حذر مندوب الاتحاد الأوروبي في الأمم المتحدة أولوف سكوغ من وجود مخاوف من فشل مفاوضات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني رغم أجواء التفاؤل التي سادت أخيرا، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الولايات المتحدة إلى رفع عقوباتها عن إيران، وتمديد الإعفاءات من العقوبات في ما يتصل بتجارة النفط معها.
وقال مندوب الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة خلال جلسة لمجلس الأمن لمناقشة القرار 2231 الخاص بالاتفاق النووي إن الوقت ينفد من أجل إحياء الاتفاق النووي، مضيفا "الوقت ليس في صالحنا، وما قد يكون ممكنا حتى اليوم قد يصبح مستحيلا في المستقبل القريب، أمامنا فرصة دبلوماسية محدودة يجب ألا نضيعها".
وأضاف سكوغ أن تعبير الولايات المتحدة عن استعدادها لرفع العقوبات ذات الصلة بالاتفاق النووي عن إيران شجع الاتحاد الأوروبي.
وقالت وكالة بلومبيرغ إن المفاوضين في فيينا يواجهون احتمال حدوث تأخير جديد، ومخاطر فشل متزايدة في إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية.
ونقلت الوكالة عن 4 دبلوماسيين قولهم إن المفاوضين لن يجتمعوا خلال الأسبوع الجاري في فيينا كما كان مخططا له، وليسوا متأكدين من موعد الجولة السابعة.
دعوة غوتيريش
وخلال جلسة مجلس الأمن قالت روزماري ديكارلو وكيلة الأمين العام الأممي للشؤون السياسية وبناء السلام إن الأمين العام الأممي يجدد دعوته للولايات المتحدة لرفع العقوبات عن إيران، وتمديد الإعفاءات في ما يتعلق بتجارة النفط معها، وتسهيل الأنشطة المتعلقة بالمجال النووي بما يتفق مع خطة العمل الشاملة المشتركة، وهو الاسم الرسمي للاتفاق النووي الإيراني المبرم في العام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن في العام 2018 بشكل أحادي.
وقال المندوب الإيراني لدى مجلس الأمن مجيد تخت روانجي إنه آن الأوان لأن تثبت الولايات المتحدة والدول الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي جديتها في الحفاظ على الاتفاق من خلال تنفيذ بنوده كافة.
وأضاف المندوب الإيراني أن الإجراءات التي اتخذتها بلاده مؤخرا أتت ردا على الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة، ويمكن الرجوع عنها إذا تم تطبيق الاتفاق بشكل كامل ورفعت واشنطن عقوباتها عن إيران.
وقال محمود واعظي مدير مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني إن تقديم الولايات المتحدة ضمانات لبلاده بعدم انسحابها مجددا من الاتفاق النووي ورفع العقوبات بشكل عملي من أهم النقاط العالقة في مفاوضات فيينا.
وأضاف واعظي في تصريح له أن بلاده ترى أن من حقها المطالبة بهذه الضمانات من الطرف الآخر، حسب تعبيره.
روسيا والصين
من جانب آخر، قال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن المشاكل الحالية بشأن الاتفاق النووي سببها الانسحاب الأميركي من الاتفاق.
وفي كلمته بمجلس الأمن، قال المندوب الروسي إن إيران لم تقدم على الخطوات التي اتخذتها طواعية أو دون سبب، بل اتخذتها ردا على الانسحاب الأميركي من الاتفاق، حسب تعبيره.
ودعا ينغ شوانغ نائب سفير الصين لدى الأمم المتحدة الولايات المتحدة إلى الاستجابة لطلب إيران بضمان عدم الانسحاب مجددا من الاتفاق النووي مثلما فعلت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
بالمقابل، قال جيفري ديلورينتس نائب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة خلال جلسة مجلس الأمن إن "الجولات القليلة الماضية من محادثات فيينا ساعدت على بلورة الخيارات التي يتعين أن تتخذها إيران والولايات المتحدة، وذلك من أجل تحقيق عودة متبادلة للالتزام بالاتفاق النووي".
يشار إلى أنه استؤنفت في 12 يونيو/حزيران الماضي في العاصمة النمساوية فيينا جولة سادسة من مفاوضات انطلقت في أبريل/نيسان الماضي لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، وقد انتهت الجولة دون إبرام اتفاق بين الجانبين الأميركي والإيراني للعودة للالتزام ببنود الاتفاق، والذي يفرض قيودا على برنامج إيران النووي مقابل رفع عقوبات اقتصادية دولية عنها.
المصدر : الجزيرة + وكالات