حذّرت منظمة الصحة العالمية البلدان الموزّعة ما بين المغرب وباكستان من "موجة وبائية رابعة" لفيروس كورونا، في وقت أعلن فيه الرئيس الأميركي جو بايدن إجراءات جديدة لتطعيم المزيد من المواطنين، ومن بينها منحهم مكافآت مالية.
في حين أعلنت السعودية فتح أبوابها للسياح ورفع تعليق دخول حاملي التأشيرات السياحية لأراضيها، بعد نحو عام ونصف العام من التوقف جراء تدابير الحد من جائحة كورونا.
وأعربت منظمة الصحة العالمية أمس الخميس عن قلقها من ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا في 15 دولة تمتدّ من المغرب إلى باكستان، محذّرة من أنّ هذه البلدان الموزّعة على المغرب العربي والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا تواجه "موجة وبائية رابعة"، في وقت لا تزال فيه معدّلات التحصين فيها منخفضة للغاية.
وقالت منظّمة الصحّة في بيان إنّ المتحوّرة دلتا التي رُصدت للمرة الأولى في الهند باتت منتشرة في 15 دولة في "إقليم شرق المتوسط" الذي يغطّيه المكتب الإقليمي للمنظمة.
ويغطي إقليم شرق المتوسط منطقة شاسعة تمتدّ من المغرب إلى باكستان مروراً بالصومال والسعودية وتشمل 21 دولة عضواً بالإضافة إلى الأراضي الفلسطينية، ويبلغ إجمالي عدد سكّان هذا الإقليم 680 مليون نسمة تقريبا.
وأضاف البيان أنّ انتشار النسخة المتحوّرة دلتا يزيد من ارتفاع الإصابات بكوفيد-19 والوفيات (الناجمة عن الفيروس) في عدد متزايد من بلدان إقليم شرق المتوسط.
وسجّلت المنظمة في دول الإقليم زيادة شهرية في أعداد الإصابات بكورونا بنسبة 55% وبنسبة 15% في أعداد الوفيات الناجمة عن الفيروس، ليصبح بذلك المعدل الأسبوعي للإصابات الجديدة 310 آلاف إصابة جديدة والمعدّل الأسبوعي للوفيات 3 آلاف و500 وفاة.
السعودية
بدورها أعلنت السعودية، أمس الخميس، فتح أبوابها للسياح ورفع تعليق دخول حاملي التأشيرات السياحية لأراضيها، وذلك اعتبارا من مطلع أغسطس/آب المقبل، بعد نحو عام ونصف العام من التوقف جراء تدابير الحد من جائحة كورونا.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية، أن وزارة السياحة قررت فتح أبواب المملكة للسياح، ورفع تعليق دخول حاملي التأشيرات السياحية ابتداء من بداية أغسطس/آب.
ويمكن للسياح المحصنين بالكامل -بحسب الوكالة- دخول المملكة من دون حاجة إلى فترة حجر مؤسسي، على أن يتم تقديم شهادة تطعيم رسمية عند الوصول، وإحضار ما يثبت إجراء اختبار PCR (فحص كورونا) وظهور نتيجته السلبية خلال 72 ساعة من وقت المغادرة)
وكانت المملكة قد أطلقت التأشيرة السياحية في شهر سبتمبر/أيلول 2019، قبل إقرار تعليق السفر وإغلاق المنافذ والحدود إثر جائحة كورونا.
وفي 17 مايو/أيار الماضي، سمحت السلطات السعودية بسفر مواطنيها إلى خارج المملكة ضمن شروط صحية.
وحتى أمس الخميس، سجلت السعودية أكثر من 523 ألف إصابة بفيروس كورونا، منها 8 آلاف و212 وفاة، في حين بلغ عدد المتعافين أكثر من 503 آلاف.
إجراءات طارئة
وفي الجزائر، كشف الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمن -أمس الخميس- عن قيام الدولة باتخاذ حزمة من الإجراءات لمجابهة الطلب غير المسبوق على الأكسجين، نتيجة التزايد المتسارع لإصابات فيروس كورونا المستجد.
وقال بن عبد الرحمن -في تصريح صحفي- إنه تقرر اتخاذ حزمة من الإجراءات بتعليمات من رئيس الجمهورية بهدف الاستجابة للطلب المتزايد على الأكسجين في مختلف المراكز الاستشفائية على المستوى الوطني. وذكر أنه من بين هذه الإجراءات استيراد أكثر من 15 ألف مكثف أكسجين.
ونوّه بن عبد الرحمن بأن الجزائر تقدمت بطلبيات لاقتناء 10 وحدات لإنتاج الأكسجين، قدرتها بين 20 ألف و40 ألف لتر، ستوزع على الوحدات الاستشفائية الكبرى، ومن شأن ذلك التخفيف من الضغط الموجود حاليا على مختلف المستشفيات. كما لفت إلى وجود إجراء "استعجالي" باستيراد أكثر من 160 ألف لتر من الأكسجين من الخارج بالإضافة إلى كميات أخرى.
وأبرز بن عبد الرحمن، تدابير أخرى على غرار تخصيص هياكل فندقية للمرضى، من أجل التكفل الأحسن بهم وتزويدهم بالكميات اللازمة من الأكسجين.
مكافآت مالية
في سياق متصل، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن -أمس الخميس- عن إجراءات جديدة لتطعيم المزيد من المواطنين، والحيلولة دون انتشار المتحورة دلتا من فيروس كورونا التي تثير المخاوف بالبلاد لا سيما مع تزايد الإصابات مجددًا بالفيروس.
وقال بايدن -خلال مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض- إن البلاد بعد أشهر من انخفاض حالات الإصابة بكورونا، تشهد ارتفاعًا مجددًا بها بسبب هذه المتحورة الجديدة والشديدة العدوى التي تسمى دلتا.
وأشار أنه من ضمن الإجراءات الجديدة، مطالبة جميع الموظفين الفدراليين والعمال المتعاقدين مع الحكومة الفدرالية بتلقي اللقاح، أو ارتداء الكمامة طوال وجودهم بالعمل بغض النظر عن المنطقة الموجودين بها.
ويبلغ عدد الموظفين الفدراليين في الولايات المتحدة 4 ملايين شخص، بينهم مليونا موظف مدني.
وفيما يتعلق بالعسكريين، طالب بايدن الجيش بدراسة كيفية إضافة اللقاح المضاد لكوفيد-19 إلى قائمة اللقاحات الإلزامية للعسكريين وتحديد موعد لذلك.
من جهة أخرى، دعا بايدن السلطات المحلية لمنح مبلغ 100 دولار لكل شخص يتلقى اللقاح، وذلك من أموال صناديق الطوارئ التي فُتحت لمواجهة الجائحة.
حرب صحية
وصفت باريس، قرار بريطانيا رفع شرط الحجر الصحي عن المسافرين المطعمين بالكامل القادمين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي باستثناء فرنسا بـ"غير المفهوم"، ودعت إلى مراجعة هذه الخطوة "التمييزية".
وقال وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي كليمنت بيون -في تصريح صحفي الخميس- إن هذا القرار لا أساس له علميًا.. إنه تمييزي تجاه الفرنسيين؛ كونه استثنى جميع الأوروبيين، بما في ذلك أولئك القادمين من البلدان التي تعاني من أوضاع صحية أكثر صعوبة من بلدنا. وبالتالي، فإنه قرار مبالغ فيه وغير مفهوم -بصراحة- من وجهة نظر صحية.
جاء ذلك بعد يوم واحد فقط من رفع السلطات البريطانية قيود العزل الذاتي لمدة 10 أيام للمسافرين من دول القائمة ذات اللون البرتقالي، التي تشمل الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، لا سيما أولئك الذين تم تطعيمهم بالكامل ضد كورونا بتطعيمات معترف بها في المملكة المتحدة.
والإجراء، الذي يدخل حيز التنفيذ في الثاني من أغسطس/آب المقبل، لا يشمل فرنسا، التي صنفتها المملكة المتحدة في قائمة برتقالية متقدمة، بسبب المتحورة دلتا.
وأضاف المسؤول الفرنسي، أن بلاده لا تريد الدخول فيما وصفها بـ"الحرب الصحية أو الانتقامية" في الوقت الحالي، وتأمل في مراجعة القرار (من جانب بريطانيا) في غضون أسبوع.
أولمبياد طوكيو
أعلنت اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليا بالعاصمة اليابانية طوكيو -اليوم الجمعة- تسجيل 27 حالة إصابة جديدة بعدوى فيروس كورونا المستجد، بين المعنيين بالأولمبياد.
وتعد هذه هي أعلى حصيلة يومية من الإصابات تسجلها اللجنة المنظمة، منذ بدء إصدار تقريرها اليومي بهذا الشأن اعتبارا من الأول من يوليو/تموز الجاري، وكانت قد سجلت أمس الخميس 24 حالة جديدة.
وشملت قائمة الحالات الجديدة 3 رياضيين، من بينهم الأميركي سام كندريكس نجم القفز بالزانة، ولم يتم الكشف عن هوية الرياضيين الآخرين في التقرير.
ووصل بذلك إجمالي عدد المصابين بالعدوى بين المعنيين بالأولمبياد إلى 220 حالة. وتخضع طوكيو لحالة طوارئ لمدة تتضمن فترة الأولمبياد الذي يقام بدون حضور جماهير.
المصدر : الجزيرة + وكالات