على باب العامود، يشترط الشرطي (الإسرائيلي) على الفتيات المقدسيات تسليم بطاقاتهن لدخول الأقصى، وبعد أن يصادر البطاقة يطلب منهن أثناء خروجهن استلامها من مركز شرطة" القشلة" التابع للاحتلال، وحينما تعود الفتيات لمرات ومرات لأخذ بطاقاتهن، يماطل الاحتلال ثم يمنعهن من دخول الأقصى لستة أشهر، وهكذا يفعل مع الشباب.
تزايدت حملة الإبعاد عن الأقصى والاعتقالات في صفوف الشباب المقدسيين بعد الحرب الأخيرة على غزة والهبة التي أعلنها الشباب المقدسيون تضامناً مع الأقصى والشيخ جراح.
ورصد مركز معلومات وادي حلوة أكثر من 270 قرار إبعادٍ عن المسجد الأقصى والقدس والبلدة القديمة منذ بداية العام، ومنع دخول الضفة الغربية، ومنطقة باب العامود والشوارع المحاذية لها، ولفترات متفاوتة بين أسبوع حتى 6 أشهر.
وبعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة القدس المحتلة، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، صعدت شرطة الاحتلال من سياسة الإبعاد عن المسجد الأقصى بهدف إبعاد المقدسيين عن الأقصى ومنع أكبر عدد من المصلين من الوصول إليه.
وأصدر الاحتلال عشرات القرارات بالإبعاد الجماعي بحق مقدسيين ومقدسياتٍ وحراسٍ وموظفين في دائرة الأوقاف الإسلامية، ونشطاء على شبكات التواصل، كما تعرض بعضهم للاعتقال.
وقد طالت قرارات الإبعاد أربع عشرة فتاة لمدة ستة أشهر بشكل منفرد خوفا من حدوث هبة جماهيرية رفضا لهذا القمع.
وبعد أحداث القدس الأخيرة، زادت وتيرة الإبعاد خلال الشهر الماضي أكثر من أي فترة سابقة، ففي أيار وحده أبعد الاحتلال 180 مقدسيا من النشطاء والمصلين والعاملين، وسدنة الأقصى، لكن المرابطين أثبتوا أن لهم القرار في الحضور والغياب.
كما دشن ناشطون ومبعدون عن المسجد الأقصى المبارك وسما على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان #لا_للإبعاد_عن_الأقصى، رفضا لسياسة الاحتلال (الإسرائيلي) في إبعاد الفلسطينيين عن المسجد وحرمانهم من الصلاة فيه.
مدير نادي الأسير ناصر قوس يقول إن سياسة الإبعاد شملت الجميع وطالت إمام الأقصى عكرمة صبري والشباب المقدسيين المرابطين والمصلين بالأقصى.
ويهدف الاحتلال من هذا الإبعاد، وفقا لقوس، إلى تقسيم الأقصى، فبعد سبعين يوماً من الإغلاق بحجة كورونا أبعد الاحتلال على الفور عشرين شخصاً على رأسهم الشيخ عكرمة صبري وحتى الصحافيات لم يسلمن من الإبعاد عن الأقصى.
ويؤكد أن ما يحدث هو ضمن سياسة منع أي مسلم من التواجد في الأقصى، مشيراً إلى ألا أحد يستطيع الاعتراض أو الوقوف في طريقهم لأن مصيره سيكون الإبعاد.
ورغم أن قوس، الذي أبعد لعدة مرات، جار الأقصى، ويسكن على بعد خمسين متر منه فقط، لكنه لا يستطيع الدخول بسبب المنع في كثير من المرات، معتبرا أن هذا يأتي ضمن سياسة تقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً، فمن أراد الاعتراض على الاقتحامات أو قطع طريق المقتحمين سيبعد فوراً.