قائمة الموقع

قيادة فتح تصطف في مواجهة الشعب وترفض الإصلاح

2021-07-07T10:52:00+03:00
فتح تصطف في مواجهة الشعب وترفض الإصلاح
الرسالة نت - شيماء مرزوق

 منذ اغتيال الناشط والمعارض السياسي نزار بنات، صمتت الأجهزة الأمنية عن الجريمة وعن القمع الذي مارسته ضد المتظاهرين، وتصدرت القيادات الفتحاوية المشهد الإعلامي، وانبرت للدفاع عن السلطة والأجهزة الأمنية باعتبارها "مكتسبات وطنية" لا يجب المساس بها.

جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح قال: "على كل القوى الديمقراطية وحماس أن يلتقطوا هذه الفرصة وأن يوقفوا ويساعدوا ويحدوا مما من شأنه أن يثير الفتنة أو يكرس الانقسام أو يمس بالشرعيات الفلسطينية وعلى رأسها المنظمة ومؤسساتها وأطرها، وألا يلعبوا مع فتح "لعبة ارحل".

تصريحات رجوب تضاف لسلسلة من التصريحات الفتحاوية التي وصفت المتظاهرين الغاضبين في الضفة بأنهم أصحابُ أجندات خارجية ومندسون لإفشال "المشروع الوطني".

ومن الواضح أن قيادة حركة فتح تعيش حالة إنكارٍ للواقع وترفض قراءة المشهد بحقيقته التي تؤكد أنها فشلت في تحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها، وأن مشروعها السياسي فشل فشلاً ذريعاً، وتحول من مشروع إقامة الدولة إلى حماية السلطة والاحتلال.

اللافت أنه خلال الأزمة الأخيرة، اصطفت الحركة إلى جانب الأجهزة الأمنية التي ارتكبت جريمة الاغتيال وبدلاً من الإدانة، وصف الرجوب عملية اغتيال بنات بأنها جاءت خلال قيام الأجهزة الأمنية بإنفاذ القانون.

ويبدو أن قيادة فتح اليوم خرجت من إطار الصراع مع خصمها السياسي حماس لتوسع الفجوة بينها وبين الكل الوطني والشعب الفلسطيني، حيث تعادي الجميع في هذه الأزمة، وتصف كل من ينتقد أداء السلطة أو يعارضها بأنه خارج عن الصف الوطني.

من ناحية أخرى ترفض قيادة فتح أي محاولات للإصلاح سواء على الصعيد التنظيمي داخل أطر الحركة التي تعيش أزمة غير مسبوقة أو في أروقة السلطة التي بات الفساد ينهشها.

ومن علامات التصدع القوية في حركة فتح ما كشفت عنه مرحلة التحضير للانتخابات التشريعية قبل أن يلغيها الرئيس محمود عباس خشية خسارة حركته، التي فشلت في لملمة شتاتها وشكلت ثلاث قوائم على الأقل من داخل الحركة، ما كشف كل الخلافات والأزمات الداخلية التي يجري التعتيم عليها باستمرار وهي نتاج سنوات من سياسة عباس وإجراءاته التي دمرت الحركة.

"نحن الفتحاويين مستعدون لإجراء مراجعة، وقد أسست جلسة المجلس الثوري الأخيرة لرؤى استراتيجية لإعادة الاعتبار للحركة ودورها وللقضية ولمنظمة التحرير وللإصرار على مشروع الدولة والانتخابات والمقاومة الشعبية في علاقتنا مع الاحتلال والوحدة من خلال الحوار"، قال رجوب هذه الجملة وقد كررها من قبل عددٌ من قيادات الحركة منهم عباس زكي الذين أجمعوا على أن اجتماع الثوري الأخير يشكل انطلاقة جديدة.

الغريب أن الاجتماع المذكور تمخض عنه فصل كل كوادر الحركة الذين ترشحوا في قوائم مختلفة، أي المزيد من سياسة الإقصاء والتفرد وهو ما ترى فيه قيادة فتح انطلاقة جديدة للحركة، علماً أن هذه السياسة هي التي شتتت الحركة وأضعفتها بشكل كبير.

الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي دعا حركة فتح إلى تعلم الدروس المستفادة من الأعداء، وقال: "حزب العمل" لعب دوراً تأسيساً في الحركة الصهيونية العالمية وفي تأسيس (إسرائيل)، اليوم يحتل الحزب مكانة هامشية على يسار الخريطة الحزبية الإسرائيلية".

وتابع في مقال له "هم نجحوا في ترجمة “مشروعهم” وفي إنشاء “الوطن القومي لليهود في فلسطين”، بيد أن نجاحاتهم تلك، لم تشفع لهم عند (الإسرائيليين)، فانزووا فوق بضعة مقاعد في الكنيست.

في المقابل، أنتم لم تنجحوا في ترجمة مشروعكم، المشروع الوطني الفلسطيني، بل إن هذا المشروع بات في مهب الريح، ومع ذلك تعتقدون أن الشعب سيظل يمنحكم شيكاً على بياض.. هذا لن يحدث، وإن حدث فلن يستمر، ولديكم اليوم على الساحة الوطنية، ومن داخلكم، خصوم ومنافسون".

واعتبر أن استحضار صفحات المجد والبطولة والشهادة من التاريخ، ضروري لغايات تحفيز الهمم، واستنهاض العزيمة، على طريق التجدد والتجديد.. على طريق بعث فتح والحركة والمنظمة من جديد، وبخلاف ذلك، نصبح كمن يجتر ماضياً تليداً، وهي واحدة من خصالنا العربية البائسة.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00