مكتوب: موسم الأضاحي... ارتفاع في الأسعار وتوقعات بضعف الطلب

موسم الأضاحي... ارتفاع في الأسعار وتوقعات بضعف الطلب
موسم الأضاحي... ارتفاع في الأسعار وتوقعات بضعف الطلب

الرسالة نت - أحمد أبو قمر

على عكس الأعوام الماضية، لم يتمكن المواطن فادي سلطان من حجز أضحيته لهذا العام، بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي أصابته كأغلبية الغزيين.

سلطان الذي يعمل موظفا في حكومة رام الله، لم يضيّع أي موسم للأضحية، ليكون السباق إلى حجزها، إلا أن خصومات الرواتب وصعوبة الأوضاع التي يمر بها حالت دون شراء أضحيته.

واستغرب سلطان من الارتفاع الكبير على أسعار الأضاحي هذا العام، مؤكدا أنه من المفترض أن ينخفض السعر بالتزامن مع ضعف طلب المواطنين، إلا أن ما يحدث العكس وهو ما سيؤدي إلى عزوف أكبر من المواطنين عن الأضحية.

ويصادف عيد الأضحى المبارك الحادي والعشرين من شهر أغسطس الجاري، وفيه يذبح المواطنين المواشي ليكون موسم رزق لأصحاب المزارع واللحامين.

ركود كبير

وفي سوق مخيم جباليا، يقف التاجر أحمد نوفل خلف أكوام اللحمة في ملحمته، في مظهر يؤكد على الركود الكبير في حركة البيع.

 نوفل الذي كان ينجز ما يقارب مائتي عملية بيع في أقل الأيام، بالكاد ينجز أربعين عملية بيع في أفضلها حاليا.

وقال نوفل في حديث لـ"الرسالة نت ": "ضعف الاقبال على الأضاحي كان متوقعا منذ شهور، فالأوضاع المعيشية الصعبة للمواطنين تمنعهم من شراء كيلو لحم واحد، فكيف لهم أن يوفروا ثمن الأضحية؟".

وأكد أنه وكغيره من التجار، يدفعون الكثير من المصاريف التشغيلية دون فائدة، وهو ما دفع الكثير من العاملين في المهنة للتخلص منها أو التوقف مؤقتا عن ممارستها.

وأوضح أن الكميات التي تدخل للقطاع عبر معبر "كرم أبو سالم" من العجول والمواشي أقل بكثير من التي كانت تدخل سابقا.

وتواصل السلطة في رام الله منذ أكثر من عام ونصف فرض عقوبات اقتصادية على قطاع غزة، فضلًا عن فرض الاحتلال الإسرائيلي حصاره على القطاع للعام 12 على التوالي، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة.

وعن سبب الارتفاع في أسعار اللحوم، أكد نوفل أن الارتفاع عالمي، وأن هناك مرض أصاب المواشي في (إسرائيل) وقضى على عدد منها فارتفع سعرها.

وأشار إلى أن الموسم الذي ينتظرونه كل عام والذي يكون بمثابة حصد للأرزاق، انتهى دون الاستفادة منه، لافتا إلى أن استمرار الوضع الحالي لأسابيع إضافية ينذر بكوارث اقتصادية وافلاس لعدد أكبر من التجار.

وتبقى بارقة الأمل وفق نوفل، في شراء المؤسسات الخيرية للحوم الأضاحي وتوزيعها على الأسر المستورة، لافتا إلى أن عمل المؤسسات الخيرية سيكون أقل من كل عام.

من جانبه ذكر مدير دائرة الإنتاج الحيواني المهندس طاهر أبو حمد، أن كمية الأضاحي التي يحتاجها قطاع غزة متوفرة بالكامل، متوقعا ضعفا في الاقبال على الأضاحي هذا العام.

وقال أبو حمد في حديث لـ"الرسالة نت " إن ضعف الإقبال يأتي بسبب ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين وصعوبة الأوضاع المعيشية في ظل أزمة الرواتب، فضلا عن الارتفاع العالمي لأسعار اللحوم.

وبسبب الغلاء العالمي، أوضح أن سعر كيلو الماشية والعجول ارتفع هذا العام ما بين (17-20) شيكلا، حيث كان يتراوح سعرها الموسم الماضي (14-16) شيكلا.

ولفت إلى أن احتياج قطاع غزة من المواشي والأغنام يقدر بحوالي 30 ألف رأس.

ووفق أبو حمد، سيرتفع سعر الأغنام إلى 5 دينار للكيلو، بعد كان كانت العام الماضي 4.25 دينار.

وتوقع أن يكون معدل البيع هذا العام (8-10) آلاف رأس، في حين وصل العام الماضي إلى 15 ألف رأس.

وفي مجال الرقابة الصحية أكد أبو حمد أن وزارته تمارس الرقابة على الحيوانات المدخلة للقطاع عبر المعبر للتأكد من سلامتها، بالإضافة إلى استخدام كافة الإجراءات القانونية بما يضمن خلوها من الأمراض والحفاظ على صحة وسلامة المواطنين في غزة.

البث المباشر