5 أسباب تعكس أهمية زيارة حماس للمغرب

هنية خلال زيارته للمغرب
هنية خلال زيارته للمغرب

الرسالة نت- شيماء مرزوق

يختتم إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس زيارته للمغرب التي استمرت ستة أيام وجاءت بدعوة رسمية من حزب "العدالة والتنمية"، الذي يقود الائتلاف الحكومي.

الزيارة للمغرب تعتبر غير مسبوقة كونها تأتي بدعوة رسمية واستمرت ستة أيام كما شمل الوفد 12 شخصية من المستوى القيادي الأول في الحركة.

وجاءت الزيارة في توقيت حساس مرتبط بأمرين مهمين، الأول هو معركة سيف القدس التي انتصرت فيها المقاومة الفلسطينية وأعادت القضية الفلسطينية لصدارة الاهتمام الدولي، والثاني أنها جاءت عقب اعلان المغرب توقيع اتفاق بشأن تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي أواخر العام 2020.

انضمام المغرب لدول التطبيع كان السبب الأساس وراء حالة الجدل التي أثارتها زيارة حماس، وحاولت الحركة توضيح موقفها، حيث قال موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في الخارج، في تغريدة له على تويتر أن علاقة حماس مع الأنظمة والحكومات مبنية على ضرورة التواصل مع الجهات الرسمية ليسمعوا منها لا أن يسمعوا عنّها، وجلب الدعم للمقاومة والدفاع عنها، وتحييد الخصوم، إضافة إلى التواصل مع القوى الشعبية والوطنية والإسلامية لشرح الحالة الفلسطينية الراهنة.

وأضاف أن حركته ترفض العلاقة بالكيان الصهيوني بكل أشكالها سرية أو علنية، وتقاومها بما استطاعت سياسيًا، لكنها لا تعتبرها عائقًا للتواصل الرسمي والشعبي.

وتؤكد الزيارة أن ما كان قبل سيف القدس ليس كما بعده، وضرورة عدم ترك ساحة المغرب للعدو الصهيوني وحده، وهناك فرصة حقيقية لمزيد من النحت في مسار التطبيع المغربي.

وتكمن أهمية زيارة حماس للمغرب في عدة جوانب تتضمن:

أولاً: تأتي الزيارة بعد انتصار المقاومة والشعب الفلسطيني والتي غيرت المعادلة في المنطقة وأعادت القضية الفلسطينية لصدارة المشهد الدولي والعالمي، ما يتطلب استمرار التواصل مع الدول العربية سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي وذلك لاستمرار حشد الدعم العربي والإقليمي للقضية الفلسطينية، وذلك بما تمثله الحركة اليوم من العنوان الأهم لمواجهة المشروع الصهيوني.

ثانياً: الزيارة تهدف بشكل أساس إلى كسر حالة الفتور في العلاقات بين الجانب الفلسطيني والمغربي خاصة بعد تطبيع المغرب مع الاحتلال، والذي جاء نتيجة لسياسة السلطة الخارجية والتي كان لها دور سلبي عندما تجاهلت هذه العلاقات، وبنت كل علاقتها مع الدول العربية على تحصيل الدعم المالي بعيداً عن المصالحة الوطنية الفلسطينية والعربية.

 ثالثا: الزيارة تأتي لتصحيح للبوصلة التي ضيعتها السلطة الفلسطينية خلال السنوات الماضية، والتي شجعت الكثير من الدول على الذهاب نحو التطبيع، خاصة أنها تمارس وتجاهر بعلاقتها مع الاحتلال سواء عبر التنسيق الأمني أو باقي العلاقات ما شكل دافعا وذريعة لكل الدول التي اتجهت للتطبيع.

وهنا توضح زيارة حماس أن سلوك السلطة لا يعبر عن الشعب الفلسطيني الذي يرفض مهادنة الاحتلال ويرفض سلوك السلطة اتجاهه، وقد أثبتت المعركة الأخيرة أن الفلسطيني في كل أماكن تواجده لا يرى في الاحتلال إلا عدوا ويقاومه بكل قوته وبكل الوسائل المتاحة في غزة والضفة والداخل المحتل والشتات.

رابعاً: تسعى حماس إلى كسر تفرد الاحتلال بالعلاقات مع الدول العربية المطبعة، والذي اعتقد أن اتفاقات التطبيع تعني نهاية القضية الفلسطينية بالنسبة للشعوب العربية، لكن معركة سيف القدس أكدت أن فلسطين قضية العرب الأولى وأنها قضية حية في كل الوجدان العربي، وقد برهنت الشعوب العربية على ذلك من خلال حالة التضامن الكبيرة والفرحة بانتصار المقاومة.

خامساً: الزيارة مهمة أيضا من الطرف المغربي لتوضيح مواقف الجهات والأحزاب هناك حيث أن

الغالبية العظمى من كوادر حزب العدالة المغربي رافضة لاتفاقية التطبيع وضدها، والأمر داخل الحزب غير مستقر تجاه هذه الخطوة، والزيارة تعزز الرفض داخل الحزب وتضع حداً أمام هذا المسار.

البث المباشر