قائد الطوفان قائد الطوفان

"قسوة" السنوار تدفع الاحتلال للتهديد باغتياله

"قسوة" السنوار تدفع الاحتلال للتهديد باغتياله
"قسوة" السنوار تدفع الاحتلال للتهديد باغتياله

غزة- شيماء مرزوق

 حينما يعجز الاحتلال يبدأ بالتهديد، وليست كل التهديدات قابلة للتنفيذ، وهذا حال الاحتلال الإسرائيلي مع المقاومة في قطاع غزة، التي تمارس ضغطاً ميدانيًا وسياسيًا كبيًرا على حكومة الاحتلال لانتزاع حقوق الشعب الفلسطيني في القطاع.

عضو الكنيست عن حزب الليكود ديفيد بيتان قال الثلاثاء، إن زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار يتلاعب بـ"الإسرائيليين" بقسوة، ونحن بحاجة إلى اغتياله حتى لو على حساب الحرب، ولا يوجد خيار آخر، إنه عدو لدود".

وأشار إلى أن رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو وعد في سياسته خلال 12 سنة مضت بالقضاء على حماس، ومن الواضح أنه لا يمكن القضاء عليها.

هذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها الاحتلال باغتيال السنوار، فقد هدد عدة مرات سابقاً بتنفيذ عمليات اغتيال ضد قادة المقاومة خاصة السنوار ومسئول كتائب القسام مروان عيسى، عقب جولة تصعيد جرت عام 2020، لكنها بقيت ضمن التهديدات التي يحسب الاحتلال ألف حساب قبل تنفيذها كونه يدرك الثمن الذي سيدفعه.

لكن المعركة الأخيرة "سيف القدس" شهدت محاولات حثيثة وحقيقية من الاحتلال لاغتيال قادة المقاومة على رأسهم السنوار، لكنه فشل في تحقيق هذه المهمة التي كانت ستمنحه صورة النصر، بعدما فشل في تحقيق أهدافه من المعركة ونجحت المقاومة في تحقيق انتصار واضح وتثبيت معادلة ردع جديدة.

ورغم إدراك المقاومة لحسابات الاحتلال الدقيقة وتجنبه لأي مواجهة أو تصعيد قادم، إلا أنها تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد، بالنظر لتاريخ الاحتلال الإجرامي في الاغتيالات التي نفذها ضد قادة المقاومة الفلسطينية، والمجازر التي ارتكبها على مدار تاريخه وآخرها في العدوان على قطاع غزة.

اللافت أنه منذ تولى السنوار رئاسة حركة حماس في غزة مطلع العام 2017، حاز على اهتمام كبير من الاحتلال الإسرائيلي، وخصصت الصحافة العبرية مساحات كبيرة للحديث عنه، فقد أثار الجدل السؤال الأهم لماذا السنوار تحديداً يتلقى كل هذه التهديدات؟

أولاً: يشكل السنوار اليوم أبرز عناوين القلق والارتباك والهزائم "للإسرائيليين"، واستطاع أن يجسد حالة توازن رعب للاحتلال ومستوطنيه بإدارته المقاومة انطلاقًا من قطاع غزة، خلال السنوات الماضية.

ثانياً: السنوار هو من يقود عملية الضغط الميداني والسياسي ضد الاحتلال، حيث يرى الأخير أن قائد حماس في غزة لديه هدف وقرار واضح بالضغط لأقصى درجة على الاحتلال لكسر الحصار عن قطاع غزة.

ثالثاً: وجه السنوار رسائل تحدٍ علنية عديدة عقب معركة سيف القدس للاحتلال، ما تسبب له بإحراج بالغ أمام جمهوره وظهر قادة الكيان ضعفاء وعاجزين رغم كل ما يملكونه من ترسانة عسكرية هي الأقوى في المنطقة، ونفذ الرجل تهديده بالسير علانية في شوارع قطاع غزة بانتظار اغتياله من طائرات الاحتلال.

رابعاً: يصف الاحتلال السنوار بأنه رجل براغماتي ويفهم العقلية "الإسرائيلية" جيداً، لذا فهو "يتلاعب بهم دون رحمة" على حد وصفهم من خلال إدراكه لنقاط الضعف لدى الكيان واستغلالها في تنفيذ أهداف المقاومة الرامية لرفع الحصار وتحقيق أقصى ما يمكن من إنجازات لشعبها.

خامساً: استطاع السنوار أن يتحدى الوسطاء أيضاً وليس الاحتلال فحسب، واستطاع من خلال المقاومة الشعبية والمسيرات التي انطلقت شرقي القطاع أن يفرض أجندته خاصة مسألة الحصار وإعادة الإعمار إلى طاولة الوسطاء وتحديداً من رعى الاتفاق بضوء أخضر أميركي.

البث المباشر