قائمة الموقع

مقال: أبطال الحرية.. مفاتيح النصر

2021-09-06T12:01:00+03:00
خالد النجار
بقلم: خالد النجار

بداية شاء الله العظيم الجبار أن يتحرر ستة من أسرانا القامعين في سجن جلبوع الصهيوني، بعد أن مكثوا به سنوات طويلة، حرقت من أعمارهم كأعواد الثقاب ما قُدّر لهم بين عذاب الأسر والآلام والقهر، وحرمتهم من مواصلة الطريق نحو القدس، تلك الطريق التي ما تزحزحت أقدامهم عن السير بها، وهم يلاحقون العدو، ويقتلون منه ما استطاعوا، ويواجهونه بأبسط ما يملكون ليتسدد الرمي، ويتحقق وعد الله تعالى بالنصر المبين.
من منا يفكر في تحرير عدد من الأسرى لأنفسهم في هذه الظروف، يدرك أن معيّة الله تعالى حاضرة، وأن التوفيق حليفهم، والنصر مصاحبهم في كل خطوة قاموا بها، لأن المسألة لم تك بالمطلق بتلك السهولة التي يتصورها البعض ممن لا يعرفوا ما هو السجن، وما هي النظريات الأمنية الدقيقة للعدو الصهيوني الذي يطبقها على الأسرى داخل المعتقلات وخارجها، وكيف تقوم إدارة السجن بالتعاون مع كافة أجهزة أمن العدو برصد تحركات الأسرى، من خلال عمليات المسح الأمني المعقد خارج أسوار المعتقل وداخله، واحتساب أعمارهم بالدقيقة، ووضع آليات لقتلهم معنويًا وإشعارهم باليأس ودنو الأجل، وأن السجن ما هو إلا قبر الدنيا للانتقال إلى قبر آخر تحت الأرض وبين الركام.
كل هذه الظروف لم تُقوّض عزائم أسرانا المعتقلين، وكل الممارسات العنصرية الصهيونية الممنهجة لم تفت من عضد رجالنا القامعين في الأسر بين ظروف متّسعة للوباء والأمراض التي تنهش أجسادهم التي باتت لا تقوى إلا على الوقوف لأداء احتياجاتهم الخاصة، أمام صمت المجتمع الدولي، وأمام التطبيع العربي الذي منح العدو شرعية اغتصاب القضية الفلسطينية وقتل كل من له صلة بالدفاع عنها أو محاربة الاحتلال.
أنفاق الحرية هي السلاح الرباني التي أوصلت المقاتلين الفلسطينيين إلى مواقع العدو الصهيوني المتحصنة على حدود غزة، وقتلوا من جنود الاحتلال ما قتلوا، وفعلوا بهم ما شاءوا أن يفعلوا أمام العالم الأجمع، وهم يطوون أعناق الصهاينة تحت أقدامهم الطاهرة، وصرخات جنودهم تملأ الأرض هزيمةً ومذلةً وخيبة.
يتكرر المشهد في صورة جلية مشرقة رسمت لوحة جديدة من لوحات النصر والتحرير، بعد أن تمكّن ستة من أسرانا المعتقلين بحفر نفق والتسلل منه إلى خارج السجن، محرَّرين، مكبرين، منتصرين، لعدوهم قاهرين، لم يقف أمام هذا الصمود أحد، ولم ينتظروا قرار الإفراج من أحد، لأن من سمع أنينهم وما يجول في خواطرهم في جوف الليل هو الله تبارك وتعالى الذي أعانهم ووفقهم وسدد طريقهم، وأحسن عاقبتهم، ووهب لهم حياة خارج السجن، وكتب لهم رحلة البحث من جديد عن إحدى الحسنيين، النصر أو الشهادة.
اللهم سدد رميهم، واحرصهم بعينك التي لا تنام، واملأ قلوبهم سكينة وأمنًا واطمئنان..

اخبار ذات صلة