الحرس القديم: عباس يقزّم القضية من دولة إلى تسهيلات

عباس
عباس

الرسالة نت- شيماء مرزوق

"انقلاب في فلسطين".. هكذا وصف نبيل عمرو عضو المجلس المركزي الفلسطيني المشهد السياسي، عقب التحركات الأخيرة التي جرت خلال أيام عيد الأضحى.

وقال عمرو: "عيد الأضحى كانت له مهمات سياسية عنوانها غزارة الاتصالات الهاتفية بين المسؤولين الإسرائيليين والرئيس عباس عنوانها التهنئة في العيد، ومضمونها "تعالوا نشوف كيف بدنا نرجع الثقة".

وأضاف: هناك انقلاب على نتائج الموقعة المجيدة "القدس غزة"، حيث في البدايات كان هناك رضى على الدور والنتائج، وأصبح الوضع عكس ما كان يرجوه الناس.

وشدد على أن الانقلاب على نتائج الحرب، إحدى مظاهر الانقلاب الذي يحدث في فلسطين.

وقال عضو المجلس المركزي: في المستوى الآخر هناك انقلاب الصيغة وانقلاب المعادلة السياسية، وفي البدايات كنا نتحدث عن مشروع سياسي ضخم، فيه فترة انتقالية ستفضي في النهاية إلى دولة، وكانت هناك رعاية دولية لهذا المشروع، ولا يوجد زعيم بالعالم لم يزر فلسطين والتقى الرئيس عرفات.

وتابع: الانقلاب تحول من طرح الموضوع السياسي الاستراتيجي للعملية السياسية المرعية إقليمياً ودولياً إلى الحل الاقتصادي.

وأردف عمرو: المبعوث الأمريكي الذي زار المنطقة مؤخراً وهو منخفض المستوى جاء وخرج باستنتاج أن الوضع في مناطق السلطة كغابة جافة.

ويعتبر عضو المجلس المركزي الفلسطيني أن هناك انقلاباً في الصيغة والمضمون، والأخطر أن الأمريكيين والأوروبيين، أسندوا مهمة إنقاذ السلطة إلى (إسرائيل)، وهذا هو "الانقلاب الجذري".

ووفق عمرو فإن ما يحدث تحول من مشروع استراتيجي كبير كان ينبئ لولادة دولة فلسطينية، إلى حلول إسعافية تُسند فيها المهمات الرئيسية إلى (إسرائيل).

وشدد عمرو على أن هذا يحتاج إلى انتباه أكثر وتشخيص أكبر للواقع، لا ينفع فيه مظاهرات أو استمرار المساجلات بين أبناء الشعب الواحد، ولا المجتمع الدولي، و"الذي ينفع أن يتولى الفلسطينيون أنفسهم الانقلاب على الأولويات القديمة".

وقال عمرو: "نحن ننتظر من القوى السياسية والقيادة الفلسطينية، والطبقة السياسية في الضفة وغزة على أن تقدم برنامجاً مقنعاً للجمهور لمواجهة الانقلاب الإسرائيلي والفلسطيني ولن يجدوا وسيلة للمشاركة في صد هذا التحول إلا إذا بنوا مؤسساتهم من جديد وكان صندوق الاقتراع هو الحل الأول والأخير".

الفيديو الذي بثه عمرو على صفحته في الفيس بوك حمل في مظهره تحليلا للواقع السياسي لكن في مضمونه هو انتقاد موجه لسياسة رئيس السلطة محمود عباس.

ويبدو أن الأصوات المنفلتة من تحت عباءة عباس أو من يطلق عليهم الحرس القديم بدأت تعلو، في ظل تأزم المشهد السياسي الداخلي الفتحاوي وحتى على المستوى السياسي والتسوية مع الاحتلال الإسرائيلي.

ما يطرحه عمرو يؤكد أن هناك إجماعاً من الحرس القديم ومن تعرضوا للإقصاء من عباس على
أن مرحلته توشك على الانتهاء ويجب البدء بترتيبات جديدة للمرحلة المقبلة تنقذ الواقع الفلسطيني من الدمار الذي طال كل شيء خلال 15 عاماً من حكم أبو مازن.

أبو مازن صاحب سياسة الإقصاء والتفرد والفصل والعقوبات الجماعية، أدت إجراءاته لتأليب البيت الفتحاوي ضده حتى وإن كان جزء كبير من الغاضبين صامتين خوفاً من بطشه، لكن يبدو أن الأصوات بدأت تتعالى، متسلحة بصوت الشارع الذي علا وسبق الجميع في رفضه لسياسة عباس.

والأهم أن عمرو كان أكثر صراحة حينما اتهم عباس مباشرة بأنه من يعرقل أي جهود وفرص لإعمار غزة وحصد ثمار معركة سيف القدس التي شعر كل فلسطيني فيها بطعم الانتصار، وهو اتهام مباشر له يؤكد دوره المساند للموقف الإسرائيلي ضد غزة والمقاومة في تقزيم الانتصار الذي جرى.

حديث عمرو يأتي في ظل استمرار مسلسل الإقصاء الذي طال جزءاً كبيراً من الحرس القديم منهم ناصر القدوة ومروان البرغوثي الذي بات على خلاف علني مع عباس، إلى جانب تيار جبريل الرجوب ومحمود العالول الذي يتصارع مع تيار ماجد فرج وحسين الشيخ، ما يعني أن الحرس القديم ضاق ذرعاً بعباس وسياسته وبدأ يبحث عن مخارج ويعلي الصوت في انتقاد سياسته.

البث المباشر