قائد الطوفان قائد الطوفان

يشهد نموا وينذر بمخاطر

انتخابات مصر .. موسم الطلب على "البلطجية"

القاهرة-الرسالة نت

ارتبطت كلمة "انتخابات" في مصر على مدار السنوات العشر الأخيرة بكلمة "بلطجة" و"بلطجية الانتخابات"، وهم مجموعات من العاطلين والمسجلين "خطرين أمنيا" في أقسام الشرطة، الذين يعتبر موسم الانتخابات بالنسبة لهم مصدر رزق كبير، بسبب استعانة عدد من المترشحين بهم في العديد من المهام.

هذه المهام تبدأ بالهتاف لهم وحشد الجماهير في سرادقات الدعاية الانتخابية، وتمتد للمساعدة في تزوير الانتخابات، أو ما يسمونه بلغتهم "تقفيل الصناديق" لصالح هؤلاء المرشحين، وضرب أنصار المرشح المنافس أو الصحفيين الذين يرصدون التجاوزات الانتخابية، وتهديد الناخبين ما لم يصوتوا لصالح المرشح الذي تعاقدوا معهم لإنجاحه.

وساعد على انتشار هذه الظاهرة وانتعاشها، تزايد أعداد العاطلين وارتفاع معدلات البطالة والفقر، وتدهور حال الجهاز الإداري للدولة وانتشار الفساد فيه، فضلا عن غض الشرطة النظر أحيانا عن أعمال هؤلاء البلطجية في الانتخابات، خصوصا لو كانوا يعلمون لصالح مرشح الحزب الوطني الحاكم.

وبسبب تصاعد هذه البلطجة، وتوقع أن تشهد الانتخابات الحالية موجة عالية منها دعا صحفيون مصريون لتخصيص زي معين للصحفيين خلال هذه الانتخابات، وأقترح الصحفي صلاح عيسي رئيس تحرير صحيفة "القاهرة" تخصيص زي بألوان معينة للصحفيين تمييزا لهم عن جمهور الناخبين، كي لا يتعرض لهم البلطجية أو الأمن أو المرشحين المتصارعين، بعدما شهدت انتخابات سابقة ضرب وتكسير كاميرات صحفيين وإصابة بعضهم لمنعهم من رصد أعمال التزوير والبلطجة التي ترافق الانتخابات !؟.

بروز الظاهرة

وبرزت ظاهرة استعانة المترشحين للانتخابات المصرية، بـ "البلطجية" في انتخابات عام 2000، وتزايدت أعدادهم وتنوعت تخصصاتهم في انتخابات 2005، أما في الانتخابات الحالية فالحديث عنهم أصبح أشهر من الحديث عن نجوم المجتمع والفنانين، بسبب كثرة الطلب عليهم في هذا الموسم الهام.

ويشير مراقبون بهذا الصدد إلى أعمال العنف التي وقعت في العديد من الدوائر قبل الانتخابات، وكان أبطالها بلطجية مشهورين، وقال حافظ أبو سعده الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، إن حصيلتها بلغت أربعة قتلى وإصابة 30 بجروح، وهناك مخاوف من نتائج عنف يوم الانتخابات نفسه، فقد سقط 14 قتيلا أثناء انتخابات عام 2005.

ويدور عمل بلطجية الانتخابات في مصر، حول تمزيق لافتات المرشحين المنافسين، وإفساد مؤتمراتهم الانتخابية بإثارة المشاكل ومقاطعة المنافس أثناء إلقاء كلمته، أو إحراجه بأسئلة يعدها منافسه لتشويه صورته أمام أبناء دائرته..

وأحياناً يمتد دورهم إلى التعدي على المرشح الآخر بالضرب أو التطاول على أنصاره، بعد افتعال مشاجرات تنتهي بإفساد المؤتمر الانتخابي، أما خلال عملية الانتخابات نفسها فقد يلعبون دورا في إذاء أنصار المرشح المنافس ومنعهم من التصويت، مثل افتعال المشاجرات مع سيدات جماعة الإخوان المسلمين ومنعهم من التصويت في الدوائر التي ينزل بها الإخوان، أو تسويد بطاقات مزورة في صناديق الانتخابات أو إبدال الصناديق نفسها كما يقول بعضهم.

 

المصدر: قدس برس

 

البث المباشر