بدأت مروحيات أمريكية بنقل رعايا أمريكيين من مقر السفارة في العاصمة الأفغانية كابل منذ مساء أمس السبت ذهابا وإيابا بين المطار الدولي والمجمع الدبلوماسي الأمريكي الواسع في المنطقة الخضراء التي تخضع لإجراءات حماية مشددة.
هذا المشهد أعاد للأذهان عملية الاجلاء التي قامت بها القوات الأمريكية للرعايا والدبلوماسيين الأمريكيين من فيتنام ابان انسحاب القوات الأمريكيين منها قبل 64 عاما.
ووصلت كتيبة أولى من مشاة البحرية الأمريكية إلى العاصمة حيث سيكون دورها تأمين إجلاء الدبلوماسيين والأفغان الذين عملوا مع الولايات المتحدة والذين يخشون أعمالا انتقامية من جانب طالبان.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) الجمعة إن الولايات المتحدة تعتزم إجلاء "آلاف الأشخاص يوميا"، لذلك سينشر البنتاغون قبل نهاية عطلة نهاية الأسبوع ثلاثة آلاف جندي في مطار العاصمة الأفغانية.
وتلقى موظفو السفارة الأمريكية أوامر بإتلاف أو إحراق الوثائق الحساسة والرموز الأمريكية التي يمكن أن تستخدمها طالبان لأغراض دعائية.
وفي نفس السياق فقد أعلنت بريطانيا عن إعادة نشر 600 جندي لمساعدة البريطانيين على المغادرة. كما أفادت دول أوروبية (بريطانيا وألمانيا والدانمارك وإسبانيا)، الجمعة عن تقليص وجودها في أفغانستان إلى الحد الأدنى. كما أعلنت عن برامج لنقل موظفيها الأفغان.
وفضلت بلدان أخرى بينها النرويج والدانمارك إغلاق سفاراتها مؤقتا، بينما قالت سويسرا، التي ليس لديها سفارة هناك، إنها قررت سحب بعض الموظفين السويسريين ونحو أربعين موظفا محليا.
ورغم الجهود المكثفة والتي بدأت صباح أمس السبت لإجلاء الرعايا، مازالت إدارة بايدن تصر على أن سيطرة طالبان على البلاد بأكملها ليست حتمية. وقال المتحدث باسم البنتاغون الجمعة إن "كابول لا تواجه حاليا تهديدا وشيكا" لكنه أقر بأن مقاتلي طالبان "يحاولون عزل" المدينة.