قائد الطوفان قائد الطوفان

"سيف القدس" وأضحية تدفع السلطة لاعتقال عمايرة

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت– مها شهوان

لم يرتكب الشاب عبد الله عمايرة جريمة جنائية أو حتى جنحة ليعتقله جهاز مخابرات السلطة، كل ما فعله تفريغ غضبه عبر صفحته في فيسبوك للمطالبة بعلاج صغيرته "سارة" التي توفيت فيما بعد، واتهم في منشوراته المسئولين في الحكومة بالتقصير تجاه مطالبه.

الشاب عمايرة يعمل بائعا للقهوة في مدينة الخليل وهو أسير محرر أمضى سنوات عدة ما بين سجون الاحتلال وسجون السلطة.

منشورات الفيسبوك التي دونها في لوم المسئولين في السلطة والحكومة على تقاعسهم في توفير علاج لصغيرته ليست السبب الوحيد الذي دفع جهاز المخابرات لاستدعائه والتحقيق معه في ظروف قاسية، بل السبب الأهم كما يراه إطلاق اسم "سيف القدس" على طفله الجديد تيمناً بالمعركة الأخيرة التي انتصرت فيها المقاومة بغزة على الاحتلال، وذبح الأضحية عن نزار بنات وطفلته سارة في عيد الأضحى الماضي.

بعد الإفراج عنه الخميس الماضي، ذكر عمايرة أن مخابرات السلطة سألوه: "كيف تضحي عن واحد ملحد وكافر وعدو للإسلام".

وعبر الفيسبوك كتب رسالة شكر لكل من سانده ووجه رسالة خاصة إلى "المندوب أو السحيج، رجاءً اكتب بضمير وصدق دون زيادة أو نقصان قبل أن ترسل لأسيادك (..) نحمد الله أننا من أهل هذا القرآن والذي لا يزيدنا إلا الثبات والصبر، اللهم انتقم اللهم انتقم".

ومنذ اللحظات الأولى لاعتقال عمايرة أضرب عن الطعام، احتجاجاً على حبسه دون ارتكابه أي جريمة أو مخالفة، وسريعا ما تواصل ذويه مع جهاز المخابرات في الخليل وأكدوا "لا توجد أي تهمة توجب اعتقاله"، مما دفع المعتقل وقتها للتمسك بموقفه حتى أفرج عنه منتصراً.

وكالثور الهائج، مارست أجهزة أمن السلطة سلسلة من الاعتقالات السياسية لكل من يساند أهالي القدس خلال الأحداث الأخيرة وكذلك من يدعم الغزيين في العدوان الأخير عليهم، وزادت من حدة انتهاكاتها بعد قتلها للناشط نزار بنات، ما دفع الجماهير للمطالبة برحيل رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الحكومة محمد اشتية وكل المسؤولين الذين تسببوا بسحل واعتقال وقتل المعارضين.

ورغم اشتعال الأحداث في الضفة ومعرفة مصير كل من ينتقد السلطة وأجهزتها الأمنية، إلا أن الشاب عمايرة لم يأبه لتلك التهديدات وواصل أداء واجبه في عزاء الناشط بنات.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو له وهو يذبح أضحية عن روح الشهيد نزار بنات، وقالوا إنه "متهم أيضاً بصب القهوة في عزاء بنات دون أن يقبل أخذ أجر على ذلك".

ولم يكترث جهاز المخابرات في الخليل عند استدعائه لعمايرة واعتقاله بأن جرحه لم يضمد بسبب وفاة ابنته التي ماتت بسبب الإهمال الطبي، بل قهروه أكثر حين عاقبوه بسبب تفريغه النفسي عبر منشورات على الفيسبوك.

وقبل اعتقاله وثق عبر الفيسبوك بمنشور له ما جرى معه، قائلا: جاءني اتصال هاتفي منتصف أغسطس الماضي من جهاز المخابرات.

وتابع: "لا مشكلة عندي بالذهاب إليهم لأعرف ما الجرم الذي فعلته وأنا لا أزال أسدد الديون التي تراكمت علي في رحلة علاج ابنتي سارة وقد طرقت أبوابهم ولم يستجيبوا لي في علاجها بالشكل المطلوب".

وأضاف: "سارة التي كسرت ظهري وجرحت قلبي، والتي أصابت اختها بحالة نفسية لا أزال أعالجها عند أطباء نفسيين، سارة التي إذا غبت عن أمها ساعة أرجع إليها وأجدها تحتضن صورها وتبكي، ما الجرم الذي فعلته يا سيد (محمد) اشتيه (رئيس الحكومة برام الله) وأنا حالياً أرافق زوجتي في المستشفى الأهلي وهي بحالة ولادة وقد تحتاج إلى وحدات دم".

البث المباشر