لماذا اغتالت السلطة الناشط نزار بنات؟

اغتيال بنات.jpg
اغتيال بنات.jpg

الرسالة نت- خاص

 في تمام الساعة الثالثة والنصف قبل فجر اليوم الخميس، هاجمت قوة تزيد عن 20 فراد من أجهزة السلطة، منزل الناشط نزار بنات في مدينة الخليل، واعتقلته تحت الضرب المبرح.

وخرج بنات من المنزل تحت الضربات المبرحة، وأصوات الصراخ من عائلته التي لم تنجح في منع ضربه أو اعتقاله.

ثلاث ساعات ونصف فقط على اعتقاله، كانت كفيلة بإعلان محافظ الخليل عن وفاته، لتزداد التساؤلات عن الآلية التي استخدمتها السلطة وأدت لمقتله.

  اغتيال مخطط

وكذّبت عائلة الناشط بنات، رواية محافظ الخليل، مؤكدةً أن ما جرى هي عملية اغتيال واضحة مع سبق إصرار وترصد.

وعقب اعلان مقتله، قال محافظ الخليل جبرين البكري، إن الناشط السياسي نزار بنات، توفي بعد اعتقاله من أجهزة السلطة، إثر تدهور حالته الصحية خلال اعتقاله فجر اليوم بعد صدور مذكرة إحضار من النيابة العامة بحقه.

وقالت عائلة بنات في تصريحات صحفية: "ابننا تعرض للضرب المبرح بالعصي وقطع حديدية على رأسه خلال الاعتقال، حيث حضرت قوة أمنية مشتركة من الأمن الوقائي والمخابرات، وفجرت باب المنزل واقتحمته بوحشية، وانهالت بالضرب المبرح علىنزار وخرج وهو يمشي على أقدامه، قبل أن يتم اغتياله".

وأكدت أن نزار فقد الوعي داخل منزله بسبب الضرب، وبعد استيقاظه تم اعتقاله عاريا ونقله إلى جهة مجهولة".

وحملت عائلة بنات مسؤولية اغتيال نزار للسلطة وقيادتها، والتي تعمدت قتله وليس اعتقاله".

وعجّت مواقع التواصل الاجتماعي بردود الفعل الغاضية، والتي تدين الحدث وتدعو لمحاسبة المتورطين، وإلغاء السياسات القمعية التي تنتهجها السلطة بحق كل صوت يعارض سياساتها المتوافقة مع سياسات الاحتلال (الإسرائيلي).

ويعرف عن نزار بنات الناشط عبر منصات التواصل الاجتماعي، انتقاده لسلوك السلطة وفسادها.

وترشح بنات في قائمة الحرية والكرامة لخوض الانتخابات التشريعية، التي ألغاها رئيس السلطة محمود عباس.

وبرز دور بنات مؤخرا في التعليق على فضيحة اللقاحات التي وقعتها السلطة مع الاحتلال الإسرائيلي بتوريد مليون جرعة من لقاح فايزر الأمريكي منتهية الصلاحية.

وكتب أيمن الرفاتي في صفحته على "فيس بوك" إن اغتيال الناشط نزار بنات، ليست مجرد حادثة بل قرار يعطينا صورة عن نهج وطريقة سياسية خطيرة كانت ولا زالت تمارس بحق المعارضين من السلطة والفاسدين فيها.

وقال الرفاتي إن عملية الاغتيال تأتي بعد سلسلة اجتماعات مهمة على المستوى القيادي في حركة فتح لمواجهة المخاطر التي تسببت بها معركة سيف القدس على برنامج أوسلو وسلطة التنسيق، وعليه جميع الدلائل تشير إلى أن الاغتيال جاء بقرار وليس مجرد حادثة.

وكتب أحمد أبو سمرة في منشور على "تويتر": "دماء نزار لا ينبغي لها إلا أن تكون نارا ولعنة، وكلماتك بقيت أعراسا من الشموع، حتى إذا ما مت من أجلها انتفضت وثارت وعاشت بين الأحياء".

والمعروف عن الناشط بنات، مواقفه المعارضة لسياسات السلطة المتوافقة مع أهداف الاحتلال، من قمع وضرب وتكميم للأفواه واعتقال للمقاومين.

وتعرض بنات للاعتقال والتعذيب في سجون السلطة، عشرات المرات، "في حين لم تمنعه هذه الاعتقالات من الحديث بوضوح عن الأحداث الجارية في فلسطين، وكان آخرها فضيحة اللقاحات".

وترشح بنات عن قائمة الحرية والكرامة في الانتخابات التشريعية التي ألغاها عباس في أبريل الماضي، "في وقت قال إن هدفه من دخول التشريعي يتمثل في تغيير الواقع الحالي".

البث المباشر