قائد الطوفان قائد الطوفان

دموع الفرح كست وجوه المتضامنين

"الأمل" تدخل غزة بعد شوق الانتظار وصبر الاحتمال

الرسالة نت – رائد أبو جراد

بالأحضان الحارة بعد طول الانتظار استقبل السبعيني أبو محمد شعث ابنه "صائب" المغترب في بريطانيا منذ ثمانينات القرن الماضي بعد وصوله لغزة مساء أمس الخميس لأول مرة منذ العام 2000 قبل اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية.

 

المشهد المؤثر لاستقبال الوالد الطاعن في السن لإبنه المغترب في أوروبا طيلة السنوات العشر الماضية غلب على صورة وصول قافلة الأمل لمعبر رفح البري والتي بذل  "صائب شعث" جهداً مضنياً للتنسيق طيلة الأشهر الماضية لمجيئها لقطاع غزة المحاصر.

 

عقبات وصعوبات

وسمحت السلطات المصرية مساء الخميس بعبور 30 سيارة محملة بالمساعدة الطبية والتعليمية و35متضامناً جاءوا من العديد من الدول الأوروبية والغربية شملت"بريطانيا وايرلندا وفرنسا واسبانيا ونيوزيلندا والأرجنتين عبر معبر رفح الواصل بين مصر وقطاع غزة، بعد رحلة عناء استمرت شهراً كاملاً تخللها عقبات وصعوبات كثيرة.

""

ويقول شعث لـ"الرسالة نت" واصفاً مشاعر أعضاء القافلة عند وصولهم غزة بعد طول انتظار وصبر انتهى بفرج فتح بوابة المعبر أمام سيارات المتضامنين :"مشاعر ملتهبة بان أنجز المتضامنون الهدف الذي رسموه نصب أعينهم في الوصول لغزة وكسر الحصار".

 

وأشار شعث إلى أن متضامني الأمل عانوا كثيراً بعد اختطاف السفينة من قبل قبطانها قبل قرابة الأسبوعين والعقبات التي واجهوها خاصة في ليبيا، مشيداً في ذات الوقت بتعامل الشعب الليبي الطيب والمعطاء مع أعضاء القافلة.

 

ولم يدر في خلد الشاب العشريني رامي سيقلي متضامن بريطاني من جذور فلسطينية أنه سيدخل في يوم من الأيام أرض قطاع غزة، بعدما كانت رحلة الوصول لفلسطين بالنسبة لديه حلماً صعب المنال إلا أنه تحول لحقيقة واقعية عندما تخطى الصعاب وقدم على متن قافلة الأمل الأوروبية.

 

ويقول رامي الذي تعود أصول عائلته لإحدى قرى مدينة الرملة المحتلة بعد هجرتها منها قسراً إبان نكبة فلسطين عام 1948:"شعور لا يوصف ومشاعر يصعب التعبير عنها حقيقة لكن الحمد لله أنني وطأت بقدماي أرض غزة لأول مرة".

 

"الرسالة نت" استقبلت قافلة الأمل والمتضامنين على متنها في أروقة فندق كومودور غزة على شاطئ البحر في الليلة الأولى لوصولهم، ورغم العناء والتعب الذي بدا واضحاً على وجوه المتضامنين والنعاس الذي غلب عليهم بفعل طول رحلة الوصول للقطاع المحاصر إلا أن عدد منهم سرد حكايته في دخول غزة عبر منفذها الوحيد مع العالم الخارجي معبر رفح البري.

 

 الكوفية الفلسطينية

فيما اختفت معالم وجه الشاب عبد الرحمن محمد البريطاني من أصل باكستاني تحت كوفية فلسطينية زين بها وجهه الذي كسته لحية ثخينة توسطت صدره ليعبر عن مدى فرحته وسروره بدخول غزة والالتقاء بأهلها وأبناءها الذين وصفهم بـ"الأبطال والشجعان" بعدما كان يسمع عن بطولاتها عبر شاشة التلفاز ويتابع أخبارها عبر المواقع الالكترونية الإخبارية.

 

ويقول الشاب محمد الذي تنطوي أصوله لمنطقة كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان:"الوصول لغزة كان بالنسبة لدى حلم لكن إصراري على الدخول للتعرف على أهلها وتضحياتهم ومقاومتهم الباسلة سهل لي الانضمام لقافلة الأمل والمجئ عبرها مع متضامنيها والمساعدات التي قدمت بها".

من جهته، أكد الدكتور أحمد يوسف رئيس اللجنة الحكومية لاستقبال الوفود والقوافل أن الشعب الفلسطيني ترتفع معنوياته بهذه القوافل ويشعر بانتمائه للعالم وتنقضي عنه العزلة الدولية، موضحاً أن الفلسطينيين يشعرون بمثل هذه القوافل المتواصلة بحقهم ووقوف أحرار العالم لجانبهم.

وتوصل القائمون على القافلة، التي يرافقها أزيد من 130 شخصا، إلى هذا الاتفاق مع السلطات المصرية بعد أن كانوا قد قرروا العودة إلى بلدانهم؛ إثر رفض السلطات دخول القافلة إلى القطاع المحاصر منذ يونيو 2007.

ودعا يوسف خلال استقباله ولفيف من أعضاء اللجنة الحكومية لمتضامني الأمل في معبر رفح مساء أمس لضرورة التحرك الفوري والعاجل تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من أجل فك الحصار المفروض عليه منذ أربع سنوات.

 

وطالب في ذات السياق باستمرار الحركة الدولية لقوافل المتضامنين لتسهم في النهاية في كسر فعلي ونهائي للحصار ، معتبراً أن القافلة جزء من انتفاضة صامته تتحرك لفك الحصار بشكل تدريجي.

 

زيارات ولقاءات

ومن المقرر أن يزور وفد متضامني الأمل الذي يضم 35 شخصاً المناطق المدمرة بقطاع غزة والي أتت عليها الحرب الصهيونية المدمرة شتاء 2008-2009 كما سيلتقي برئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية وسيزور العديد من المؤسسات المحلية والتعليمية والأهلية.""

 

وانطلقت قافلة الأمل الأوربية التي تحمل 95 طناً من المساعدات نهاية أكتوبر/ تشرين أول المنصرم بالإضافة لتسييرها 30 سيارة تقل عشرات المتضامنين الأجانب ومن تعود جذورهم لأصول عربية وفلسطينية، بعد أن واجهة القافلة الكثير من الصعاب والعقبات والمحن حالت دون وصولها بشكل سلس كباقي القوافل لغزة.

ويرافق "قافلة الأمل"، التي يقودها عضو مجلس الشيوخ الإيطالي، فرناندو روسي، 120 شخصا، بينهم معاقون، و12 برلمانيا أوروبيا من إيطاليا واليونان وسويسرا وأيرلندا وبريطانيا.

وانطلقت القافلة، التي ساهمت في الإعداد لها العديد من المؤسسات والفعاليات والمتضامنين مع الفلسطينيين في أنحاء القارة الأوروبية، من أوروبا مطلع شهر مايو الجاري، عقب انتهاء مؤتمر فلسطينيي أوروبا السابع في إيطاليا.

وكان عضو مجلس العموم البريطاني جورج جالاوي على رأس قافلة إغاثة من اثنتي عشرة سيارة إسعاف وإطفاء وصلت إلى غزة مارس الماضي.

وشنت "إسرائيل" حربا شرسة على غزة في الفترة بين 27 ديسمبر و18 يناير 2008-2009؛ خلفت أكثر من 1400 شهيد و5400 جريح، نصفهم تقريبا من الأطفال والنساء، فضلا عن الدمار الواسع الذي لحق بالقطاع.

البث المباشر