أعلنت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وهي أعلى هيئة تمثل الفلسطينيين داخل الخط الأخضر بالأراضي المحتلة، عن تنظيم وقفة تضامنية عصر اليوم الجمعة في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، في حين حذرت حركتا حماس والجهاد من تداعيات ممارسات إسرائيل في القدس على وقف إطلاق النار.
وقالت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية إن الوقفة، التي دعت لتنظيمها، تأتي للتعبير عن رفض ترحيل سكان حي الشيخ جراح وإحلال المستوطنين مكانهم، ومن أجل التأكيد على الوقوف إلى جانبهم ودعم صمودهم.
وبالتوازي مع ذلك، توقعت مصادر قضائية أن تعود المحكمة العليا الإسرائيلية إلى النظر في قضية إجلاء 4 عائلات من الشيخ جراح أواخر يوليو/تموز المقبل.
وجاء ذلك بعد أن طلب المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، الذي يمثل النائب العام، من المحكمة العليا، إعفاءه من أن يكون طرفا في القضية.
وقد أثار طلب المدعي العام تكهنات متضاربة بشأن تداعياته والهدف من ورائه.
حماس والجهاد تحذران
وفي السياق ذاته، حذر مسؤولان في حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد من تداعيات ممارسات إسرائيل في القدس، واحتمال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال خليل الحية، نائب رئيس حركة حماس في القطاع للصحفيين في غزة، إنه "ما لم يكبح الاحتلال الإسرائيلي تطرف المستوطنين في القدس والأقصى، فهذه الصواعق ستنفجر في وجهه".
وهدد الحية بأنه في حال استمرار الدعوات لتنظيم مسيرات للجماعات اليهودية المتطرفة في البلدة القديمة من شرق القدس "سيظل وقف إطلاق النار هشا"، مؤكدا أنه "لكي يستمر وقف إطلاق النار، لا بد من وقف مشروع التهجير لضواحي القدس".
كما طالب بالعودة لكل التزامات تفاهمات كسر الحصار والمسارعة في ملف إعادة إعمار قطاع غزة، متوعدا "لن ننتظر طويلا، لإعادة فتح المعابر، وإدخال المنحة المالية القطرية" إلى غزة.
من جانبها، قالت كتائب الشهيد عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) -في بيان- إنها وقيادة المقاومة "تتابع عن كثب ما يجري في القدس والمسجد الأقصى من محاولات استفزازية وعدوانية من المغتصبين وزعمائهم"، وحذرت من مغبة المساس بالأقصى.
ووجهت الكتائب تحية إلى "المرابطين الأحرار في القدس على تصديهم ومقاومتهم لتدنيس الأقصى والعدوان عليه".
فيما اعتبر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد، خالد البطش، في بيان، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المنتهية ولايته "يحاول تصدير أزماته لتحل على حساب الشعب الفلسطيني في القدس".
ودعا البطش كافة الأطراف إلى "وقف نتنياهو وحكومته عن سياسة الأرض المحروقة، التي يتبعها ضد الشعب الفلسطيني، لضمان تجنبه للمحاكم وخسارة مستقبله السياسي".
وساد التوتر في القدس المحتلة، أمس الخميس، جراء سلسلة من الاستفزازات من جانب المستوطنين تضمنت زيارة عضو الكنيست من اليمين المتطرف إيتمار بن غفير لباب العامود.
وجاء بن غفير إلى باب العامود احتجاجا على قرار الشرطة الإسرائيلية منعه من تنظيم مسيرة الأعلام -التي تمثل احتفالا استفزازيا بذكرى احتلال القدس الشرقية- لكنه غادر بعد أن تصدى له فلسطينيون.
واعتقلت شرطة الاحتلال عددا من الفلسطينيين الذين حاولوا التصدي له، ووثقت مقاطع فيديو الاعتداء على عدد من الشبان والتنكيل بهم أثناء اعتقالهم.
وكانت الشرطة قد أصدرت قرارا بمنع بن غفير من اقتحام الأقصى والقيام بمسيرة الأعلام بدعوى أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى إخلال بالنظام العام والمساس بأمن الدولة.
واتهم بن غفير القائد العام للشرطة بالمساس بحصانته البرلمانية بعد منعه من مسيرة الأعلام.
تجربة صاروخية
وفي تطور ميداني، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن حركة حماس أطلقت أمس صاروخا تجريبيا من قطاع غزة باتجاه البحر، في إطار تحسين قدراتها العسكرية، في أول صاروخ تجريبي تطلقه الحركة منذ اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.
وفي 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في فلسطين، جراء اعتداءات واستفزازات إسرائيلية بمدينة القدس المحتلة، وامتد التصعيد إلى الضفة الغربية المحتلة والمناطق الفلسطينية داخل الخط الأخضر، ثم تحول إلى مواجهة عسكرية في غزة استمرت 11 يوما، وانتهت 21 مايو/أيار.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية وغزة عن 290 شهيدا، بينهم 69 طفلا و40 سيدة و17 مسنا، وأكثر من 8900 مصاب، مقابل مقتل 13 إسرائيليا وإصابة مئات، خلال رد الفصائل في غزة بإطلاق صواريخ على إسرائيل.
المصدر : الجزيرة + وكالات