الرسالة نت - رامي خريس
عبَّر معظم الحجاج الفلسطينيين العائدين إلى غزة عن سعادتهم من القدر الكبير من الاحترام والتقدير الذي قوبلوا به من الجنسيات كافة سواءً كانت عربية أو أوروبية أثناء تأديتهم لمناسك الحج ، ولكن المنغص الوحيد الذي آلمهم كان بسبب سوء المعاملة التي لاقوها من السلطات المصرية سواءً كانت في معبر رفح أو في مطاري العريش والقاهرة في رحلتي الذهاب والإياب ، وفتح ملف مشاركة القاهرة في الحصار على قطاع غزة مجدداً.
شتائم
ولم يسلم ذوو الشهداء والأسرى الذين يحجون بمكرمة من العاهل السعودي من الأذى ومن المضايقات أثناء رحلة السفر ، وفي الخطوات الأولى لرحلة السفر أعيق دخولهم عبر معبر رفح ، وبعد الدخول جرى أيضاً تأخير تحركهم إلى المطار ساعات طويلة وهو الأمر الذي أدى إلى إرهاقهم بشكل كبير ، وفي المطار انتظرتهم مفاجآت أخرى.
وفي هذا السياق قال الحاج أبو إبراهيم من خان يونس :" يبدو أن السلطات المصرية تنبذ ذوي الشهداء والأسرى ولا تريد لأحد أن يجاهد في فلسطين ، وأشار أبو إبراهيم إلى أنه عند وصول "حجاج المكرمة" إلى مطار القاهرة اضطروا للانتظار ساعات طويلة بدون أي خدمات وعندما أرادوا أن يستعدوا للإحرام ويتوضئوا أو يقضوا حاجاتهم فتحت سلطات المطار دورتي مياه فقط لمئات الحجاج ، وذلك فضلاً عن الشتائم التي وجهها لهم بعض الضباط المصريين الذين رافقوا قافلة الحجاج إلى المطار.
معاملة سيئة
وأثارت المعاملة السيئة التي تعرض لها الحجاج هذا العام من السلطات الأمنية المصرية العديد من التساؤلات : حول دوافع السلطات في القاهرة من وراء إهانة المواطنين الفلسطينيين سواءً كانوا مسافرين عاديين أو حجاجاً ، وما هي الأهداف التي تسعى الحكومة المصرية للوصول إليها من التضييق على الفلسطينيين الذين يتجهون لأداء فريضة الحج ولأهالي الشهداء والأسرى تحديداً.
والإجابة على هذه التساؤلات بنظر المراقبين ليس أمراً صعباً فالقاهرة لا تزال لديها الرغبة في استمرار إبقاء بعض أشكال الحصار مستمرة على القطاع حتى لو كان هذا الحصار معنوياً ويتمثل في إهانة الخارجين أو الداخلين إليه ، وذلك بعد فشل إغلاق المعبر كليا واضطرار القاهرة لفتحه بعد مجزرة أسطول الحرية التي راح ضحيتها عدد من الشهداء الأتراك.
وكانت السلطات المصرية شاركت قبل عامين في منع حجاج غزة من أداء فريضة الحج، وفي هذا العام لم يتسن لأحد من القطاع الخروج عبر معبر رفح .
ويبدو أن السلطات المصرية التي اضطرت لفتح المعبر بعد ذلك تحاول الآن عبر أجهزتها الأمنية الإبقاء على بعض المنغصات التي تواجه أي مسافر من القطاع أو أي عائد إليه ،وهو ما يحدث مع المتضامنين العرب والأجانب الذين قصدوا القطاع في محاولة لفك حصاره ، وكان آخرها ما حصل مع المتضامنين من قافلة الأمل التي قال قائدها كين أوكيف:"ان غزة تعاني من حصارين إسرائيلي ومصري".