بعد الفشل الذريع الذي منيت به المنظومة الأمنية للاحتلال وإدارة سجونه، تحاول تصدير الأزمة التي أدت إليها عملية الفرار أمس، بالانتقام من الأسرى من خلال اتخاذها جملة من القرارات والإجراءات العقابية.
ولا يزال الاحتلال تائهاً في البحث عن الأسرى الفلسطينيين الستة الذين تمكنوا من الفرار من سجن جلبوع شمال فلسطين المحتلة، بعد أن حفروا نفقًا من غرفة السجن، متجاوزين كل الإجراءات المشددة والإلكترونية، وعدم توافر أي أدوات للحفر في المكان.
وفي تفاصيل الإجراءات الانتقامية، قال ناهد الفاخوري رئيس مكتب إعلام الأسرى، إن الاحتلال عِمد منذ اللحظة الأولى لوقوع عملية الفرار، إلى التفكير بالانتقام من الأسرى، في ظل فشلها بالوصول للأسرى الستة الفارين من قضبان السجان.
وأضاف الفاخوري في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن من أهم الإجراءات التي اتخذتها مصلحة السجون تقليص عدد الأسرى الخارجين إلى ساحة كل قسم (الفورة) وكذلك تقليص المدة الزمنية إلى ساعة واحدة يومياً.
وأوضح أن إدارة السجون اتخذت قرار بإغلاق الكانتين ومغسلة الملابس في السجون كافة ومنعت الحركة والتنقل بين الأقسام في كافة السجون، وأوقفت الهاتف العمومي في قسم 1 بسجن رامون وقسم 4 بسجن النقب حتى إشعار آخر، مع العلم أنها إحدى منجزات إضراب الكرامة 2 عام 2019م.
وأكد أنه جرى تفكيك الهيئة التنظيمية لحركة الجهاد الإسلامي وتوزيع أفرادها على غرف التنظيمات الأخرى، مشيرًا إلى أن إدارة سجون الاحتلال أبلغت الأسرى بأن هناك إجراءات أخرى سيتم اتخاذها وبالتالي الأمر سيأخذ أبعاداً كثيرة وخطيرة.
وشدد على أنه سيكون للأسرى من كل التنظيمات موقفاً ولن يسمحوا باستغلال الظرف لفرض عقوبات جديدة عليهم على غرار عقوبات 2014م، فيما يجري حالياً تنسيق مع الفصائل لبحث سبل الرد ومواجهة الإجراءات العقابية والانتقامية، وكافة الخيارات أمام الأسرى مفتوحة.
ونبّه بأن المطروح حالياً وبشكل مبدئي إما الإضراب المفتوح عن الطعام، أو حل الهيئات التنظيمات كافة وممكن الجمع بين الخيارين في وقت لاحق، مشيرًا إلى ضرورة توحيد الموقف الوطني في مواجهة سياسات الاحتلال مع الأسرى.
ودعا إلى ضرورة تكثيف التغطية الإعلامية من أجل دعم الأسرى، بالإضافة إلى ضرورة تفعيل المناصرة الجماهيرية.
وأكد على أن الأسرى أمام معركة ممتدة ولن تنتهي قريباً والمرحلة خطيرة وحساسة تستوجب من الجميع الوقوف أمام مسئولياته.
ويشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استنفر الآلاف من ضباطه وجنوده في عملية البحث عن الأسرى الستة في كافة مناطق فلسطين المحتلة من رأس الناقورة ومجدل شمس وحتى حدود قطاع غزة، في ظل عدم توافر أي معلومة عن مكانهم.
من جهته، قال رياض الأشقر مدير مركز أحرار فلسطين إن الأوضاع في السجون تتجه نحو التصعيد الواسع بشكل سريع نتيجة الإجراءات العقابية التي فرضها الاحتلال، والتي لن تتوقف عند هذا الحد، بل من المتوقع زيادة وتيرتها في الساعات والأيام القادمة، والتي لن يقبلها الأسرى وسيواجهون هذه التصعيد التعسفي بحقهم بخطوات احتجاجية واسعة قد تشعل السجون.
وطالب الأشقر في اتصال هاتفي مع "الرسالة" إلى مساندة الأسرى بكل الوسائل الممكنة من خلال وقفة جادة من الفصائل الفلسطينية لدعم الأسرى وربط أي اعتداء عليهم بتصعيد العمل المقاوم في الخارج.
كما دعا المؤسسات الدولية الحقوقية والانسانية التدخل لحماية الأسرى من إجراءات الاحتلال والضغط من أجل وقف العقوبات التي فرضت عليهم، وتطبيق نصوص اتفاقيات حقوق الإنسان وخاصة اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة.
من جهتها أعربت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة عن دعمها المطلق للأسرى في معركتهم ضد السجان الإسرائيلي، بالإضافة إلى وقوفها التام مع الأسرى الستة الفارين، ورفضها لأي سياسات إسرائيلية انتقامية من الأسرى.
وحذرت الفصائل في مؤتمر صحفي عقد اليوم الثلاثاء العدو الإسرائيلي من مغبة التعرض لأسرانا في سجون الاحتلال وندعو كافة المؤسسات القانونية والحقوقية للجم هذه الجرائم التي تمارس بحق أسرانا، فيما دعت أبناء شعبنا إلى توفير كل وسائل الدعم والحماية والإسناد للأسرى الستة ونحذر العدو الصهيوني من المساس بحياتهم.
وأكدت على وقوفها بجانب أسرانا الأبطال خلف قضبان الاحتلال الذين يتعرضون لأبشع الاعتداءات الإجرامية من مصلحة السجون، محملةً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات جرائمه بحق أسرانا.