بعد أيام من استبعاده من المشاركة في بطولة الكأس الذهبية مع منتخب كوستاريكا للإصابة، تلقى الحارس المخضرم كيلور نافاس صدمة جديدة.
وبات مركز نافاس كحارس أساسي في فريق باريس سان جيرمان الفرنسي في مهب الرياح، بعد تعاقد النادي الباريسي مع الإيطالي الواعد جيانلويجي دوناروما، أحد نجوم منتخب "الآتزوري" المتوج بلقب يورو 2020، وأفضل لاعب في البطولة.
تراجع أسهم الكوستاريكي بسبب حارس آخر هو أمر ليس جديدا عليه، بل هو فصل تكرر أكثر من مرة على مدار مسيرته الحافلة.
الملاك الحارس
بدأ نافاس مسيرته مع نادي سابريسا الكوستاريكي، وانتقل إلى أوروبا من بوابة نادي ألباسيتي المنافس بدوري الدرجة الثانية الإسباني في عام 2010، وأعير إلى ليفانتي في العام التالي، قبل أن يشتريه بشكل نهائي في 2012.
لفت نافاس الأنظار بتألقه مع ليفانتي في دوري الدرجة الأولى الإسباني، واحتل المركز الرابع في قائمة أفضل حراس "الليغا" موسم 2013-2014، ليتعاقد معه ريال مدريد بعدها مقابل 10 ملايين يورو، ليصبح بديلا للمخضرم إيكر كاسياس.
في موسمه الأول مع ريال مدريد (2014-2015), لم يتمكن نافاس من إزاحة كاسياس من مركز الحارس الأساسي، رغم أن الأخير كان يعاني من تراجع واضح في المستوى، وهو أمر جعله عرضة للانتقادات القوية من قبل المشجعين والنقاد.
ووسط حالة من التشكيك في قدرته على التعامل مع التركة الثقيلة، حصل نافاس على فرصة اللعب كأساسي مع ريال مدريد في موسم 2015-2016 عقب رحيل كاسياس، لكنه خالف التوقعات وظهر بشكل مميز، وحافظ على نظافة شباكه في 22 مباراة من 45 لعبها مع الفريق الملكي.
ضحية الأسماء البراقة
ولكن اللحظات الأخيرة من "الميركاتو" الصيفي قبل انطلاق موسم 2016-2017 شهدت واقعة شهيرة ومثيرة للجدل، حين حاول ريال مدريد استبدال نافاس بالإسباني ديفيد دي خيا حارس مانشستر يونايتد الإنجليزي، قبل أن تتعثر الصفقة بسبب تأخر وصول الأوراق المطلوبة، ليستمر الوضع كما هو عليه فقط بسبب الصدفة.
تلك الواقعة أثبتت أن إدارة ريال مدريد لا تثق بالشكل الكافي في نافاس ولا تعتبره قادرا على شغل هذا المركز الحساس بعد كاسياس، لكن الحارس الكوستاريكي رد بقوة على أرض الملعب على مدار 3 مواسم متتالية، كان فيها عنصرا أساسيا في حملة التتويج بثلاثية دوري أبطال أوروبا بين 2016 و2018.
وعلى الرغم من دوره البارز في حصد 3 ألقاب متتالية بدوري الأبطال، فإن ريال مدريد تحرك في صيف 2018 لضم نجم لامع آخر هو تيبو كورتوا قادما من تشيلسي الإنجليزي مقابل 35 مليون يورو، ويبدو أن الحارس الكوستاريكي سقط مرة أخرى ضحية للأسماء البراقة.
ظهر كورتوا بمستوى كارثي في موسمه الأول مع ريال مدريد (2018-2019)، والذي شهد عدة تقلبات والاعتماد على 3 مدربين - جوليان لوبيتيغي وسانتياغو سولاري وزين الدين زيدان - لكن على الرغم من ذلك، فإن دور نافاس تضاءل بعد قدوم البلجيكي، وشارك في 21 مباراة فقط في ذلك الموسم.
يعتقد نافاس أنه فُرض عليه الرحيل عن ريال مدريد بعد ضم كورتوا، إذ أشار إلى أنه لا يفهم على وجه التحديد سبب خروجه، وقال: "حدثت أشياء ولا أعرف لماذا حدثت، لكنها حدثت".
انتقل نافاس إلى باريس سان جيرمان في صيف 2019 مقابل 15 مليون يورو، وهناك حظي بتقدير أكبر بسبب رغبة النادي الباريسي في تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا, الذي أسهم الحارس الكوستاريكي في تحقيق 3 منه مع ريال مدريد.
ولم يجد نافاس صعوبة في الحصول على مركز الحارس الأساسي لباريس سان جيرمان في أول موسمين له مع الفريق، وأسهم في وصوله إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه موسم 2019-2020، قبل الخسارة أمام بايرن ميونيخ الألماني.
وبعد بلوغه سن الـ"34 عاما"، ينتظر نافاس أن يتضاءل دوره مع باريس بعد قدوم دوناروما، ليقترب من إسدال ستار الختام على مسيرة حافلة كان ينقصها مزيد من التقدير.
ومع باريس سان جيرمان شارك الحارس الكوستاريكي في 80 مباراة استقبل خلالها 62 هدفا، وحافظ على نظافة شباكه 39 مرة، فيما حقق 5 ألقاب.
يشار إلى أن نافاس شارك في 162 مباراة مع ريال مدريد، استقبل خلالها 159 هدفاً وحافظ على نظافة شباكه في 52 لقاء، وحقق 12 لقبا.