اعداد / نبيل حمتو
إن الذين اختاروا مهنة التدريب وكرسوا حياتهم وجل وقتهم للعمل في مجال التدريب تأخذ حياتهم منحنى آخر وهذا المنحنى يدفع أولئك الذين سلكوا هذا الطريق بالاعتقاد بان كل عمل يقومون به يصب في البوتقة التي تحقق ذلك الهدف فإن مهنة التدريب وحياة المدرب بالرغم مما تحمل من متاعب ومصاعب إلا أنها تعتبر طريقة مثيرة لكسب الرزق وهي متعة تجلب كل يوم تحديات جديدة وتبني نوعا من الحيوية والنشاط في حياة المدرب وخير دليل على ذلك هو الارتباط الوثيق الذي يكون عادة بين المدرب الواعي ولاعبيه من حيث المراعاة والتفاهم ومشاركة نشوة النصر ومرارة الهزيمة كل هذه الأحداث تجعل من حياة المدرب صفحة مليئة بالتحدي والمواجهة والتفاؤل والتركيز على الاستمرار في إنجاح مهمته وتنفيذ برنامجه التدريبي في أجمل منظر وأبهى صورة، لذلك نؤكد ونقول للذين اختاروا مهنة التدريب كوسيلة لمصدر رزقهم أن يعلموا بان مستقبلهم في يد الله عز وجل ثم في أيدي اللاعبين لان المدرب لا يقيم بتدريبه إنما يقيم كيف يؤدي اللاعبون كنتيجة لتدريبه لذلك فهو مطالب بالإجادة وتحقيق النصر .
الأسرار في كرة القدم لا تعد ولا تحصى والعبرة في تجارب الآخرين والاستفادة من تاريخهم وتطورهم المعتمد على العلم والموهبة وتسخيرهما لخدمة أهدافهم نحو الانجاز والبطولات وذلك من خلال تقنية عالية وعلوم كروية حديثة وبحث مستمر واحتكاك مع خبراء يعملون بالعلم والأفكار الحديثة مع حس الموهبة ولهذا نحتاج الى التفكير ألف مرة قبل الدخول في عالم التدريب، ومقارنة بين تجاربنا وبين ما وصل إليه الآخرون ممن تسلقوا القمم الكروية لنحذو خلفهم ونتعلم أسرارهم بالعلم والعمل لا بالكلام والأمنيات، وموسوعة كرة القدم عالم كبير وعجيب ومحفوف بالمخاطر والمشاكل وخاصة مع المدربين والأندية وحتى المنتخبات التي يعملون معها ومدى استعداد الطرفين للوصول بالنادي والفريق إلى شاطئ الأمان وتحقيق أفضل النتائج من خلال التعاون الكبير بين الإدارة والمدرب واللاعبين والجمهور، ومن هنا نقدم نصيحة للمدربين المقبلين للعمل مع أندية جديدة و طموحة فالمدرب يجب أن يكون حذرا ودقيقا في الاختيار والموافقة على مشروع العمل مع النادي وحسب إمكانياته وقدراته وكأننا في معركة حقيقة فلا يتصور أحدا أن الأمر مجرد نزهة ومتعة كروية لا بل هي مسؤولية كبرى ونرى اليوم كيف أصبحت كرة القدم مؤسسة إعلامية وتجارية والعقود أصبحت خيالية للاعب والمدرب لا بل كرة القدم أصبحت أكبر تجارة رابحة وتنافس عائدات النفط في العالم وهذا نتيجة دراسات وعلوم واختبارات وتضحيات لسنين وسنين من العمل ولنكن جزاءا مصغرا من هذا العالم الشاسع ونفكر ونخطط لأننا جزء من هذا العالم وفي هذه الدراسة ليس خبيرا في عالم التدريب بل هي ثمرة جهد واجتهاد وخدمة للرياضة والرياضيين.
ومن خلال الرسالة سنوضح للقراء الأعزاء في كل عدد صادر من خلال هذه الحلقات يوميات المدرب و الشكل التنظيمي للجهاز الفني مع مراعاة الواجبات التي يجب أن يؤديها كل فرد من أفراد هذا الجهاز التدريبي.