حذرت رابطة علماء فلسطين من نوايا مستوطنين (إسرائيليين)، بالتعاون مع جماعات متطرفة، لاقتحام المسجد الأقصى المبارك يوم الثامن من ذي الحجة الذي يصادف غداً الأحد الثامن عشر من يوليو.
وأشارت الرابطة إلى أن جماعات استيطانية متطرفة تستعد لاقتحام المسجد بأعداد كبيرة ورفع أعلام الاحتلال في باحاته بمناسبة ما يسميه الاحتلال بذكرى (خراب الهيكل)، ثم أداء طقوس علنية في باحاته، إضافة إلى تنظيم مسيرة استفزازية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
ولعل ازدياد المسيرات الاستفزازية يعبر عن غضب المستوطنين من فشل مسيراتهم التي كانوا ينوون تنفيذها في شهر رمضان المبارك وانتهت بتراجعهم.
وقد يسعى المستوطنون إلى أن تكون "ذكـــرى خــــراب المـــعبد" محطة للتعويض عن فشلهم، ولأجل ذلك يخططون لمسيرة ضخمة تنتهي باقتحام كبير يوم غدٍ الأحد بمشاركة منظمات المعبد.
تقول الناشطة المقدسية هنادي حلواني إن جماعات الهيكل كانت تترقب هلال ذي الحجة لتطمئن أن عدوانها الذي تحضر له يوم الأحد سيكون بعيداً عن يوم عرفة ويوم عيد الأضحى، خصوصاً بعد أن أفشل المرابطون اقتحامها المركزي السابق يوم ٢٨ رمضان.
وتوضح حلواني ما ينوي المتطرفون فعله أثناء اقتحامهم في هذه الذكرى التي تسميها التوراة "ذكرى خراب الهيكل" الذي يزعم المحتل أن المعبد الثاني هُدم فيها، تعويض ما فشلوا فيه يوم 28 رمضان من خلال اقتحام الأقصى بأعداد كبيرة، وأداء الطقوس الجماعية العلنية فيه، واستعراض "سيادتهم" عليه برفع الأعلام الصهيونية وأداء النشيد الصهيوني فيه.
ودعت حلواني إلى الاستعداد للمواجهة وإفشالها من خلال الاعتكاف في الأقصى وهو الطريقة التي أثبتت أنها الأنجح من وجهة نظرها، مضيفة: "لا بد من التفكير في أن يكون اعتكاف ليلة الأحد ٨ ذي الحجة أحد أبرز الخيارات الممكنة، وأن تحضر كل عناصر الردع في القدس دفاعاً عن الأقصى.
ويقول الدكتور عبد الله معروف الباحث المختص بقضايا القدس في مقابلة مع الرسالة: إن الاقتحام المزمع يوم غد الأحد له أهمية لدى الاحتلال، فهو أول اقتحام كبير بعد الحرب الأخيرة والاحتلال يحاول تحقيق معادلة توازن لإعادة بعض المكتسبات التي خسرها في الحرب الأخيرة، وأتوقع أن يحاول تنفيذ اقتحام نوعي.
ويعني الاقتحام النوعي من وجهة نظر معروف أن الاحتلال يريد أن يعوض النقص في العدد المتوقع باقتحامات رمزية لإثبات أنه لم يهزم في المعركة، مثل محاولة رفع الأعلام وأداء الصلوات بشكل علني داخل المسجد، مضيفا: "أعداد المتطرفين والمقتحمين في ازدياد ملحوظ مرة بعد مرة".
ويضيف معروف: لذلك لا أتوقع أن يكون الاحتلال قادراً على حشد أعداد كبيرة والمغامرة، ولكن سيحاول التعويض عن هذا بالتركيز على رمزية الاقتحام من خلال طبيعة الأفعال التي سيقوم بها داخل المسجد.
من جهتها حذرت حركة حماس في بيان لها الحكومة (الإسرائيلية) من "اختبار صبر المقاومة"، على خلفية دعوات مستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى يوم غدٍ الأحد.
وطالبت الحركة "الفلسطينيين والمقاومة في قطاع غزة إلى أن يُبقوا أصابعهم على الزناد، حتى يفهم المحتل أن قطاعنا الصابر هو درع المسجد الأقصى وسيف القدس المسلول".
ودعت الحركة "شباب القدس للاستنفار والرباط على أبواب البلدة القديمة وفي جميع أحياء مدينة القدس، وشوارعها ابتداءً من اليوم السبت السابع والتصدي للمستوطنين وعربدتهم".