عقدت مؤسسة القدس الدولية في فلسطين ، الخميس، في مقرها بمدينة غزة ندوة علمية بعنوان: "معركة سيف القدس التداعيات والتحديات" بحضور رئيسها النائب أحمد أبو حلبية ولفيف من الباحثين والإعلاميين والناشطين والمهتمين في قضية القدس.
وأكد الدكتور أبو حلبية أن "معركة سيف القدس ربطت بصورة قوية بين المقاومة وعنوانها المتعلق بالمسجد الأقصى ومدينة القدس، وأن المعركة جاءت تلبية لنداء المربطين في الأقصى قبل 28 رمضان الماضي، حينما دعت جماعات الهيكل لاقتحامات كبيرة للأقصى، فهبّ الشعب الفلسطيني بأكمله دفاعاً عن القدس وأهلها، وتصدياً لمحاولات الاحتلال بالاستيلاء على أحياء القدس مثل: حي الشيخ جراح وسلوان."
وفي الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور فؤاد حمادة حول "المسجد الأقصى وتفجر الثورات والانتفاضات الفلسطينية" تحدث الباحث ناهض زقوت، في ورقة بحثية سرد فيها تاريخ الثورات التي هبت دفاعاً عن القدس والأقصى حتى المعركة الأخيرة التي جاءت دفاعاً عن القدس ومسجدها المبارك. وفي تعقيبه على ورقة الباحث زقوت؛ شدد الدكتور نهاد الشيخ خليل على أهمها المحور التاريخي والجغرافي للقدس، وقال وأن الجهد الاستراتيجي للصهاينة يقابله مع الأسف جهد موسمي، وغياب للرؤية الاستراتيجية الواجب اتخاذها تجاه المحتل.
وعن "دور فلسطينيي الداخل في معركة سيف القدس" تحدث الأستاذ حسن لافي، فأكد أن فلسطينيي الداخل المحتل عام 48 دخلوا على خط المواجهات ضد ممارسات الاحتلال في مدينة القدس مبكراً، وعرض دورهم الهام في حماية المسجد الأقصى من خلال تكثيف الرباط في العشر الأواخر من رمضان، الأمر الذي زاد من حدة المواجهات الفلسطينية ضد شرطة الاحتلال في القدس، وأن تلك الاحتجاجات قد توحدت مع حالة الغليان الفلسطينية في كافة أماكن التواجد الفلسطيني." وفي تعقيبه على ورقة الباحث لافي، أشار الدكتور خالد شعبان إلى مراحل دخول فلسطيني الـ48 على خط المواجهة، وأكد أنه في يوم الأرض التاريخي (30/3) اعترفت دولة الاحتلال بوجود فلسطينيي 48 وبدورهم في حماية أرضهم ومقدساتهم.
وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور ابراهيم الزعيم تناول الدكتور محمد المدهون "معركة سيف القدس وأداء الفصائل الفلسطينية" فأشار إلى أن معركة سيف القدس عملت على تجسيد مشهد للوحدة الوطنية الفلسطينية من الفصائل وما قام به فلسطيني 48 حيث عادوا إلى حيث جوهر وأصل علاقتهم بالاحتلال وهو أنهم شعب تحت احتلال ويدافع عن حقه في تحرير أرضه، وفي تعقيبه على الورقة البحثية قال الأستاذ هاني الثوابتة، أن معركة سيف القدس كانت عابرة للجغرافيا وتأثيراتها كانت كبيرة، ولن تنتهي المعركة حتى زوال الاحتلال، وأن الشعب الفلسطيني اتحد في كل أماكن تواجده في هذه المعركة وكان شريكاً لفصائل المقاومة فيها.
وعن "أوضاع الجبهة الداخلية في الكيان "الإسرائيلي" أثناء معركة القدس" استعرض الباحث الدكتور خالد شعبان التأثير السلبي على الانجازات "الإسرائيلية"، حيث خسرت الشركات "الإسرائيلية" 102 مليار شيكل وتعطَّل الموسم السياحي وأُقفلت المدارس والمحلات التجارية، وكذلك الخسائر البشرية التي تكتمت عليها المؤسسة الرسمية بالإضافة إلى حجم التضامن الإنساني الذي حظيت به القضية الفلسطينية، وفي تعقيبه على ورقة الباحث؛ قال الدكتور سامي أبو جلهوم، أنه بعد حرب الخليج الأولى وسقوط الصواريخ على "تل أبيب" أُربكت حسابات المحتل، والذي كان دائماً يسعى لنقل المعركة للخارج، ولكن في الفترة الأخيرة أصبحت دولة الاحتلال دولة تدافع عن نفسها في حدودها.
وعن "الإعلام والعدوان على غزة" تحدث الباحث الدكتور أحمد حماد عن الدور الذي لعبه الإعلام في تسليط الضوء على وحشية الاحتلال وجرائمه البشعة بحق الشعب الفلسطيني، ومحاولة وسائل الإعلام الأجنبية و"الإسرائيلية" تشويه الحقائق وتزويرها، ومن ثم أثنى على دور الإعلام الجديد في تسليط الضوء على حجم القتل والدمار الذي الحقته قوات الاحتلال وفي حشد الهمم، وعقب الأستاذ محمد حمادة مقدماً عرضاً عن الإعلام ودوره البطولي في نقل الصورة الذي لولاه ما وصلت انتهاكات الاحتلال للعالم، وأضاف بأنه لا يمكن إخفاء دور الإعلام والإعلام الجديد الذي غير معادلات الاحتلال وأربكها.
وفي الورقة البحثية الأخيرة تحدث الدكتور محمد الكحلوت عن "مفاهيم النصر في ظلال معركة سيف القدس" حيث ربط بين المعارك التي دارت عبر التاريخ وبين معركة الفلسطينيين مع المحتل، وأكد أن الاحتلال على أرض الواقع وان النصر بات قريباً للفلسطينيين، وفي تعقيبه على الورقة البحثية، قال الأستاذ حسن عبدو أنه لا يمكن معرفة مفاهيم النصر والهزيمة في معركة سيف القدس بدون معرفة مفاهيم النصر والهزيمة في الحرب غير المتماثلة أو الحرب غير المتكافئة، وهو مفهوم حديث نسبياً وإذا طبقناه على المعركة الأخيرة فإن الهزيمة فيها هي للكيان "الإسرائيلي".
قدس نت