قائد الطوفان قائد الطوفان

غزة تؤجج الرأي العام ضد نفتالي بينيت وحكومته

الرسالة نت- محمود فودة

لا يُذكر نفتالي بينيت بالسوء في (إسرائيل) إلا في ملفات مرتبطة بقطاع غزة، فإن اتجه للتصعيد كانت الملامة من أن لا فائدة من جولات عسكرية مع غزة، وإن اتجه للهدوء اتهم بالجبن أمام حركة حماس.

وبالتالي فإن غزة أصبحت مصدر الانتقادات وتأجيج الرأي العام على نفتالي بينيت، الذي ما إن جلس على كرسي رئاسة حكومة الاحتلال حتى انهالت عليه الاتهامات في ملف غزة، رغم أن نتنياهو على مدار سنوات حكمه لم يحقق أي انجاز حقيقي بالملف.

ومنذ تولي بينت رئاسة الحكومة، تلقى عشرات الاتهامات في ملفات تتعلق بغزة، كملف إعادة الجنود المأسورين، أو المنحة القطرية، ووقف البالونات الحارقة، ووقف تنقيط الصواريخ، وكذلك تقديم التسهيلات الاقتصادية، وفتح المعابر أمام حركة المسافرين.

وفي جميع ما سبق، انصاع بينت لإرادة المقاومة في غزة، حيث أنهت معادلة استعادة الجنود مقابل التسهيلات، ولم تعد معادلة صاروخ مقابل كل بالون موجودة، فيما لم يعد تنقيط الصواريخ خطاً أحمر، وفوق كل ذلك استهداف الجنود الإسرائيليين من مسافة صفر.

وبعد أحداث الليلة الماضية، قال أمير بوخبوط: يجب على الحكومة "الإسرائيلية" وهيئة أركان الجيش الاعتراف بأن إنجازات عملية حارس الأسوار ذهبت أدراج الرياح.

أما عضو الكنيست عيساوي فريج من ميرتس فقال: نحن بحاجة إلى التحدث إلى حمـاس مباشرة، وليس من تحت الطاولة، كما أننا بحاجة لأن نفهم كيف نتحرر من الضغط القائم في غزة، نثق في الجيش "الإسرائيلي" الذي تتمثل مهمته في الحماية والقيادة في الميدان بالشكل الذي يراه مناسباً.

فيما نقلت قناة كان العبرية عن عضو الكنيست أوفير أكونيس من الليكود اعتباره أن حكومة بينيت تعيش في غيبوبة، معرباً عن قلقه من عدم وجود ردود قوية من الجيش "الإسرائيلي" ضد غزة.

وفي القناة 20 العبرية قال سموتريتش: نفتالي بينيت يعلم أن التصعيد الأمني ​​سيقرب نهاية حكم بينيت، فيما ذكر ألون دافيدي -رئيس بلدية سديروت أن نفتالي بينيت ليس رئيس وزراء فعلي، إنه لا يمتلك التحكم في كل ما يحدث داخل الحكومة.

أما يوسي يهوشع-يديعوت فقال: "أي دولة في العالم ستسمح بمثل هذه الحوادث العنيفة عند حدودها وتصدر تعليمات لقواتها باحتوائها؟ لقد أعطى مشهد إطلاق النار من مسافة صفر شرعية للهجوم بقوة على غزة، وفي نفس الوقت الاستفادة منه في جميع أنحاء العالم، كل هذه الفرص ضاعت، والثلاثة جميعهم مسؤولون: بينيت وغانتس وكوخافي".

وفي التعقيب على ذلك يقول المختص في الشؤون الإسرائيلية أيمن الرفاتي إن غزة تلعب دورًا مهمًا في تأجيج الرأي العام لدى الاحتلال ضد نفتالي بينت وذلك بعد كسره للكثير من وعوده الانتخابية ضد القطاع وعجزه عن فرض سياسة جديدة مع القطاع، وفشله في إيجاد حل للتوتر الدائم.

وأضاف الرفاتي في اتصال هاتفي مع "الرسالة": الحالة في قطاع غزة أظهرت عدم قدرة بينت على التعامل بطريقة مختلفة عما كان يتعامل بنيامين نتنياهو وبالتالي فشله في إدارة ملف غزة بطريقة مختلفة وهو ما زاد الانتقادات له بعدما عاد الغزيون لعمليات الضغط الشعبي وإطلاق الصواريخ دون رد، ولم يستطع فعل شيء على الرغم من تصريحاته النارية.

وأوضح أن غزة كشفت تعامل بينت مع مستوطني غلاف غزة كمواطنين درجة ثانية في دولة الاحتلال بعدما وعدهم أن يعتبرهم مثل سكان تل أبيب، وهنا بعد عودة غزة للضغط لم يستطع بينت فعل شيء ووجد نفسه أمام خيارات صعبة قد تؤدي لتفجر الأوضاع من جديد على غير رغبته وتقديرات الجيش.

وبيّن أن طريقة تعامل بينت مع القطاع بخلاف تصريحاته أدى لتوجيه انتقادات حادة له من الكتاب والمحللين في الاحتلال بالإضافة للمستوطنين الذي باتوا يستشعرون ضعفه وافتقاره لسياسة واضحة تجاه غزة وعدم قدرته على فرض سياسة جديدة على المقاومة تضمن استدامة الهدوء.

البث المباشر