ذكر مصدر مطلع وموثوق أن مصر تعهدت للفصائل، أمس، بممارسة أقصى الضغوط على الاحتلال لوقف اعتداءاته على الأسرى في السجون في اسرع وقت ممكن، وذلك إثر رسالة شديدة اللهجة أخرى وجهتها الفصائل للاحتلال عبر مصر، ليلة أول من أمس، توعدت فيها بالتصعيد ونسف كل التفاهمات الأخيرة التي قادت إلى الهدوء النسبي خلال الأيام الأخيرة، في وقت بدأت حدود قطاع غزة تلتهب مع اشتداد واستعار المطاردة الإسرائيلية لأسرى "الهروب العظيم" الستة واستمرار الاعتداءات على الأسرى في السجون.
وأضاف المصدر لصحيفة الأيام الفلسطينية الذي فضل عدم ذكر اسمه: إن الفصائل أبلغت مصر أنها قصرت فترة المهلة التي منحتها للاحتلال لرفع حصاره عن القطاع من الخامس عشر من الشهر الجاري إلى الثاني عشر من الشهر نفسه وذلك احتجاجاً على ممارسات الاحتلال الإجرامية بحق الأسرى.
وتوقع المصدر نفسه ان تشهد حدود القطاع المزيد من التصعيد بعد انتهاء المهلة والتي قد تتسع وتتفجر اكثر إذا ما أقدم الاحتلال على إلحاق الأذى بأحد أسرى الهروب العظيم من سجن جلبوع.
وقال: إن "الفصائل لا تزال تمارس أقصى درجات ضبط النفس حتى لا تنزلق الأوضاع في القطاع الى مواجهة حتمية بانتظار نتائج الوساطة المصرية".
وبدأت حدود القطاع تشهد تسخيناً واضحاً خلال الساعات الأخيرة بعد ان شهدت هدوءا تاما ووقفا لكل أشكال المقاومة الشعبية الضاغطة بما فيها البالونات وغيرها من "الأدوات الخشنة" منذ أربعة أيام إثر ضغوط كبيرة مارسها الوسطاء، وخصوصاً السفير القطري محمد العمادي خلال زيارته الأخيرة للقطاع من اجل إفساح المجال أمام البدء بتنفيذ الاحتلال خطوات عميقة وملموسة على طريق رفع المعاناة والحصار عن القطاع.
ويسود التوتر الحدود الشرقية والشمالية للقطاع بما يشبه الأيام التي تسبق التصعيد العسكري الإسرائيلي المعتاد، حيث يترقب سكان القطاع الذي يحضن القيادات السياسية والعسكرية لفصائل المقاومة ما ستحمله الأيام وربما الساعات القادمة من تطورات في ملف أسرى الهروب العظيم والذي قد يؤدي الى مواجهة عسكرية مرتقبة مع جيش الاحتلال الذي عزز قواته على طول الحدود ودفع بمزيد من القطع العسكرية الثقيلة ونشر العديد من منظومات القبة الحديدية.
وتواصلت في مدينة غزة، أمس، الفعاليات المساندة للأسرى ولعل ابرز هذه الفعاليات أداء مئات المواطنين صلاة الجمعة أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة، حيث لبت أعداد كبيرة من المواطنين دعوة وجهتها حركة الجهاد الإسلامي لأداء الصلاة تضامناً مع الأسرى في سجون الاحتلال.