قائد الطوفان قائد الطوفان

حُرِم منها العسكريون

1200$ تنعش غزة بعد "شوق وعطش"

موظف يتقاضى راتبه
موظف يتقاضى راتبه

الرسالة نت- محمد أبو زايدة

بعد شوقٍ لاستلام حقوقهم المالية، سمعوا خبرًا على الإعلام يفيد بوصول أموالهم عبر معبر( بيت حانون/إيرز). تهللت وجوه بعضهم، وآخرين ندبوا حظ الـ(1200 دولار) لأنّها لن تبيت بأيديهم حتى صبيحة اليوم الثاني من استلامها.

شروق شمس صباح يوم الأربعاء لدى بلال الكومي، يشابه انتظاره لمولوده البكر الذي تأخر منذ انقطاع راتبه الشهري، ما يزيد عن عشرة شهور، فراتبه وصله على "شوق وعطش"، كما شوقه لأن يرزقه الله بطفل.

ومن أمام بريد غزة المركزي، ينتظر بلال في "طابور" يضم العشرات من الموظفين، جُلّهم ينتظرون "تكحيل عيونهم بالدولارات"، وملامسة أيديهم لها.

" كنا نسمع كل يوم أن الرواتب ستحِل إلى مكاتب البريد، وليس لوحدنا سنسمع هذه الأخبار، أيضًا أصحاب المحال التجارية ينتظرونها لاستلام ديونهم المتراكمة منذ ما يقارب العام". بهذه الكلمات يقول بلال. ويضيف " من الجيد إن بقيت بحوزتي 200$ لتنام ليلة هانئة معي بعد تسديد الديون".

كلمات بلال فتحت شهية الكثيرين على الكلام وتفريغ شحناتٍ من العبارات تحمِل صبرهم، إلا أنّ الوحيد الذي بقي صامتًا بين صفوف مستلمي الرواتب، ينظر بحسرته هو ذلك الشرطي الذي ينظّم "طوابيرهم".

الثلاثيني سامي قريقع، يشعر بالإحباط والعزلة نتيجة قرار حكومة الوفاق الوطني باستثناء العسكريين، قائلًا " نعمل بالحروب، والفيضانات، والكوارث، وكل الأوقات.. وختامها مكافأة بالتهميش".

وجّه قريقع سؤالًا لحكومة الوفاق " ما موقعنا من الإعراب في قوائم الموظفين، أولسنا نعمل أضعاف جهدنا".

وتلى يشرح عن وضعه بقوله " رغم مدة انقطاع راتبي التي تزيد عن ثمانية أشهر، لم أترك دوامي، وأذهب من شرق حي الشجاعية إلى وسط غزة مقر دوامي بالجوازات سيرًا على الأقدام يوميًا.. ذهابًا وإيابًا".

غيمة سوداء تسود على مُحيا قريقع، يخرج الكلمة تتلوها تنهيدة ويكاد يغمسها البكاء، يتابع حديثه " في البيت ثلاجة فارغة. ولا رغيف خبزٍ، ولا شواقل للمواصلات أو غيرها، وطفلي الصغير يوشك أن تطرده الروضة لعدم مقدرتي على دفع الرسوم". إلى متى..! يتساءل سامي.

وعودة إلى "طوابير" الموظفين، يخرج من وسط الزحام المواطن ناصر حجاج 27 عامًا.. علامات الدهشة على وجهه ممتلئة، يقول " ما كنت مصدق أني راح أستلم الراتب.. وما آمنت بالكلام حتى لامست يداي الراتب".

حمل حجاج رسالة أمّنها على نقلها. قال " لا نريد قطع الراتب لأشهر، ومن ثم إعطائنا دفعة مالية، نطالب بحفظ ماء وجهنا أمام أصحاب المحلات التجارية، فالديون تكاد تخنقنا".

وموظف الصحة محمود السرحي، لم يتوقف عن عدِّ مستحقاته، فتارة يبدأ بعدِها من اليمين، وأخرى من اليسار، ويعبّر عن ذلك بقوله " بالنسبة الي هادي فرحة العمر، لمن أكون قبل أيام أفكر أقعد على باب الجامع من شدة الديون المتراكمة، واليوم راتبي وحقّي بين ايدي.. مش قادر أوصف شعوري".

وشرعت فروع مكاتب البريد في القطاع، بتسليم موظفين غزة المدنيين مبلغ 1200 دولار أمريكي من مستحقاتهم المالية منذ الثامنة من صباح اليوم الأربعاء، وستستمر حتى يوم الأحد القادم.

(عدسة: محمود أبو حصيرة)

البث المباشر