عام دراسي جديد..غزة تستعيد نبضها بشبرة بيضاء! 

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت-أمل حبيب 

تستقر شبرة بيضاء أعلى رأسها، هي التي تعرف جيدًا معنى التناقضات التي تعيش، غزة التي عاشت أيامًا سوداء، لونًا ووجعًا، تفتح ذراعيها للحياة كما فعلت مدارسها هذا الصباح! 
جدارٌ يريد أن ينقض لم تقمه آلة الإعمار بعد، يستند الآن على صف دراسي ودرس جديد للتمرد على كل المعارك التي تحاول طحن هذه المدينة! 
بعض المقاعد ظلت خاوية، اكليل وردٍ استقر على أحدها، وآخر تتوسطه صورة للطلبة الشهداء،  
أحدهم ألقت طائرات المحتل الحربية بحقدها عليه وهو نائم عشية العيد، والآخر حاول مشاركة والده بحصاد سنابل القمح مع شقيقه فغادرا الحياة بقذيفة واحدة! 


ابتسامة وكمامة! 


ابتسامة رقيقة تهرب من كمامة تُخفي بعض الملامح، عطر جديد رشته الأمهات على الزي الجديد تطغى عليه رائحة المعقم التي تخترق الأنوف، ثم سؤال حائر "هل هذا هو جيل الجائحة، وذاكرة الحرب معًا؟"  
صوت المدفعية العالق، حل محله جرس الصباح، وانتظام أكثر من مليون و200 ألف طالب بمقاعدهم الدراسية في الضفة الغربية وقطاع غزة، في اليوم الأول لبدء العام الدراسي 2021/2022، وبشكل كامل وجاهيًا. 
ثم تدريجيًا استعدت غزة للكفاح والفلاح، وأكدت في طابورها الصباحي "سأحيا فدائي وأمضي فدائي إلى أن أعود"!، اليوم تستعد للحياة والعلم رغم تصدر أخبار كورونا مجددًا.  
"عودة الطلبة لمقاعد الدراسة"، هذا العنوان بات مبهجًا بعد انقطاع جزئي عن الدراسة بسبب جائحة كورنا لمدة عامين. 
كمامة!، لم تغب عن المشهد، بل هي من أبرز ملامح البروتوكول التي أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم في مؤتمرها الصحفي مع وزارة الصحة، بعد التأكيد بأن العام الدراسي سينطلق وفق نموذج التعليم الوجاهي الكامل، الذي كان سائداً قبل الجائحة. 
البروتوكول يشترط ارتداء الكمامة لكافة الكوادر التربوية والعاملين في المدارس، وللطلبة داخل الغرف الصفية، وخارج الغرف الصفية في أماكن الاكتظاظ، أما في الساحات المفتوحة أكدت لا لزوم للكمامة. 

العلم مقاومة! 

غزة التي تنهض مجددًا لتفتح أبواب مدارسها، تستقبل أسرابًا من أطفالها كأسراب النور الممتد، تتزين بزي المدرسة الجديد، وشعار واحد "العلم مقاومة"! 
افتتاح العام الدراسي الجديد في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني، تراه حركة المقاومة الإسلامية حماس بأنه رسالة صمود وتحدٍ، لما لذلك من أهمية قصوى في إعلاء قيمة العلم والتعلم، وترسيخ حالة الوعي والمعرفة والثقافة في مجتمعنا الفلسطيني، والمقاومة بالعلم كجزء من حالة المقاومة الشاملة لعدونا. 
دعوات من وزارتي التربية والتعليم والداخلية، ودعوات فصائلية أخرى، لجموع الطلبة للمزيد من الجد والاجتهاد، وضرورة تعزيز مثال الفلسطيني المجاهد المكافح لكل التحديات.

البث المباشر