تٌعيد الأحداث الجارية في مدينة القدس وإجراءات الاحتلال ومستوطنيه الذين ينوون إعادة تنظيم مسيرة الأعلام مجددا، الأوضاع الميدانية إلى النقطة الأولى التي كانت سببا في اشعال فتيل المواجهة مع قطاع غزة.
وحذرت مؤسسة الجيش (الإسرائيلي) من أن مسيرة الأعلام للمستوطنين في القدس المقررة يوم الخميس قد تؤدي إلى تصعيد أمني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وذكر موقع والا، أن الجيش (الإسرائيلي) يأخذ تهديدات حماس بالرد على كل اعتداء من (إسرائيل) في الوضع الراهن بجدية.
وأضاف أنه تقرر تعزيز نظام الدفاع الجوي "القبة الحديدية"، واليوم ستجري مناقشة مهنية تمهيداً لقرار المسيرة.
ويجمع مختصون ومراقبون في الشأن الإسرائيلي على أن بنيامين نتنياهو يحاول بشكل غير مباشر اشعال الأوضاع في مدينة القدس والدفع نحو افتعال مواجهة على أي جبهة؛ بهدف إعاقة غريمه نفتالي بينت من تشكيل الحكومة؛ والتي تعني انتهاء مستقبله السياسي.
وعلى ضوء ذلك، حذرت حركة حماس من سماح الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين بتنظيم مسيرة الأعلام والمرور عبر باب العامود في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة.
وقال الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس، محمد حمادة، في تصريح صحفي ، "نحذر من مغبة الحماقة الجديدة التي ينوي الاحتلال تنفيذها في القدس، وذلك بالسماح من جديد لما تُسمى مسيرة الأعلام بالمرور عبر باب العامود".
وأضاف حمادة أن "خطوة الاحتلال هذه تأتي لهدف ترميم صورته التي تمرغت بالتراب يوم أن نسفت مقاومة شعبنا في الضفة والقدس والداخل وفي مقدمتها صواريخ المقاومة من غزة كبريائهم، وأدخلتهم الملاجئ بعد أن كانوا يخططون لتدنيس المسجد الأقصى يومها بآلاف من مستوطنيهم".
وتابع الناطق باسم حركة حماس: "إننا نحذر الاحتلال من استخدام القدس وسيلة للهروب من أزماته الداخلية وفشله في حل مشكلاته السياسية".
وذكرت القناة 12 العبرية أن هناك توتر في المنطقة، لافتة إلى أن المستويات السياسية دحرجت المسؤولية إلى الشرطة عن المسيرة في القدس وقالت إن المفوض العام للشرطة هو وحده الذي يقرر ما إذا كان سيسمح"
وأفادت القناة أنه على الرغم من تصريحات الجيش بعد حرس الاسوار عن القضاء على قدرة فصائل غزة على الاقدام على ما فعلته قبل العملية، اليوم سمعنا من السنوار تصريحات عالية النبرة والجدية، مما استدعى إبقاء الجيش على أهبة الاستعداد لأي تطور قد يحدث يوم الخميس".
اشتعال الأوضاع
ويؤكد الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات أن الأوضاع في مدينة القدس عادت إلى النقطة الأولى والتي بدأت منها اشتعال الأوضاع والتصعيد.
ويوضح بشارات في حديثه لـ"الرسالة" أن حالة الاستفزاز أصبحت أعلى وأكبر أكثر من قبل، مرجحا أن تكون هناك خطة لنتنياهو يرغب من خلالها تصعيد واشعال الأوضاع الميدانية في محاولة لإنقاذ مستقبله السياسي والالتفاف على حكومة بينت المقرر تنصيبها خلال الأيام القليلة المقبلة.
ويقول إن مسؤولي الشرطة والأمن الداخلي الإسرائيلي جميعهم موالين لنتنياهو والليكود ومعنيين بتصعيد الأوضاع لأغراض سياسية، فيما يمكن أن تعيد التهديدات التي أطلقتها المقاومة والفلسطينيين الأوضاع إلى ما بدأت عليه.
ويشير إلى أن اشتعال الأوضاع لن يكون مقتصر على قطاع غزة وإنما قابلة للاشتعال في الضفة الغربية المحتلة أو من الجبهة الشمالية لأن موضوع القدس مسألة إقليمية والجميع معني فيه.
ويتفق الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي مؤمن مقداد مع سابقه، مؤكدا أن الوضع السياسي في الكيان له تأثير كبير على الأحداث، وهو ما يعيدنا إلى اللحظات التي سبقت المعركة الأخيرة.
ويبين مقداد في حديثه لـ"الرسالة" أن تصريحات المعارضة والمناوئين لنتنياهو تدلل على أن الأخير معني بالتصعيد، قبل أيام من تشكيل الحكومة في محاولة لعرقلتها أو تأجيل تنصيبها لأسابيع إضافية؛ كمقدمة لإفشالها.
ويلفت إلى أنه لم يسبق من قبل تجديد فعالية مسيرة الأعلام التي تنظم فقط في يوم القدس العالمي وفق المستوطنين، مما يدلل على أن تنظيمها مجددا جاء بإيعاز من نتنياهو والليكود سعيا لخلق استفزازات وإعادة التوتر مجددا.
ويشير إلى أن نتنياهو يعتبر أن هذا النفس الأخير في حياته السياسية وإما أن يبقى أو يذهب إلى مصير سابقه أولمرت، وهو ما يدفعه لسكب البنزين على النار.