دراسة:حماس الأب الروحي للعمليات الاستشهادية

بيت لحم-الرسالة نت

أكدت دراسة بحثية حديثة، أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بجناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام "هي الأب الروحي للعمليات الاستشهادية الفلسطينية".

وعددت الدراسة من تلى حركة حماس وجناحها العسكري في القدرة على تنفيذ العمليات الاستشهادية مثل حركة الجهاد الإسلامي بذراعها العسكري سرايا القدس، فحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بجناحها العسكري كتائب شهداء الأقصى، تلاها قوى اليسار الفلسطيني وبالتحديد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بجناحها العسكري كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، فالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بجناحها العسكري كتائب المقاومة الوطنية.

وتوضح الدراسة التي أجراها الدكتور بسام يوسف إبراهيم بنات، الذي يعمل محاضراً في دائرة العلوم التنموية في جامعة القدس "بروفيل" شخصية الاستشهاديين الفلسطينيين والعمليات الاستشهادية، ويلخص فيها  ظاهرة اجتماعية جديدة انتشرت في المجتمع الفلسطيني بمختلف فئاته وطبقاته الاجتماعية، وأثارت ردود فعل عارمة محلية وعالمية، وشكّلت نقطة تحول في تاريخ الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

وبينت نتائج الدراسة أن أغلبية فصائل المقاومة الفلسطينية استطاعت تنفيذ عملياتها الاستشهادية من خلال الأحزمة الناسفة، في كافة المدن والتجمعات الاسرائيلية، وبالتحديد في مدينتي تل أبيب، والقدس، وغيرهما من التجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وعكست النتائج قدرة الفصائل الفلسطينية على التخطيط الدقيق لعملياتها الاستشهادية من حيث المكان، والتوقيت فجاءت أغلبيتها على مدار الأسبوع وبالتحديد صبيحة أيام الأحد، وعلى مدار السنوات الماضية وبالتحديد عام 2002.

وأوضحت النتائج أهمية عامل الاختيار للاستشهادي، والتزامه بالعمل السري، كمتطلب أساسي لضمان نجاح العملية. فلم يترك أغلبية الاستشهاديين أي علامة تدل على نيتهم القيام بالعملية، ولم يختفوا من بيوتهم قبل تنفيذ العملية، وكانت العملية مفاجئة لجميع من عرفهم، وكان الاعلام بمصادره المختلفة المصدر الأساسي لأسرهم لمعرفة ملابسات العملية.

وبينت النتائج تعبير أغلبية الاستشهاديين عن خيارهم الاستشهادي من خلال وصاياهم بكلمات كتبوها بدمهم ولحمهم، لحن وفاء وأنشودة حرية. وقد توزعت هذه الوصايا بين مرئية ومكتوبة، وجّهت أغلبيتها إلى أسرهم، وأفراد الشعب الفلسطيني، وللقيادة الإسرائيلية أيضاً، مع حرصهم الشديد على الظهور بالزي العسكري أثناء قرائتهم لها.

وتشير الدراسة إلى أن أغلبية الاستشهاديين وبنسبة 95% من الذكور مقابل 5% من الإناث، إذ فاجأ دخول المرأة الفلسطينية مضمار العمليات الاستشهادية الأوساط الأمنية الإسرائيلية التي باتت تعلم أنها في مواجهة ظاهرة أصبح كل الشعب الفلسطيني شباباً وفتيات يبحث عمن يساعده في القيام بمثلها.

وبينت نتائج الدراسة أن أغلبية الاستشهاديين من الشباب غير المتزوجين (العزّاب)، الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة، مؤكدة أنه كان أغلبية الاستشهاديين من الفئة المتعلمة والمثقفة في المجتمع الفلسطيني، التي وصلت إلى إدراك صحيح لحقيقة الصراع مع المحتلين.

وجاء في نتائج الدراسة أن أغلبية الاستشهاديين من الأسر النووية، والمتوسطة الحجم، ومن ذوي الترتيب الودلاي الوسط في الأسرة، مشيرة النتائج أن أغلبية الاستشهاديين من المتدينين.

وبينت كذلك النتائج أن أغلبية الاستشهاديين يتمتعون ببناء جسمي سليم من حيث: الوزن، والطول، ولون البشرة، والملامح الخارجية، إلا أن أغلبيتهم لا يخفون بين الاسرائيليين.

كما جاء أن أغلبية الاستشهاديين من الضفة الغربية، فقطاع غزة، ومن كافة التجمعات السكانية الفلسطينية من مدن وقرى ومخيمات، وكانت نابلس مدينة الاستشهاديين.

ووجدت الدراسة أن أغلبية الاستشهاديين من اللاجئين الفلسطينيين الذين تعرضوا للاقتلاع والتهجير من أرضهم ومدنهم وقراهم عام 1948.

وبالنسبة للوضع الاقتصادي للاستشهاديين بينت النتائج أنهم من ذوي الوضع الاقتصادي المتوسط، ومن الفئة المنتجة في المجتمع، وكانوا يعملون في وظائف عديدة بمرتبات شهرية متوسطة، ولم يكن الأغلبية المعيل الأساسي لأسرهم.

وأشارت النتائج إلى تعرض أغلبية أسر الاستشهاديين الفلسطينيين لشتى أنواع العنف الإسرائيلي، منوهة إلى أن قوات الاحتلال حاولت  ثني الفلسطينيين عن المقاومة واستخدام أسلوب العمليات الاستشهادية بكل الوسائل القمعية التي طالت في جانب كبير منها أسر الاستشهاديين بعد العملية الاستشهادية .

وأشارت النتائج أن الاستشهاديين أناس عاديون، عاشوا حياة عادية طبيعية في وسطهم الاجتماعي، وكانوا اجتماعيين، متدينين، وطنيين، ويتمتعون بدرجة كبيرة من الاتزان الانفعالي.

وشددت نتائج الدراسة أن دوافع الاستشهاد إنما هي دوافع وطنية، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية وممارساته القمعية اليومية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.

 

البث المباشر