تشكل المساعدات الأميركية للاحتلال الإسرائيلي 55% من جميع المساعدات الأميركية للعالم، وبلغت منذ عام 1948 قرابة 130 مليار دولار، وتفيد تقديرات أخرى بأنها وصلت إلى 270 مليار دولار، وأقرت الولايات المتحدة حزمة مساعدات (لإسرائيل) للأعوام 2019-2028 بقيمة 38 مليار دولار، وتشمل تمويل مشاريع عسكرية مشتركة للحماية من الصواريخ.
وصادق مجلس النّواب الأميركي الجمعة الماضية على مشروع قانون يحدد المساعدة الأمنية لـ"إسرائيل" بمبلغ 3.3 مليار دولار سنوياً، ويضمن التمويل سلسلة من البرامج التي تهدف إلى "دفع السلام في المنطقة قُدُماً".
مشروع القانون شكل محطّ نِزاعٍ في الكونغرس الأميركي، وقد أُقر بعد أن دعمه نوّاب الحزب الديمقراطي بينما عارضه الجمهوريون.
اللافت أن المبلغ يقدم كـ"مساعداتٍ أمنية" سنوياً، وذلك بحسب الاتفاق الذي توصل إليه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو مع إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في عام 2016.
وتأتي المساعدات الأمنية في الوقت الذي يرى الاحتلال أنه محاط بتهديدات كبيرة خاصة من إيران إلى جانب جبهتي لبنان وغزة.
مخاوف الإدارة الأمريكية من قدرة الاحتلال على مواجهة التهديدات المحيطة به دفعتها لإقرار صفقة أسلحة دقيقة التوجيه بقيمة 735 مليون دولار لـ"إسرائيل"، خلال العدوان على قطاع غزة في مايو الماضي، وذلك في تحدٍ لبعض أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين الذين يشكلون جزءاً من الجدل حول دعم الحكومة الأميركية للحكومة الإسرائيلية.
وبينما تجدد الإدارة الأمريكية باستمرار موقفها الداعم للاحتلال، فإن جيلاً جديداً من أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين يعتبرون أن دعم واشنطن للاحتلال يثير بعض المخاوف. ويريد بعض المشرعين معرفة المزيد عن البيع الجديد المقترح، وتوقيته، مما يشير إلى استخدامه وسيلة ضغط.
ومع ذلك ما زال اللوبي الصهيوني قادر على حشد الدعم الأميركي للاحتلال من خلال اتباع إستراتيجيتين عريضتين:
الأولى سياسية: عبر الضغط على الكونغرس لدعم (إسرائيل) على نحو لا ينقطع، باستصدار قرارات لصالح الاحتلال أو معارضة القرارات التي قد تمس مصالحها في العالم.
الثانية إعلامية: عن طريق ترويج خطاب إيجابي عام حول “إسرائيل”، عبر ترديد أساطير عنها وعن تأسيسها إضافة إلى الدعاية للجانب “الإسرائيلي” في النقاش السياسي عبر وسائل الإعلام المملوكة في أغلبها لصهاينة، وكذلك من خلال مراكز أبحاث ودراسات يشرف عليها يهود.
في عام 2020، زودت الولايات المتحدة (إسرائيل) بـ 3.8 مليار دولار كمساعدات، وقدمت المساعدة كجزء من التزام طويل الأجل تعهدت به إدارة أوباما، وكانت جميع المساعدات التي قُدمت العام الماضي تقريبًا تذهب للجوانب العسكرية، وفقًا لمركز أبحاث الكونجرس.
الاتفاقية التي وقعها الرئيس السابق باراك أوباما في عام 2016 سارية حتى عام 2028 - مما يعني أن (إسرائيل) ستتلقى ما مجموعه 38 مليار دولار تقريباً من المساعدات العسكرية خلال السنوات العشر القادمة.
وتعد هذه زيادة مقارنة بالاتفاقية التي وقعها الأسبق جورج دبليو بوش الابن، التي تضمنت مساعدات بنحو 30 مليارًا خلال عقد من الزمان.
في العقد الماضي، بين عامي 1999 و2008، قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل مساعدة تزيد قليلاً عن 20 مليار دولار. وقد تضاعفت المساعدة تقريبًا منذ ذلك الحين.
على مدار عقود، ساعدت الأموال الأمريكية (إسرائيل) في تطوير واحد من أكثر الجيوش تقدمًا في العالم. من بين أمور أخرى، اشترت إسرائيل معدات عسكرية متطورة من الولايات المتحدة، مثل 50 طائرة من طراز F-35 ، والتي كلفت حوالي 100 مليون دولار لكل منها. وفي العام الماضي، اشترت إسرائيل أيضًا 8 طائرات للتزود بالوقود.
من 3.8 مليار تم منحها لإسرائيل في عام 2020، تم استخدام نصف مليار للدفاع الصاروخي، بما في ذلك الاستثمارات في نظام القبة الحديدية وأنظمة اعتراض الصواريخ الأخرى. منذ عام 2011، استثمرت الولايات المتحدة ما مجموعه 1.6 مليار دولار في نظام القبة الحديدية.
بالإضافة إلى ذلك، أنفقت (إسرائيل) الملايين على التعاون مع الولايات المتحدة في تطوير التكنولوجيا العسكرية، مثل نظام لتحديد الأنفاق تحت الأرض.
في عام 2019، العام الأخير الذي نُشرت عنه معلومات كاملة، كانت (إسرائيل) ثاني أكبر متلقٍ للمساعدات بعد أفغانستان، وفقًا لوكالة التنمية الدولية الأمريكية.
ومع مغادرة الولايات المتحدة لأفغانستان، من المتوقع أن تنخفض المساعدات في عام 2021 للعديد من الدول.
وهذا سيجعل من إسرائيل الدولة الأكثر مساعدة في الشرق الأوسط بهامش كبير.
وتتلقى مصر والأردن أيضًا مساعدات تصل قيمة كل منهما إلى حوالي 1.5 مليار اعتبارًا من عام 2019. ويأتي بعد ذلك العراق، بمساعدات تبلغ نحو مليار دولار.