الرسالة نت – رائد أبو جراد
حذر نقابيون فلسطينيون سلطة فتح في رام الله من الخطوات والتصرفات التي تقوم بها أجهزتها الأمنية في الضفة الغربية المحتلة من ملاحقة النقابيين والنقابيات مؤكدين أن ممارساتها ستشكل طريقاً لوأد المصالحة المرتقبة بين حركتي حماس وفتح.
ودعا حشد من تجمع النقابات المهنية في قطاع غزة خلال اعتصام لهم كل المؤسسات والفصائل الفلسطينية لمطالبة سلطة فتح بوقف سياسة ملاحقة المقاومين والنقابيين في الضفة.
الخطوط الحمر
ورفع المتضامنون خلال وقفة احتجاجية أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة ظهر اليوم الخميس لافتات ترفض استمرار الاعتقال السياسي في سجون "السلطة" بالضفة، وتستهجن اختطاف الحرائر الفلسطينيات وتعتبرها "تجاوز لكل الأعراف الفلسطينية وتعد للخطوط الحمر".
بدوره، صنف محمد صيام نقيب الموظفين الفلسطينيين اعتقال الأخت تمام أبو السعود تخطي لكل الخطوط الحمراء وتعدى على الأخلاق والعادات الفلسطينية التي ترفض المس بالحرائر الفلسطينيات، وقال:"سنستمر في هذه الوقفات وتنظيم المسيرات والاعتصامات وإصدار البيانات وسنلاحق قضائياً كل من يمارس الاعتداءات المتواصلة بحق أبناء شعبنا".
وعبر صيام في تصريح لـ"الرسالة نت" على هامش المؤتمر الصحفي الذي عقدت تجمع النقابات المهنية عن أسفه لصمت النقابات المهنية في الضفة الغربية تجاه تصرفات أجهزة فتح، مضيفا "من حق النقابات ومن دورها الرئيس أن تمارس حقها بفضح كل السياسات التي تمس النقابيين والنقابيات الفلسطينيين".
ودعا النقابات الفلسطينية بالضفة الغربية بأن تمارس دورها في فضح الممارسات وإحقاق الحقوق النقابية في الضفة والتنديد بكل الممارسات التي تمارس ضد أساتذة الجامعات والطلاب والنقابيين، مستطرداً :" نعلي صوتنا ليصل لكل العالم الحر ليوقفوا عربدة أجهزة فتح التي تحدث في الضفة بحق الشرفاء والحرائر".
بدوره، استنكر إياد أبو هين نقيب المحاسبين الفلسطينيين استمرار سلطة فتح في مسلسل اختطاف النقابيين وأساتذة الجامعات والطلاب بالضفة، وعدَ تلك الممارسات تتقاطع مع مصالح الاحتلال الساعية للقضاء على مواطن القوة في المجتمع الفلسطيني.
وقال أبو هين في كلمة باسم تجمع النقابات المهنية :"انطلاقاً من حرصنا على المصالحة الوطنية ووقوفنا مع قضايا شعبنا ومصالحه ورفعاً للظلم وإحقاقاً للحق نستهجن كل التصرفات التي ترتكبها أجهزة السلطة بالضفة".
واعتبر اختطاف الحرائر الفلسطينيات "صور مخجلة" تستلزم هبة شعبية نقابية لفضح الممارسات اللا مسؤولة ولجم أصحابها، مؤكداً أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام السياسة التي تتبعها سلطة فتح بحق النقابيين والشرفاء والحرائر بالضفة.
وتابع أبو هين :"سنستمر بفضح سياسة الاعتقال السياسي والتعبير عن ذلك عبر المسيرات وتنظيم الاعتصامات ونشر البيانات المنددة بهذه التصرفات"، وشكك في مصداقية سلطة فتح لإنجاح المصالحة الوطنية في ظل استمرار اعتقال حرائر وشرفاء الضفة.
لا مسئولة
وطالب حكومة فياض في رام الله بوقف كل الممارسات التي وصفها بـ "لا مسئولة" والتي تقف في وجه تحقيق المصالحة، كما دعا لاحترام الحريات العامة والحقوق السياسية والوقف الفوري للاعتقالات ووقف اختطاف الشرفاء.
ودعا نقيب المحاسبين الفلسطينيين كافة أجهزة فتح بالضفة لتوجيه البوصلة نحو صدور الاحتلال الصهيوني وضد عدوانه وإجرامه المتواصل بحق شعبنا في الضفة المحتلة.
من ناحيتها، وخلال كلمة لها باسم النقابيات الفلسطينيات، دانت رجاء السيقلي بشدة الاعتداء الغاشم على المربية أبو السعود من قبل ميلشيات عباس في نابلس، مناشدة أهل الضمائر ليهبوا لنصرة الحرائر والوقوف إلى جانبهم.
كما ناشدت السيقلي منظمات حقوق المرأة والنائبات في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كافة الفصائل للوقوف عند مسئولياتهم واتخاذ موقف واضح موحد تجاه ما يجري من انتهاكات لحقوق المرأة وتصاعدها بحق حرائر الضفة.
وطالبت وسائل الإعلام لمتابعة قضية المعلمة "أبو السعود" وفضح أجهزة فتح وتصرفاتها، مضيفة :"يجب على الإعلام أن يكون حراً وأن يكون له موقفاً واضحاً لفضح مرتكبيها وسياستهم".
بالتحرك العاجل
من جانبه، دان نقيب المعلمين الفلسطينيين في قطاع غزة وائل البلبيسي انتهاكات سلطة فتح بحق الحرائر في الضفة المحتلة، مطالبا كل أحرار العالم ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية بالتحرك العاجل والفوري للإفراج عن المعلمة أبو السعود.
وطالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتدخل السريع للإفراج عن المربية، واعتبر استمرار سلطة فتح في اختطاف الحرائر "عملية سياسية من الدرجة الأولى.
وقال لـ"الرسالة نت" :"لا يوجد أي مبرر إنساني ولا أخلاقي لاعتقال الأخوات المعلمات في الضفة الغربية"، لافتاً إلى تجهزيهم للمزيد من الوقفات المتكررة والمستمرة للمطالبة بالإفراج عن جميع المختطفين في سجون الاحتلال وسجون "السلطة".