تواجه الحكومة (الإسرائيلية) -الائتلاف بين لابيد وبينت- عدة أزمات وتحديات بسبب صعوبة الاتفاق بين أعضائها في اتخاذ القرارات، في ظل ائتلاف حكومي جمع أحزاب اليمين واليسار والعرب.
ويجد رئيس الحكومة نفتالي بينت نفسه عاجزاً عن إرضاء الجميع، في ظل اختلاف المطالب بين الأحزاب وهو ما يعمّق الفجوة بين أحزاب الائتلاف.
ورغم تشكيل الحكومة، إلا أنها فشلت في الإجماع على استمرار العمل بقانون "لم الشمل" والمعمول به منذ سنوات، في أولى الصفعات التي تُظهر مدى هشاشتها، بعد أسابيع قليلة من تشكيلها.
** لن تستمر طويلا
بدوره، قال المختص في الشأن (الإسرائيلي) أيمن الرفاتي إن الحكومة الحالية عبارة عن ائتلاف هش، في ظل عدم امتلاك حزب رئيس الحكومة مقاعد كثيرة، وكونه غير مؤثر في دولة الاحتلال، "ولذلك هو بحاجة لإرضاء جميع الأطراف لتمرير القضايا والملفات".
وأكد الرفاتي في حديث لـ "الرسالة نت" أن قرارات الحكومة (الإسرائيلية) دائما ما تأخذ الطابع التحذيري "وابتزاز المشاركين في الحكم بتخويفهم من عودة نتنياهو".
وأشار إلى أن هناك الكثير من القضايا المقبلة التي ستشكل عائقًا وأهمها تمرير قانون الموازنة، متوقعاً أن يفجّر الكثير من الخلافات.
ووصف الحكومة الحالية "بالغريق الذي يتعلق بالقشة، لذلك من غير المتوقع أن تأخذ هذه الحكومة قرارات مصيرية من تصعيد في الشمال أو مع إيران أو حتى عودة التصعيد مع غزة".
وتطرق للحديث عن ملف قطاع غزة، قائلا إن الحكومة (الإسرائيلية) تتعامل بـ "المسكنات"، "ففي الوقت الذي تحرص فيه على عدم العودة لتدهور الأوضاع تحاول عدم إظهار صورة النصر التي حققتها المقاومة في الانتصار للقدس".
ولفت إلى أن الحكومة حاولت "تثبيت معادلة صاروخ مقابل بالون"، لكنها فشلت في ظل تهديدات المقاومة بالرد وتفجير الأوضاع في حال استمرار القصف.
وأكد المختص في الشأن (الإسرائيلي)، مؤمن مقداد أن هناك مشاكل بدأت تظهر حتى ما قبل تنصيب الحكومة (الإسرائيلية)، في ظل تهديدات من العرب وحزب إسرائيل بيتنا بإفشال الحكومة".
وقال مقداد في حديث لـ "الرسالة نت": "ظهور هذه المشاكل حتى ما قبل تنصيب الحكومة، يدلل على أن الحكومة هشة، ويمكن أن يتم حلها في أي وقت".
ولفت إلى أن القرارات التي ستتحدث عنها الحكومة والكنيست، ستلقى معارضة كبيرة، "وهو ما يمثل عاصفة قد تُطيح بالحكومة".
وتوقع مقداد عدم صمود الحكومة طويلاً بسبب تركيبتها الغريبة، "وكذلك عدم القدرة على الوصول إلى قرار واضح".
وأشار إلى أن "التعامل مع قضية غزة بالذات سيكون الفتيل الذي يفجّر الخلافات بين الحكومة ويعجّل في حلها، وبالتالي من الصعب على هذه الحكومة الوصول لحل توافقي للاستمرار".
وأوضح أن ترحيل نتنياهو العديد من الملفات إلى الحكومة الجديدة مثل التفاهمات مع غزة ومشكلة إيران وغيرها من الملفات سيكون كحقل الألغام الذي يفجّر الخلافات خلال فترة قريبة.
ونجح بينيت في التوصل لأغلبية ائتلافية لتشكيل الحكومة الجديدة قبل ساعة من نفاد المهلة الرئاسية الممنوحة له الشهر الماضي، حيث وقّعت له سبعة أحزاب على اتفاقات ائتلافية توفر له الأغلبية البرلمانية اللازمة.