تتواصل معاناة أهالي الشهداء المقطوعة رواتبهم منذ سنوات، في ظل تجاهل كامل من السلطة في رام الله ورئيسها محمود عباس لأي حل ينهي مأساة الشهداء والجرحى.
ولليوم السبعين على التوالي، يستمر الجرحى وأهالي الشهداء في افتراش الأرصفة، للمطالبة بصرف رواتبهم في وقت يعاني فيه أطفال الشهداء من أوضاع مادية سيئة.
ويستغرب أهالي الشهداء سبب إدراج رئيس السلطة محمود عباس ملف الشهداء والجرحى في ملف العقوبات على غزة.
تفاقم المعاناة
الطفلة هدى ظاهر سرعان ما انهارت بالبكاء في الاعتصام المفتوح أمام مؤسسة الشهداء والجرحى.
وقالت: "على رئيس السلطة أن يُعيد لي ضحكة أبي، في حال قرر عدم صرف راتب له"، مستنكرة سبب عدم حل قضيتهم رغم مرور سبع سنوات على حرب 2014.
ودعت مؤسسات حقوق الانسان للنظر إلى حال أهالي الشهداء، الذين باتوا دون معيل، لتختم حديثها: "صرنا نشحد اللقمة، احنا بوضع مادي صعب جداً".
ويضطر أهالي الشهداء للمبيت خلال الأيام الحالية، في إضراب مفتوح، بخطوة يُراد منها لفت الأنظار لمعاناتهم والعمل الفوري على حل مشاكلهم.
بدوره، قال المتحدث باسم أهالي الشهداء المقطوعة رواتبهم، علاء البراوي: "في يناير 2017 قطع رئيس السلطة محمود عباس رواتب 2700 أسرة شهيد وجريح بإجراء أمني، غير مفهوم ومستهجن".
وأكد البراوي في حديث لـ "الرسالة" أن قطع رواتب ومخصصات الشهداء والجرحى يأتي لضرب صمود الشعب الفلسطيني، "في وقت بات فيه أطفال الشهداء والجرحى فقراء، وسيذهبون للمدارس دون كسوة بسبب قطع رواتب معيليهم".
وأضاف: "حتى الآن لم يتم اعتماد شهداء عدواني 2014 و2021"، متسائلا: "أهكذا تكون مكافأة أهالي الشهداء الذين تركوا أولادهم".
وأوضح البراوي أن 1900 اسم بين شهيد وجريح انقطعت رواتبهم دون مبرر، مشيراً إلى أن هناك شهداء ارتقوا في عدوان 2008-2009، وعدوان 2012، قطعت رواتبهم كذلك.
ولفت إلى أن هناك 1943 أسرة لم تتلق مخصصاً مالياً منذ 7 سنوات.
ولفت إلى أن 70 يوماً من الإضراب المفتوح وبيات نساء وأطفال الشهداء في الشوارع في وضع مأساوي، مشيراً إلى أنه "ليس هكذا يتم مكافأة من ضحى من أجل فلسطين".
ودعا القيادة الفلسطينية للتحرك سريعاً، وإخراج ملف الشهداء من الصراع الفلسطيني، "لا يمكن محاربة هذه الفئة في قوت يومها".
وشدد البراوي على أن الفعاليات مستمرة حتى تحقيق مطالب أهالي الشهداء والجرحى فورًا، دون تسويف أو مماطلة.
وتمتنع السلطة عن صرف المخصصات المالية لأهالي شهداء عدوان عام 2014 في قطاع غزة؛ بذريعة عدم توفر موازنة مالية، في وقت تصرف راتبًا شهريًا لكل شهيد يرتقي بالضفة المحتلة.
وفي منتصف يونيو الماضي، أعلنت "اللجنة الوطنية لأهالي الشهداء في قطاع غزة"، بدء العودة للاعتصامات وخوض الإضراب المفتوح عن الطعام، الذي يأتي في سياق عدم استجابة السلطة الوطنية ورئيسها محمود عباس لمطالبهم المشروعة والعادلة، في صرف مخصصاتهم المالية.