أكثر من ثلاثة أشهر مرت على انتهاء معركة سيف القدس التي خاضتها المقاومة دفاعا عن المظلومين في حي الشيخ جراح، والتي حطمت فيها غطرسة دولة الاحتلال وأهينت هيبة جيشها.
سيف القدس أشعلت جبهات عدة داخل فلسطين لم تتوقعها كل أجهزة أمن واستخبارات العدو الصهيوني، ورسمت صورة وطنية غير مسبوقة أذهلت القريب قبل البعيد والصديق قبل العدو.
أحد عشر يوما من المقاومة بكل أدواتها وأشكالها رفعت من المعنويات والهمم الكثير وارتفع بها منسوب الوطنية لدرجة لم تستوعبها دولة الاحتلال.
ولأن رسالة المقاومة وصلت، وبعد تدخل الوسطاء بطلب من الاحتلال، توقفت أصوات القنابل والمدافع حتى تترك الفرصة للوعود التي انهالت على المقاومة من جهات عربية وغربية بإعادة إعمار غزة وإنهاء حصارها و التوقف عن سياسة تهجير أهالي حي الشيخ جراح.
ولكن كما عهدناهم يقدمون كل ما هو مستطاع لإنهاء معاناة المستوطنين في مقابل استمرار معاناة شعبنا الفلسطيني، وهذا ما عملت عليه أجهزة مخابراتية، عملت على سرقة صورة النصر من غزة باعتبار أنها هي من تصدرت معركة سيف القدس، والوعود مع مرور الأيام تحولت إلى أكاذيب وأوهام ، والهدف الإستراتيجي هو أن ينفض الناس عن المقاومة.
هم يريدون أن يظهروا المقاومة بأنها السبب في حصار ومعاناة أهلنا في غزة وليس الاحتلال، و أجهزة المخابرات تريد من غزة أن تتوب وتعترف بأنها ارتكبت إثما عظيما حين فكرت في مقاومة الاحتلال ، بل يريدون من المواطن الفلسطيني أن يضع إيمانه بالمقاومة على المحك.
فهم بكل وضوح يريدون أن يتحول الفلسطيني من مقاوم إلى جاسوس خاضع لإرادتهم، وأن يجتمع في غزة الظلم والحصار والقهر والذل حتى تخضع وتركع لهم.
دعني هنا أقرب لك الصورة أكثر، الاحتلال بعد معركة سيف القدس وما كان فيها من معاني العزة والكرامة واليقين بقرب زوال الاحتلال، هو أراد أن يقهر غزة ويعاقبها على اختيارها للمقاومة بتشديد الحصار وإعاقة إعادة الإعمار، إلا أن هذه المحاولات لم تعد مجدية في التعامل مع تركيبة أهالي غزة ، وكما ذكرت فيما سبق أن أصوات القنابل توقفت إلا أن معركة سيف القدس مستمرة ولم تنته بعد، ولأنهم يريدون أن يسرقوا صورة النصر من غزة فإن المقاومة أكدت بأنها وضعت إمكانية التصعيد العسكري على الطاولة من جديد، و السؤال المطروح الآن في حال استمر الحصار على غزة وتصاعد الاستيطان في الضفة: هل ستتجدد معركة سيف القدس؟ أعتقد أن الأمر وارد وقابل الأيام ستكشف الكثير.
غزة .. يريدون أن يسرقوا نصرها
بقلم: عماد زقوت