أعلنت حركة "طالبان"، السبت، السيطرة على إقليم كنر الاستراتيجي في شرق أفغانستان، المجاور لشمال غرب باكستان، علاوة على سيطرتها على ولايتي بكتيا وبكتيكا في جنوب البلاد.
وقال الناطق باسم حركة "طالبان" ذبيح الله مجاهد، في تغريدة له على تويتر، إن مسلحي الحركة سيطروا على مدينة أسعد أباد، مركز ولاية كنر الشرق، واستولوا على مقر حاكم الإقليم ومقر الأمن ومركز الاستخبارات وجميع المقرات الحكومية. وأضاف مجاهد أن مسلحي الحركة استولوا أيضاً على كمية كبيرة من الأسلحة والعتاد.
وأوضح سردار محمد، أحد سكان مدينة أسعد أباد، لـ"العربي الجديد"، أن مسلحي "طالبان" تمكنوا من السيطرة على المدينة من دون أي حرب أو اقتتال داخل المدينة، مشيراً إلى أن الحكومة المحلية سلمت المدينة إلى "طالبان".
في الأثناء، أعلنت "طالبان" أيضاً السيطرة على معظم مناطق مدينة كرديز، مركز ولاية بكتيا الجنوبية.
وقال الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، في تغريدة له على تويتر، إن مسلحي الحركة سيطروا على مباني حكومية داخل المدينة، بما فيها السجن المركزي ومواقع عسكرية محيطة بمركز الاستخبارات، بينما قال مصدر أمني آخر لـ"العربي الجديد" إن "طالبان" سيطرت على معظم مناطق المدينة.
وكانت "طالبان" قد أعلنت ظهر اليوم السيطرة على مدينة خرنه، مركز ولاية بكتيكا المجاورة لبكتيا، بعد السيطرة على جميع المباني الحكومية.
وفي الشمال، شنت "طالبان" هجوماً كبيراً على مدينة مزار شريف، مركز ولاية بلخ، شمالي البلاد، لكن القوات التابعة لحاكم الولاية السابق عطاء نور تصدت لهم، ولم تمكنهم من السيطرة على المدينة حتى الآن.
وفي هذا السياق، قال الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، في تغريدة له على تويتر، إن مسلحي الحركة شنوا هجوماً كبيراً من أربعة أطراف على مدينة مزار شريف، مركز ولاية بلخ، وتستمر معارك طاحنة بين قوات الأمن ومسلحي الحركة على عدة محاور.
كما ادعى مجاهد تحقيق الحركة تقدماً كبيراً على الأرض، علاوة على خسائر كبيرة لقوات الأمن الأفغانية، مشيراً إلى أنه سينشر تفاصيل العملية لاحقاً.
من جانبها، أعلنت الداخلية الأفغانية، في بيان، مقتل أكثر من 30 عنصرا من الحركة، بينهم قائد ميداني فيها، إثر قصف جوي لسلاح الجو الأفغاني في أطراف مدينة مزار شريف، لافتة إلى أن استهداف مسلحي الحركة متواصل في مختلف مناطق البلاد.
وكان القائد الجهادي السابق، وهو حاكم ولاية بلخ سابقاً، محمد عطاء نور قد أكد، في مؤتمر صحافي مشترك مع قائد المليشيات الأوزبكية، وهو النائب السابق للرئيس الأفغاني الجنرال عبد الرشيد دوستم، أمس الجمعة، أن القوات التابعة لهما ستواصل عملياتها ضد "طالبان"، وأنهما سيدافعان بشراسة عن مدينة مزار شريف، ومدينة ميمنه، مركز ولاية فارياب (يتمتع القائد الأوزبكي الجنرال دوستم بنفوذ كبير فيها).
يُذكر أن "طالبان" تسيطر على عواصم 20 ولاية من أصل 34 ولاية، ومن ضمن المدن التي سيطرت عليها "طالبان" أمس مدينة بول عالم، مركز ولاية لوجر المجاورة للعاصمة كابول، إذ استسلم حاكم الإقليم عبد القيوم رحيمي أمس لـ"طالبان"، وسلمهم الولاية من دون قتال كبير.
كما أن المعارك مستمرة في مدينة ميدان، مركز إقليم ميدان وردك المجاور أيضا للعاصمة كابول، وبعد سيطرة "طالبان" على مدينة بولي عالم واستمرار المعارك في ميدان، يشتد الخناق على العاصمة الأفغانية كابول، التي تواجه حالة من الذعر والخوف والترقب.