كعادته؛ يُجيد عزّام الأحمد إثارة "زوبعة في فنجان" وخلق حالة من الصخب، لكن هذه المرة ليس لخصومه السياسيين وإنما للأشقاء العرب الذين لا يتوانوا عن دعم وإسناد القضية الفلسطينية.
وأثارت تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح "الأحمد" في جلسة للبرلمان العربي، حالة من الخلاف مع الأردن، وذلك بعد أن أنكر جهود بعض الدول والجهات في إفشال خطة صفقة القرن وفي مقدمتهم الأردن.
وقال الأحمد في كلمته: "أحبطنا صفقة القرن وحدنا"، ما دفع بالنائب الأردني خليل عطية للرد عليه بقوة قائلا: "لست وحدك وبلا تعيدها.. إلى الآن ندفع ثمن موقفنا من صفقة القرن".
وأضاف عطية "الشعب الأردني يجوع نتيجة وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني، وهو موقف لا واجب ولا نَمن به على الشعب الفلسطيني".
وتدخل رئيس البرلمان العربي في المقطع الذي تم تداوله عبر صفحات النشطاء الفلسطينيين والأردنيين وبعض الصفحات الإخبارية، للإشادة بالدور الأردني في دعم القضية الفلسطينية وموقفه من صفقة القرن التي سعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تمريرها.
ويعكس ما سبق لغة الاستعلاء التي باتت تسيطر على سلوك قيادة السلطة الفلسطينية التي وصلت حد التعالي على الجميع، في ظل الحالة التي تعيشها من فقدان للشرعية والتراجع الشعبي تزامناً مع المسيرات التي باتت تنطلق أسبوعياً في أنحاء الضفة وتطالب رئيسها بالرحيل.
ومن المهم قوله إن "لص بغداد" كما كان ملقباً حين شغل الأحمد منصب السفير الفلسطيني في العراق؛ ذهب ليمثل البرلمان الفلسطيني زوراً داخل اجتماع البرلمانات العرب وتعدياً على دور المجلس التشريعي الفلسطيني ورئيسه د. عزيز دويك، بعد قرار رئيس السلطة محمود عباس بحل المجلس وتغييب دوره.
وبات من المعروف أن الأحمد ليس شخصاً محبوباً سواء بسبب سلوكياته الشخصية أم السياسية فهو ماكر لا يثبت على رأي، وشخص لا يطاق على المستوى الشخصي، ويفرض نفسه ويدعي الايجابية مع الآخرين لكنه من أكثر الناس غدرا وتعصباً لرأيه، كما أنه مميز بما يعرف بالفلسطيني الأكثر (عباطة).
خادع وكاذب
ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن تمثيل الأحمد للبرلمان الفلسطيني في البرلمانات العربية هو تمثيل خادع وكذاب، كون أن المجلس التشريعي الفلسطيني حُل بقرار من رئيس السلطة الفلسطينية نفسه.
ويتساءل الصواف في حديثه لـ"الرسالة" قائلا: "من اختار عزام الأحمد لكي يمثل الجانب الفلسطيني في البرلمان العربي؟ لا أعتقد أن هذه المسألة تستقيم والأصل في أعضاء مجلس البرلمانات العربية أن يرفضوا ذلك، كون أنه لا يوجد لديهم برلمان، وهذه المسألة يتحملها الجانبان سواء السلطة أو البرلمان العربي".
ويبين أن رد النائب الأردني عليه كان كافياً وشافياً بعد أن حاول الأحمد أن يظهر نفسه كبطل وهو لا يمثل شيئا بالنسبة للشعب الفلسطيني، وحاول إبراز بطولة السلطة وأنها وحدها التي تقف في مواجهة الاحتلال الصهيوني، علماً أن الجميع يعرف دورها في بيع الأرض للاحتلال.
ويشدد الصواف على أن البرلمانات العربية تعرف عزام وطريقته جيداً في الاستجداء والكذب والتلفيق وغيرها من الأمور التي لا يقبلها واعٍ، وكان واضحاً أمام النواب العرب في البرلمانات العربية أنه أساء لشعبه وهو لا يمثله.
ويشير إلى أن اتهام الأحمد للمجتمع العربي بأنه لم يقف لجواره كذب وهناك مواقف عربية مشرفة وأخرى باهتة، لكن لا يمكن جمع كل الأطراف العربية في "ماعون واحد"، وما أبداه عزام سلوك مكشوف ولا ينطلي على أحد.
مسح التاريخ
ويرى الكاتب والصحفي الأردني جمال حداد أن المهزلة كانت في البرلمان العربي، حيث قفز عزام الأحمد على الحقائق ومسح الثوابت وحاول مسح تاريخاً بأكمله وادعى أن السلطة وحدها أسقطت صفقة القرن.
ولولا تدخل النائب المخضرم خليل عطية وإخراسه، واعتراض رئيس الجلسة لأسرف في غيه.
ويضيف الحداد في مقال له أنه "ما عرف عزام الأحمد أن الأميين يعرفون أن دوره حماية أمن (إسرائيل) وحراسة المستوطنات وأن راتبه يأتي من الولايات المتحدة وبندقيته لا تصيد عصفورا".
ويردف بالقول "الأحمد يقول وحدنا، ويصيح وحدنا، ونحن نسأله من أنتمّ؟ شلة أوسلو.. نعم أنتم وحدكم معزولون منبوذون تبحثون عن مصالحكم بينما البعثات الطبية الأردنية لم تنقطع عن قطاع غزة ولا الضفة المحتلة".