قال جنرال إسرائيلي إن أحداث الأسابيع الأخيرة تدور حول "خيبة أمل" إسرائيلية عامة من عدة أوهام أمنية، أهمها الوضع الراهن، ما يتطلب من القيادة الإسرائيلية أن تكون قادرة على إحداث التغييرات المطلوبة في الاتجاه الصحيح.
وقال ماتان فيلنائي في مقال له بالقناة الـ 12، إن الحكومة الحالية لا تعمل على منع استفزازات المتطرفين اليهود ضد الرموز الدينية الإسلامية، لأنه لا يمكن تقويض الوضع الراهن في الحرم القدسي دون إشعال النيران".
وأضاف فيلنائي: "أحداث الأسابيع الأخيرة جاءت فريدة من نوعها، من حيث وضع مجموعة متنوعة من التحديات في وقت واحد على عدة جبهات إسرائيلية، فقد فوجئت منظومتنا الأمنية، ومنها أحداث شرقي القدس، خاصة في الحرم القدسي، وتحدى الشرطة الإسرائيلية، واندلاع العنف بين العرب واليهود في مدن الداخل، والتصعيد في غزة، ومنع التدهور في الضفة الغربية".
وأشار رئيس حركة القادة من أجل أمن إسرائيل، إلى أن "جميع هذه الأحداث وضعت قدرات الجيش والأمن العام على المحك، وفي الوقت نفسه، كانت هناك حاجة لجميع مكونات السلطة المدنية، كقيادة الجبهة الداخلية، وخدمات الإطفاء والشرطة، والخدمات الطبية، للتعامل مع الإصابات التي تلحق بالإسرائيليين وممتلكاتهم في جميع أنحاء الدولة، لذلك ربما من المبكر استخلاص الدروس، فالأحداث لم تعد خلفنا بعد".
وأكد أن "إسرائيل ليس لديها استراتيجية لكل هذه الساحات، وبالتأكيد لا تملك مفهوما شاملا يرى العلاقات المتبادلة بينها، ولكن يكفي التركيز على افتراضين أساسيين ميزا السياسة الإسرائيلية، وتبين أنهما لا أساس لهما من الصحة، أولهما توضيح الوهم المتمثل بأننا نجحنا في التمييز بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والقدس، وبين ما يحدث في الفضاء داخل إسرائيل".
وأوضح أن "الأحداث الأخيرة أثبتت مدى خطورة إشعال عود ثقاب في إحداها، ومدى قوة إشعال حريق في الملفات الأخرى، والأهم من ذلك مدى فشل العلاج في كل منها، وظلت الحكومة متمسكة بسياسة "المزيد من ضبط النفس"، بينما ترفض لسبب غير مفهوم استكشاف أو صياغة بدائل عن السياسة القائمة، والادعاء بأنه لا يوجد بديل للإجراء الحالي سوى وهم لقد انتهينا من القضاء على حماس".
وأضاف أن "استمرار الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه حماس والفلسطينيين منذ سنوات طويلة يدفع ثمنها مستوطنو الغلاف، والغريب أن هذه السياسة تسهم في استقرار حكومة حماس، وإضعاف السلطة الفلسطينية، رغم أن قواتها الأمنية تحظى بإشادة من جهاز الأمن العام والجيش الإسرائيلي؛ لمساهمتها في مكافحة العمليات المسلحة، ونجحت قواتها في إنقاذ حياة الإسرائيليين، ما يتسبب باتهامهم في الشارع بأنهم خونة ومتعاونون".
وأوضح أن "أحداث المسجد الأقصى في الآونة الأخيرة، وارتباطها بحي الشيخ جراح وحرب غزة وأعمال العنف في المدن العربية، تعيد إلى الأذهان ما مررنا به فعلا حول البوابات الإلكترونية، في ظل عدم وجود أفق سياسي، وعندما لا تمنع الحكومة استفزازات المتطرفين اليهود في مواجهة الرموز الدينية الإسلامية وقيم القومية الفلسطينية، فإن الفلسطينيين يعتبرون ذلك مساهمة بتكريس الاحتلال الإسرائيلي".
وأشار إلى أن "إسرائيل مطالبة بتقوية المعتدلين وليس المتطرفين في الشارع الفلسطيني، ودعم الملتزمين بالحرب على العنف، وليس من يمارسونه، وفي الطريق إلى ذلك، فإن استمرار إسرائيل في قضم الوضع الراهن في المسجد الأقصى، المجمع الأكثر حساسية في العالم، سيعمل على اشتعال ألسنة اللهب، واستمرار نتنياهو بصيغة أن المسلمين يصلون في المسجد، وآخرون يزورونه، يعني أنها تآكلت".