طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

لبنان.. عون يستدعي حاكم المصرف المركزي بعد وقف دعم الوقود واحتجاجات في مناطق عدة

لبنان.jpg
لبنان.jpg

الرسالة نت- وكالات

أعلنت الرئاسة اللبنانية اليوم الخميس أن الرئيس ميشال عون استدعى حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، وذلك بعد ساعات من إعلان المصرف عن قرار ينهي فعليا دعم استيراد الوقود، وهو ما أدى على الفور إلى احتجاجات في مناطق عدة من البلاد.

وكان المصرف المركزي قال في بيان صدر الليلة الماضية إنه سيقوم ابتداء من اليوم بتأمين الاعتمادات اللازمة لاستيراد المحروقات وفق سعر صرف الدولار مقابل الليرة في السوق المحلية، والذي يبلغ حاليا في السوق السوداء أكثر من 20 ألف ليرة، مقابل السعر الرسمي الذي يقارب 4 آلاف ليرة.

وقال وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، ريمون غجر، إن حاكم المصرف المركزي رياض سلامة أبلغ المجلس الأعلى للدفاع خلال اجتماعه في القصر الرئاسي بأن المصرف المركزي لم يعد قادرا على توفير الدعم المالي لشراء المحروقات وفق السعر الرسمي لصرف الدولار.

ويعني هذا القرار أن أسعار الوقود ستزيد بشكل حاد، وهو ما من شأنه أن يفاقم الأوضاع المعيشية في هذا البلد الذي يشهد أزمات متعددة.

ووفق دراسة أعدتها شركة لبنانية خاصة، فإنه في ضوء هذا القرار سيرتفع سعر صفيحة البنزين من نحو 75 ألف ليرة إلى 336 ألف ليرة، في وقت يبلغ الحد الأدنى للأجور في لبنان 675 ألف ليرة.

أما سعر صفيحة المازوت (الديزل) فسيرتفع من 57 ألف ليرة إلى نحو 279 ألف ليرة لبنانية، وفق الدراسة نفسها.

وكان مصرف لبنان يدعم استيراد الوقود عبر آلية يوفر بموجبها 85% من القيمة الإجمالية لكلفة الاستيراد، وفق سعر الصرف الرسمي، بينما يدفع المستوردون المبلغ المتبقي وفق سعر الصرف في السوق السوداء.

يذكر أن دعم الوقود الذي تبلغ كلفته 3 مليارات دولار سنويا ساهم -من بين أمور أخرى- في استنزاف احتياطات النقد الأجنبي لدى مصرف لبنان المركزي، والتي تراجعت من أكثر من 40 مليار دولار في 2016 إلى 15 مليار دولار في مارس/آذار الماضي.

يشار أيضا إلى أن العملة اللبنانية فقدت أكثر من 90% من قيمتها في أقل من عامين، في حين قفز التضخم السنوي إلى نحو 158% في مارس/آذار الماضي من 10% في يناير/كانون الثاني 2020.

احتجاجات وانتقادات

وعقب الإعلان عن قرار المصرف المركزي بوقف دعم الوقود، قطع محتجون طريق تل نحاس-كفركلا جنوبي لبنان، وفق ما أوردته وكالة الأنباء اللبنانية.

وفي الشمال، تجمع متظاهرون أمام قصر المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي في منطقة الميناء بمدينة طرابلس، احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

وذكرت الوكالة اللبنانية أن المحتجين قطعوا الطريق الرئيسي في المنطقة وأشعلوا شجرة في باحة قصر ميقاتي، ورددوا هتافات مناهضة للسلطة، وسط حضور كثيف لعناصر الجيش اللبناني.

من جهته، اعتبر وزير الخارجية اللبناني السابق جبران باسيل قرار وقف دعم استيراد الوقود بأنه "مؤامرة".

ومنذ أسابيع، ينتظر اللبنانيون في طوابير طويلة لعدة ساعات من أجل التزود بالوقود، ومؤخرا أسفرت مشاجرات بالقرب من محطات وقود عن مقتل 3 أشخاص.

في السياق، اقتحم محتجون معمل إنتاج الطاقة الكهربائية في منطقة الزهراني جنوبي لبنان احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي. وقد قامت عناصر من الجيش بإخلاء المعمل من المعتصمين عند أحد مداخله.

ويشهد لبنان انقطاعاً في التيار الكهربائي يصل إلى أكثر من 20 ساعة يوميا بسبب النقص الكبير في وقود إنتاج الطاقة.

وقال وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر إن حاجة لبنان من الكهرباء تبلغ نحو 3 آلاف ميغاوات، بينما لا تتجاوز القدرة الإنتاجية اليوم 750 ميغاوات.

المصدر : الجزيرة + وكالات

البث المباشر