قائمة الموقع

أميركا للاحتلال: "امنعوا انهيار السلطة" قبل أن تشتعل الحرائق

2021-07-18T20:17:00+03:00
ارشيفية
الرسالة نت-شيماء مرزوق

بقلق شديد تتابع الولايات المتحدة الأمريكية الشأن الفلسطيني، في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية في الضفة الغربية ضد السلطة الفلسطينية عقب اغتيال الناشط والمعارض السياسي نزار بنات.

موجة الاحتجاجات كشفت عن هشاشة النظام السياسي الفلسطيني في الضفة المتمثل في السلطة التي تعيش أسوأ أحوالها.

وقد أدت سلسلة من الأحداث الأخيرة إلى إضعاف السلطة بشكل غير مسبوق، أهمها الفشل السياسي والتنسيق الأمني الذي جعل مدن الضفة مباحة أمام الاحتلال ويهدد أمن المواطنين، إلى جانب تعطيل الانتخابات.

جاءت معركة سيف القدس التي توحد فيها الفلسطينيون بينما بقيت السلطة مهمشة وضعيفة ومعزولة عن المشهد، وما فجر الأوضاع هو عملية اغتيال الناشط نزار بنات التي أظهرت تراكمات من الغضب الشعبي ضد السلطة.

كل هذه الأحداث أدت لتآكل شرعية السلطة والبعض وصفها بالانتحار السياسي خاصة إلغاء الانتخابات، ما دفع الولايات المتحدة إلى التحذير من انهيار السلطة.

مسؤولون (إسرائيليون) قالوا إن المبعوث الخاص بالملف (الإسرائيلي) الفلسطيني في وزارة الخارجية الأمريكية هادي عمرو، الذي زار المنطقة الأسبوع الماضي، حذر عدد من كبار المسؤولين في (إسرائيل) من أوضاع السلطة الفلسطينية السيئة.

ونقل موقع والا العبري أن الأزمة الاقتصادية والسياسية في السلطة الفلسطينية، إلى جانب غياب الشرعية العامة للسلطة، يمكن أن تؤدي إلى الانهيار، "مثل غابة تنتظر أن يشعلها شخص ما".

وأشار مسؤولون (إسرائيليون) رفيعو المستوى شاركوا في المحادثات إلى أن عمرو أكد لهم أنه عاد بقلق شديد من محادثاته في رام الله.

وقال "لم أر السلطة الفلسطينية في مثل هذا الوضع السيئ من قبل"، وأكد المسؤول الأمريكي الكبير في محادثاته في (إسرائيل) أن مزيج الأزمة الاقتصادية في السلطة الفلسطينية والأزمة السياسية الداخلية وانعدام الشرعية العامة للسلطة الفلسطينية يخلق وضعاً خطيراً وغير مستقر.

وقال عمرو لكبار المسؤولين (الإسرائيليين) "إنها مثل غابة جافة تنتظر أن يشعلها شخص ما"، "إذا لم يكن لدى السلطة المال اللازم لدفع الرواتب، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من التدهور وإلى الانهيار في نهاية المطاف".

وقدم عمرو سلسلة من الإجراءات الاقتصادية التي يمكن لـ(إسرائيل) اتخاذها لتحسين الوضع الاقتصادي للسلطة الفلسطينية بشكل سريع نسبيًا.

ونقل عمرو الرسالة نفسها للطرفين خلال محادثاته في رام الله و(إسرائيل)، وذكر أنه لا ينوي الضغط عليهم أو التوسل إليهم لاتخاذ خطوات لتحسين الوضع، لكنه شدد على أن استمرار التدهور سيضر في النهاية بالطرفين.

وقال لمحاوريه في رام الله و(إسرائيل) "عليكم أن تحلوا الموقف بأنفسكم وإذا طلبتم مساعدتنا فسوف نسعى للمساعدة".

وكشفت وسائل إعلام عبرية، إن "(إسرائيل) بدأت تدرس عدة إجراءات بهدف تخفيف الأزمة الاقتصادية التي تمر بها السلطة الفلسطينية.

وبحسب صحيفة "هأرتس" العبرية فإن هذا التوجه جاء بعد ضغوط أميركية، مبينة أن الاحتلال يدرس جملة من الإجراءات، منها احتمال تقليص جبي التزامات السلطة المالية، بهدف دفع وضعها الاقتصادي إلى الاستقرار.

وحذر عمرو خلال لقائه مع مسؤولين (إسرائيليين) من أن السلطة الفلسطينية موجودة في وضع اقتصادي وسياسي صعب وخطير، وطلب أن تنفذ (إسرائيل) خطوات من أجل تعزيز الحكومة الفلسطينية، حسبما نقل موقع "واللا" الإلكتروني عن ثلاثة مسؤولين (إسرائيليين) شاركوا في المحادثات.

وشكلت التظاهرات الأخيرة التي رفعت شعار"ارحل يا عباس" مظهراً مهماً لفقدان السلطة الفلسطينية شرعيتها خاصة في ظل تعطيل الانتخابات من عباس بشكل واضح وهو ما أغضب الجميع بما فيهم حركة فتح.

ويشير القلق الأميركي إلى أنها قد تتقدم بخطوات اتجاه السلطة في قادم الأيام ودفع الاحتلال لاتخاذ خطوات مماثلة، والسلطة تدرك ذلك وربما هذا ما دفعها لتقديم حزمة من المطالب الاقتصادية والتسهيلات، والتي ترى السلطة أنها ستساعدها في ترميم المشهد الداخلي.

وتتلخص قائمة المطالب بإعادة فتح مؤسسات مغلقة في شرق القدس، واستعادة الوضع القديم في الأقــصى، ووقف إخلاء منازل في القدس، وإطلاق سراح أسرى، ووقف توسيع المستوطنات، وإخلاء البؤر الاستيطانية، ووقف اقتحامات الجيش لمدن الضفة، وإعادة أسلحة سلبت من الأجهزة الفلسطينية، وتجديد عملية لم الشمل، وزيادة رخص العمل في (إسرائيل)، وعودة السلطة والجمارك إلى جسر "اللنبي"، وإصدار تصريح لمطار دولي في الضفة ومنطقة تجارة حرة، والسماح ببناء خطوط سكك حديدية، وتعديل "اتفاقية باريس" بخصوص الجمارك - ورفع مستوى الشبكات الخلوية في الضفة إلى 4G.

 

اخبار ذات صلة