قائمة الموقع

مقال: بالصوت العالي ..ولعت كوريا

2010-11-25T08:26:00+02:00

بقلم : أ . وسام عفيفة 

تنبأ التراث الفلسطيني الحديث باشتعال حرب بين الكوريتين, ولهذا من الأمثلة الدارجة عند نشوب أية أزمة -حتى لو حلف الزوج على زوجته بالطلاق - يقال "ولعت كوريا".

ويبدو أن الحرب الكورية حاضرة في تاريخ القضية الفلسطينية على اعتبار أن القصف المدفعي بين الكوريتين قد يصل فلسطين بعض من دخانه بطريقة أو بأخرى، كما أصابنا غبار برجي التجارة العالميين وهما ينهاران في 11 سبتمبر 2000 .

عندما "تولع في كوريا" يعني أن نبوءة مواطن فلسطيني بسيط بقرب انهيار أمريكا قد اقتربت رغم أن البعض يرى في هذه الرؤى أضغاث أحلام.

المتنبئ الفلسطيني يقول أن أمريكا ستضرب كوريا الشمالية وان الأخيرة سترد بصواريخ نووية في منطقة بركانية خامدة في الولايات المتحدة سينفجر على إثرها بركان عظيم ينشر دمارا كبيرا

ويصل غباره إلى منطقتنا, ليكون نهاية الإمبراطورية الأمريكية.

محليا "تولع كوريا" بين الأزواج يوميا في ظل تراجع نفوذ الرجال خلال العقود الأخيرة..سلطة الرجل باتت اليوم كسلطة الولايات المتحدة،  تكتفي بالتهديد في حين تبدو عاجزة أمام تصلب مواقف الكوريين.

الزوجات حصلن في السنوات الأخيرة على صلاحيات واسعة, بداية من قيادة السيارة وصولا إلى قيادة الأزواج على قاعدة : "أمام كل رجل عظيم امرأة" الأمر الذي ساهم في زيادة تأثير المرأة في الحياة الأسرية والسياسية.

سلاح كوريا النووي ونفوذ المرأة قد يشعل أحيانا حرائق, لكن الأمر خاضع في النهاية لتراجع قدرة الطرف الآخر على مواجهة الواقع الجديد, نتيجة لوهم القوة الأوحد أو القدرة الذكورية التي تحقق وحدها ردعا وسيطرة دائمة.

  المتغيرات الاجتماعية الأخيرة تدفع الأزواج إلى رفع شعار "يا رجال الأرض اتحدوا" بعدما ظلت المرأة "تتمسكن حتى تتمكن"، تحت دعاوى غياب حقوق المرأة أمام سطوة الرجال.

قد تكمن قوة كوريا الصغيرة في ضعفها..لأنه ليس لديها الكثير مما تخسره في أية مواجهة مع أمريكا وأخواتها, ويكفي أن تولع "حرب العملات " مع العملاق الصيني الحليف الاستراتيجي لكوريا الشمالية.

المرأة أيضا استثمرت ضعفها, وحولته لنقطة ضعف لدى الرجل, ويكفي أن تثير أزمات الرواتب والمصاريف، الواجبات المنزلية، العمل وتوزيع المهام، النفقة، حقها في الانتخابات والحصول على كوتة نيابية ووظيفية, وغيرها من المنغصات التي يمكن أن تسقط الرجل صريعا, ويخضع أمام الغسالة او فرن الغاز في البيت، على باب محكمة، خاسرا قبة البرلمان،  فاقدا وظيفته, أو متثائبا في ورديات عمل بعد الدوام.

قد تلوح أمريكا بالرد على استفزاز بيونغ يانغ, وقد يهدد رجل بسحب الامتيازات التي منحها لزوجته راضيا أو مجبرا, لكن المؤكد أن موازين القوى تتغير, والبقاء للأذكى، للأطول نفسا,  وليس دائما للأقوى.ش

اخبار ذات صلة