهاما لهم منفصلا عن الواقع الذي يتقاطع في الشبه مع ماضيهم، فالمعطيات على الأرض ومجمل السلوك الصادر حتى اللحظة عنهم يؤكد سير هؤلاء إلى ما ساروا إليه بُعيد كل معركة يحقق فيها شعبنا الانتصار.

ضاريةٌ وشرسة هي معركة استثمار المكاسب التي بلغتها معركة سيف القدس، والمطلوب حضور الكل الفلسطيني بمختلف مكوناته في ميدان هذه المعركة، حضور واضح بمواقف قوية، لا مواربة فيها، ولا مجاملة، ففلسطين لنا جميعا، ونحن لها الحماة بإذن الله

اخبار ذات صلة