جنين تشتعل والسلطة تطفئ حرائق الاحتلال!

جنين تشتعل والسلطة تطفئ حرائق الاحتلال!
جنين تشتعل والسلطة تطفئ حرائق الاحتلال!

الرسالة- محمود هنية

 بينما كانت تشعل قوات الاحتلال النيران في قلوب وبيوت الفلسطينيين في جنين، عقب عملية اغتيال أربعة من شبانها، ساعدت قوات أمن السلطة بإطفاء حرائق مستوطنات الاحتلال غير الشرعية الجاثمة فوق جبال القدس.

مشهد سئم الفلسطيني من تكراره، كونه يعبر عن حدث تتصدر السلطة فيه بتقديم المساعدة بشتى أنواعها للاحتلال، في حالة عبر عنها الفلسطينيون بالتندر في أحيان كثيرة ليس آخرها تعقيم جبات الاحتلال عند دخولها البلدات الفلسطينية، ومن قبل المساعدة بـ"الجك" لإصلاح إطار جيب إسرائيلي، في الواقعة الأكثر تندراً في الساحة الفلسطينية.

واختصر المراقبون المشهد، بالتأكيد على الوظيفة الأمنية والسياسية والكيانية للسلطة، بأن تبقى في خدمة الاحتلال متى شاء وأينما شاء وكيفما شاء، وتحت أي ظرف حتى لو كانت جنين تغرق بالدماء، والنيران تحرق قلوب أهلها خاصة بعد المجزرة بحق أبنائها.

 سياسة نحر!

عضو اللجنة التنفيذية السابق لمنظمة التحرير عبد الجواد صالح، عدّ السلوك الذي يتناقض مع ما تقوم به السلطة تجاه أبناء شعبها، تأكيد بأن هدفها "نحر شعبها وخدمة عدوها".

وأكدّ صالح لـ"الرسالة نت": أنّ ما تقدمه السلطة للاحتلال يقابله سلوك إجرامي منها تجاه أبناء شعبها وليس آخرها اغتيال الناشط السياسي نزار بنات، "في عمل أمني إجرامي تمارسه السلطة لإخراس معارضيها".

يعزو صالح سلوك السلطة إلى صمت الفصائل، "فهي بذلك تشكل غطاء للاحتلال ليستمر في جرائمه".

ودعا الى ضرورة العمل على إسقاط قيادة هذه السلطة وتشكيل قيادة وطنية قادرة على إدارة الحالة الوطنية.

  مراهنة فاشلة!

السلوك الميداني للسلطة، فسره مراقبون على أنه انعكاس على مراهنة سياسية للعودة إلى مسار تفاوضي جديد مع الاحتلال يحصن من وجودها في الحكم بالضفة المحتلة.

وقال خالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي، إن محمود عباس لم يغير من نهجه في المراهنة على الاحتلال.

وأكدّ عبد المجيد أن عباس متمترس خلف خيارات من شأنها زيادة حدة الانقسام ومفاقمة تحديات القضية وعرقلة ترتيب البيت الفلسطيني.

وأضاف عبد المجيد: "عباس يدفع القضية نحو خيارات تفاوضية أخطر من أوسلو".

وذكر أنّ عباس يراهن على مسار مدعوم دولياً وعربياً، يدفع تجاه متاهات جديدة أكثر خطورة لتصفية القضية، تحت قناع الشرعية الدولية وحل الدولتين.

وأشار عبد المجيد الى أن محمود عباس وقيادة المنظمة تسيران في خيارات معادية لشعبنا خاصة على ضوء الإجهاض المتكرر لتجربة المقاومة الشعبية.

 تنسيق أمني!

السلوك الميداني للسلطة عدّه المفكر المصري الكبير فهمي هويدي، امتداداً لوظيفة التنسيق الأمني للسلطة.

وقال هويدي لـ"الرسالة نت":"التنسيق الأمني شهادة دامغة لا تحتاج شرحًا، وحين تنسق السلطة أمنيًا فهي فقدت شرعيتها، وأصبحت في حالة زواج أمني وليس تنسيقاً".

 وأضاف: "محمود عباس لم يسجل إنجازًا يذكره التاريخ، وعلى مدار عمره اصطف مع الثورة المضادة لهذه القضية".

وأكدّ هويدي أن عباس منذ ظهوره وهو عبء على القضية، وتأكد ذلك في مواقف متعددة آخرها ما حصل في قتل نزار بنات، وهي حادثة تؤكد أن عباس سيظل متمسكاً بعبئه على القضية.

البث المباشر