ضمن سياسة ممنهجة من الاحتلال الإسرائيلي لضرب مناحي الحياة في بلدة بيتا، ردا على المواجهات التصعيدية التي يقوم بها أهالي البلدة رفضا لإقامة البؤر الاستيطانية في محيط بلدتهم، ضرب الاحتلال "حسبة بيتا" بقذائف وقنابل حرقت المحاصيل ودمرت عددا من محال السوق.
وقدرت الخسائر الأولية بأكثر من 300 ألف شيكل، جراء النيران المشتعلة في السوق الذي يعتبر المركزي لشمال ووسط الضفة.
ليست المرة الأولى التي تضرب فيها "الحسبة"، فقد تعرضت للاستهداف بشكل مباشر ومتعمد من جنود الاحتلال، ولعل الحريق الأبرز الذي ضربها كان قبل ثلاث سنوات نتيجة إطلاق القنابل عليها.
ويعتقد الاحتلال أن ضرب الجانب الاقتصادي للبلدة وسيلة للضغط على السكان للتوقف عن المقاومة الشعبية المطالبة بمنع إقامة البؤرة الاستيطانية على جبل صبيح.
وبحسب شهود العيان في المنطقة فإن اثنين من المحال تعرضا للحريق نتيجة إطلاق قوات الاحتلال لقنابل الصوت عليهم بشكل مباشر مما أدى إلى تكبد أصحاب هذه المحلات خسائر فادحة.
المحل الأول يستخدم لتصنيع "المشاطيح" ولإعادة تصنيع البلاستيك وهو ما ساعد على انتشار النيران في المكان، فيما يحتوي المحل الثاني على خضراوات وفواكه تسبب الحريق بإتلاف كميات كبيرة منها، بالإضافة لخسائر في البنية التحتية، وتضرر شبكة الكهرباء والجدران.
يقول التاجر أيسر صايمة وهو يمتلك "بركس" يحتوي على ثلاجات للفاكهة والخضار، إن الضرر الذي لحق بهم ليس بسبب الحريق فحسب بل تأثر عملهم بإغلاق مداخل البلدة الذي يضطره لأن يسلك طرقا التفافية للوصول لعمله، وكذلك أصحاب المزارع حين يزودوه بالبضاعة يترددون بسبب الاغلاق مما ينعكس سلبا على وضعه.
ويؤكد صايمة "للرسالة نت" أنه وغالبية تجار الحسبة معرضون لخطر يومي، فطيلة الوقت وهم في محالهم تكون أيدهم على الطفايات تحسبنا لأي قذيفة تحرق المحاصيل.
وذكر أن جاره التاجر "محمد البنا" حرقت كل بضاعته من مشاطيح البصل والبطيخ، مشيرا إلى أن ما يسهل عملية الحرق هو وضع البضاعة في صناديق بلاستيكية.
وفي ذات السياق يقول محمد خبيصة المحلل الاقتصادي من بيتا: "المتضرر الأكبر من الأحداث الجارية هم تجار "حسبة بيتا" فهناك 200 عامل من البلدة، وعند اشتعال الاحداث تغلق مداخل البلدة مما يؤدي إلى تراجع في ادخال الخضار للحسبة التي تعد مركز توزيع لشمال ووسط الضفة.
ويؤكد خبيصة "للرسالة" أن الخسائر الاقتصادية لا تقع على أهالي بيتا وحدهم، بل تؤدي الأحداث إلى تذبذب في وفرة المنتجات الزراعية للمناطق المحيطة بها، لافتا إلى أن الخسائر الأخيرة كانت مباشرة وتمثلت بحرق جزئي وكلي لبعض المرافق التجارية داخل الحسبة لاسيما وأن محتوياتها من الفاكهة والخضار والأعشاب تكون داخل صناديق وعند القاء القذائف تشب النار فيها.
وأشار إلى أن الاغلاق المتكرر دفع التجار إلى عدم شراء المنتوجات الزراعية من أصحاب المزارع خشية اتلافها قبل وصولها للحسبة، لاسيما في ظل الوضع العام المرتبك.
وختم قوله: "في حال استمرت الأحداث وانتقلت من جبل صبيح إلى مفترق بلدة بيتا سيكون الضرر الاقتصادي أكبر وسيعاق ادخال المنتوجات الزراعية، وسيتعطل العشرات من عمال المياومة.