قائمة الموقع

رجوب يواجه الإقصاء وتيار التنسيق يتقدم

2021-07-14T20:55:00+03:00
ارشيفية
الرسالة نت- شيماء مرزوق

تزداد وتيرة المؤامرات سرعةً في المقاطعة، بعدما أججت التظاهرات الغاضبة ضد السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية نار الخلافات بين أقطاب حركة فتح التي تقود السلطة الفلسطينية، الذين يحمّون بعضهم البعض مسؤولية الأزمة في الشارع.

صراع الأقطاب في حركة فتح ليس جديداً، وهو قائم ومستمر، لكنه يشتعل مع كل حديث فارق يجري على الساحة الفلسطينية، وقد صبت التظاهرات وحالة الغضب العارم في الضفة المزيد من الزيت على نار الخلافات الفتحاوية.

وتتركز الصراعات بين قطبي الأمن والتنسيق، فمن ناحية يشكل وزير الشئون المدنية حسين الشيخ وماجد فرج رئيس المخابرات التيار الأقوى والأكثر قرباً من عباس وهو قرب وقوة فرضتهما علاقات الرجلين بالاحتلال (الإسرائيلي) والجانب الأمريكي، في مقابل تيار يقوده جبريل رجوب أمين سر فتح ومحمود العالول نائب رئيس الحركة.

ورغم أن الصراع يجري في الغرف المغلقة، إلا أن أحداثًا عديدة كشفت عنه وأظهرته للعلن، ربما كان أبرزها الضربة التي وجهها الشيخ للرجوب في نوفمبر 2020 حينما أعلن قرار السلطة بإعادة العلاقة مع (إسرائيل).

ما كان أسوأ من القرار استعجاله للإعلان بطريقة مباشرة دون العودة إلى أطر ومؤسسات الحركة أثناء اجتماع الرجوب بالفصائل في القاهرة، ما شكل ضربة قوية لجهوده في المصالحة بل وتعطيل مسارها، فيما تمثلت الضربة الثانية والأقوى في قرار إلغاء الانتخابات في 30 نيسان المنصرم الذي كان خلفه أيضاً الشيخ وفرج.

السفير الفلسطيني السابق عدلي صادق كشف عن محاولات كبيرة لإقصاء الرجوب، فقد أصبح وفق تعبيره في "بوز المدفع"، وأبو مازن في ذروة التحامل عليه، والكلام يجري عن تجريده من أمانة سر اللجنة المركزية، وذلك بتحريض من فرج والشيخ.

وأكد صادق في منشور على صفحته على الفيس بوك أن المسألة في السياق الموضوعي تشير إلى استمرار مسلسل الإقصاء، بحكم الحسابات والأوضاع الخطأ التي سادت خلال أكثر من عشر سنوات، ولم تُنتج سوى المآزق والأزمات والجمر تحت الرماد.

واعتبر أنه بالنسبة لرجوب فإن مشكلته هي رفضه إلغاء الانتخابات، قائلاً: "بصرف النظر عن طموحة، سيكون موقفه قوياً من المواجهة السياسية، لأن الانتخابات مطلب شعبي، ثم إن الرجل تسنده جغرافيته ومحيطه الاجتماعي والشبابي، وإقصاؤه ليس سهلاً، أما عزام، الطامح الى أخذ موقعه، فهو يلعب في الوقت الضائع".

ما كشفه صادق تعززه المؤشرات الأخيرة والتي تظهر استمرار تقدم فريق التنسيق الأمني والمدني الذي ينضوي تحت لوائه أيضاً مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش.

ومن الواضح أن الحرب الخفية والعلنية بين هذه الأطراف تستعر وتشتد بشكل كبير مؤخرًا، وكان واضحًا أن وفد الرئيس عباس إلى تركيا للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حمل معه خصوم الرجوب، وهي ضربة كبيرة له وتظهر تقدم التيار المضاد له.

ويهمس كثيرون في فتح أن عباس لا يسمع إلا لاثنين، أحدهما الشيخ الذي يمثل خط التواصل مع الاحتلال، وهو (أي الشيخ) يدرك أن الرئيس صاحب سياسة تعزيز العلاقات مع الاحتلال واستبعاد أي مواجهة معه، لذا يعمل على تطوير هذه العلاقة، ويتقرب للرئيس من باب الصفقات وتطوير التنسيق لكسب المزيد من الرضا الإسرائيلي وهي لغة تطرب أبو مازن.

والثاني هو فرج صاحب العلاقات القوية مع الجانب الأمريكي والذي يتزايد نفوذه وقادر على أن يقنع أبو مازن بأنه على تواصل مستمر ومباشر مع الإدارة الأمريكية الجديدة كما أنه قادر على تحقيق اختراق في العلاقات بين الجانبين، أو على أقل تقدير، المحافظة على العلاقات الأمنية والاقتصادية.

 بينما ينضم للتيار صاحب الملف الديني في السلطة والذي يطرب عباس بخطبه الداعمة له والمكفرة لكل من يعارضه أو يختلف معه أو يخرج عن نهجه أو حتى يطالب بالإصلاح، حيث يلعب الهباش دور شيخ السلطان بجدارة وحرفية ويمنح صكوك الغفران والعذاب على مقاس الرئيس.

اخبار ذات صلة