أيام من الترقب والقلق عاشها الفلسطينيون على مصير الأسرى الستة الذين نجحوا في الفرار من سجن جلبوع شمال فلسطين المحتلة.
وزاد القلق بعد شن الاحتلال حملة عقابية ضد الأسرى في السجون، وصلت ذروتها يوم أمس الأربعاء، حيث يريد الاحتلال أن يدفع الأسرى في المعتقلات ثمن العمل البطولي، ويحولهم إلى وسيلة للتشفي ويعكس ضعفهم من خلال ضربهم وعزلهم وإعادة التحقيق معهم، ومنعهم من الزيارة وحبسهم انفرادياً وغيرها الكثير من الإجراءات القمعية.
وقد بدأت قوات السجون منذ فجر الثلاثاء الماضي حملة هي الأكبر والأخطر منذ أعوام طويلة وباشرت بجملة من العقوبات والخطوات الانتقامية، في محاولة منها لتغيير مجرى حياة الأسرى داخل السجون.
وحسب ما أفادت جمعية واعد للأسرى والمحررين فقد زادت العقوبات التي اتخذها الاحتلال عن 40 عقوبة وخطوة انتقامية، شملت نقلاً تعسفياً لكافة أسرى حركة الجهاد الإسلامي وتوزيعهم على سجون مختلفة، ونقل عدد آخر منهم للتحقيق والعزل الانفرادي.
ووصلت الإجراءات الانتقامية إلى حرمان الأسرى من الكانتينا، وإغلاق الأقسام بشكل كامل، ومصادرة المقتنيات الشخصية الخاصة بالأسرى ومنها سجادات الصلاة الخاصة، وبعض الملابس، وأغطية النوم، وأدوات تجهيز الطعام التي هي أصلاً بدائية.
وأغلقت قوات الاحتلال المغاسل وعيادات السجون، وتوقفت عن تقديم الأدوية للأسرى ذوي الأمراض المزمنة إضافة لعقوبات أخرى.
الحركة الأسيرة قررت في خطوات أولية حل عدد من الأجسام التنظيمية داخل السجون، وأوعزت للأسرى للدفاع عن أنفسهم بكافة السبل الممكنة والمتاحة، وعدم الركون أو الاستسلام أمام هذه الإجراءات القمعية.
وأكدت أن البحث عن الحرية وانتزاعها ليس ذنباً أو جريرة، مذكرة أنه ليس هناك من قانون في العالم يمنع الأسير الذي وقع تحت القهر والظلم والاضطهاد البحث عن حريته بشتى السبل.
وكما تقول جمعية واعد للأسرى والمحررين، فإن التشاور مع بقية السجون لازال بطيئا بسبب ضراوة الهجمة وشدتها، ولكن خلال الساعات القليلة القادمة سيتم الإعلان عن برنامج نضالي موحد هو الأول من نوعه رداً على هذه الهجمة الصهيونية غير المسبوقة.
وتشير واعد إلى أن عنوان هذه الخطوات سيكون "لن نرجع للوراء ولن يتم السماح بتغيير واقع السجون بل تحسين الحياة وظروف المعيشة التي هي أصلاً قمة في المأساوية".
وفي هذا السياق أعلنت جمعية واعد للأسرى والمحررين عن مواصلة برنامج فعالياتها اليومي ضمن حملة الدعم والإسناد والمؤازرة الشعبية والجماهيرية لجموع الأسرى والأسيرات.
ودعت أبناء شعبنا كافة للانخراط في مختلف أشكال الدعم والإسناد وفضح جرائم الاحتلال بحق الأسرى وعلى رأسهم الأسيرة المريضة إسراء الجعابيص ورفيقاتها وكل الأسرى المرضى والإداريين والمضربين عن الطعام.
وحذر مكتب إعلام الأسرى من أن “السجون مقبلة على موجة تصعيد خطيرة في ظل الإجراءات العقابية التي تفرضها إدارة السجون على الأسرى”.
الأسير السابق علي عصافرة، عبر عن توقعاته قائلا: "أسرانا الآن في السجون في وضع سيء للغاية، والعدو يمارس بحقهم كل وسائل القمع الهمجية، في غمرة سعادتنا بحرية الأبطال الستة لا ننسى أحبابنا هناك".
وأضاف عبر صفحته في فيس بوك: "نحن شعب حي لن يعجز عن الانتفاضة كرامة للأسرى وذويهم، لن نعجز عن نصرتهم، لن نعجز عن مواجهة هذا العدو في الأزقة والمفترقات وعلى الحواجز بل حتى مداهمته في كل أماكن تواجده، هذا العدو مجرم ونصرة أسرانا أمانة في أعناقنا.
ويبدو أن أوضاع الأسرى صعبة للغاية والأخبار التي تصل من السجون مؤلمة كما يقول الأسير السابق والناشط في قضايا الأسرى فؤاد الخفش، الذي حذر من أن تطول هذه الاجراءات لأن غضب الاحتلال مما حدث كبير جداً.
وأضاف: لم نستطع التواصل مع أي أسير من السجن حتى اللحظة، جميع الأسرى أخبرونا سريعاً أنهم سيغلقون هواتفهم ويخفونها فورا لأن إجراءات القمع والتشديد كبيرة.
ويرى الخفش أن هناك إجراءات أخرى سيتخذها الاحتلال أيضا لأن الموضوع لا زال لحظياً، ويستمر التركيز على البحث عن الأسرى الفارين.