أكد عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" صلاح البردويل أن نجاح 6 أسرى فلسطينيين في الهروب من سجن جلبوع شديد التحصين، هو واحد من بشائر إرادة النصر التي يتميز بها الشعب الفلسطيني، ودليل على تهاوي منظومة الاحتلال الأمنية.
ووصف البردويل في حديث مع "عربي21"، عملية هروب الأسرى الفلسطينيين الستة من سجن جلبوع، بأنها "ضربة أمنية قوية لكبرياء الاحتلال".
وقال: "نبارك لهؤلاء الأسرى هذه الحرية التي انتزعوها انتزاعا من بين أنياب هذا السجن الذي يعتبره الأمن الإسرائيلي مفخرة.. بعد كشف محاولة من سجن شطة القريب لهروب بعض عناصر حماس.. فقد تمكن الأسرى الستة من اختراق حصون سجن جلبوع أو "الخزنة"، التي يقول الاحتلال إنه من المستحيل خروج سجين منه، وهو يتفاخر بهذا السجن، لكنه فوجئ بضربة أمنية قوية بقدرة هؤلاء الأسرى على اختراقه من تحت الأرض".
وأضاف: "مع أن نجاح الأسرى الذين يصنفهم العدو بأن أيديهم ملطخة بدماء المحتلين في الحرية إنجاز يستحق الافتخار.. إلا أن الأهم هو هذا الانتصار الكبير لهم وللشعب الفلسطيني وللعرب والمسلمين، لأنه يعطي إشارة بأن الحرية يمكنها أن تتحقق، إذا توفرت الإرادة".
وقارن البردويل بين تمكّن ستة من عناصر الجهاد من الهروب من سجن غزة في تشرين الأول (أكتوبر) 1986، والذي كان سببا في انتفاضة عارمة كبدت الاحتلال خسائر فادحة، وبين عملية هروب الأسرى الحالية من سجن جلبوع، وأكد أن أي مساس بهم وبأرواحهم سيؤدي إلى غضبة فلسطينية قوية على كل من يساهم في إيذائهم.
وأضاف: "نحن عندما نبارك للأسرى وللشعب الفلسطيني تحرر الأسرى فنحن في الحقيقة نبارك للأمة ولكل التواقين للحرية".
ونفى البردويل وجود أي شعور لدى المقاومة بالضعف أو التراجع على الرغم من كل ما يقوم به الاحتلال وأعوانه، وقال: "نحن ننظر إلى المستقبل بشكل مختلف، وعبر دوائر مختلفة، الانتصار بالنسبة إلينا عقيدة، والناس أصبحوا يعدون أيام الاحتلال بفعل مؤشرات عقائدية.. وما يعزز هذا الشعور هو صمود المقاومة وكسر شوكته في معركة سيف القدس، حيث إن مجرد التفكير في عودة الحرب يدفع جنود الاحتلال إلى الانتحار".
وأضاف: "لم يستطيعوا رغم كل الحرب الدعائية أن يهزمونا نفسيا.. نحن الذين هزمنا العدو، وهذا يدل على أن الإيمان ثم الإرادة القوية، ثم البشائر والوقائع على الأرض، وصلابة الإنسان الفلسطيني ستقود إلى تغيير الواقع لصالح المقاومة والأمة".
ودعا البردويل السلطة الفلسطينية إلى العودة إلى الشعب الفلسطيني ووضع يدها بيده في مقاومة الاحتلال، وقال: "نحن دائما نطلب من السلطة أن تكف عن التعاون مع الاحتلال، لكنها للأسف لا تستجيب لهذا كثيرا، لأن بعض رجالاتها يفكرون في مصالحهم أكثر من مصالح الشعب الفلسطيني، وقد انغرسوا في المصالح الشخصية، أملنا أن الكل الوطني يعزل هذه الثلة، ولا يُمكِّنهم من أن يوقعوا شيئا يخل بالحق الفلسطيني".
وأضاف: "أملنا أن التفاف الشعب الفلسطيني حول المقاومة، والتغيرات الدولية، سيعزل السلطة ويدفعها إلى وقف التعاون الأمني.. هذا أملنا.. لكن السلطة سادرة في غيها وفي مصالحها الذاتية".
وتابع: "العودة إلى الوراء بالنسبة إلينا مستحيلة، المقاومة تحقق يوميا تقدما سياسيا وميدانيا وشعبيا، حتى لو كانت حماس رأس هذه المقاومة، فإن حركة فتح وشرفاءها هتفوا باسم المقاومة على خلاف قيادتهم الفاشلة.. أعتقد أن المستقبل للمقاومة من فتح ومن كل الفصائل الفلسطينية.. من يمتلك الرصيد لن ينكسر إطلاقا".
ودعا البردويل، "الأمة العربية والإسلامية إلى المراهنة على المقاومة وعلى عزة شعوبها، وأن لا يراهنوا على القوة الأمريكية المنهزمة في أفغانستان وقريبا في العراق".
قال: "يجب أن يكون لكل واحد من قادة الأمة العربية والإسلامية الشرف في الالتحاق بركب العزة والكرامة، لا المراهنة على التطبيع وعلى أمريكا الآفلة"، وفق تعبيره.
وكانت مصلحة السجون الإسرائيلية، قد أعلنت أمس الاثنين، عن فرار ستة أسرى من سجن جلبوع، فيما قالت الشرطة إنها باشرت، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية، بـ"عملية تفتيش وبحث عن الأسرى".
ويقبع 4 آلاف و850 أسيرا وأسيرة فلسطينية داخل 23 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف إسرائيليا، ويعانون من انتهاكات عديدة، وفق مؤسسات فلسطينية معنية بالأسرى.
ومساء أمس الاثنين، قصفت طائرات حربية إسرائيلية، موقعين يتبعان للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، دون وقوع إصابات، ردا على إطلاق بالونات حارقة باتجاه المستوطنات.