قائد الطوفان قائد الطوفان

الاحتلال قلق من ضعف السلطة في جنين

الاحتلال قلق من ضعف السلطة في جنين
الاحتلال قلق من ضعف السلطة في جنين

الرسالة نت - شيماء مرزوق

 ما تزال جنين بؤرة مركزية في النضال الفلسطيني ومدينة الاشتباكات التي لا تهدأ ولا تكل، ورغم كل محاولات التدجين التي شهدتها المدينة ومخيمها بعد المعركة الأسطورية الذي خاضها المخيم في العام 2002، خاصة من خلال التنسيق الأمني الذي حاول تفريغ جنين من المقاومين، إلا أن جذوة المقاومة لم تنطفئ.

في الشهور الأخيرة، تصدرت جنين بقوة مشهد المقاومة والاشتباكات مع المحتل، وتصدرت المدينة مظاهر المقاومة المسلحة التي تغيب عن باقي مناطق الضفة، وتحدثت صحيفة معاريف الإسرائيلية بالقول "أي مختص يعمل في الشاباك يدرك أن جنين بعيدة عن الهدوء، بل تزداد هياجاً وتطرفاً، إنه أمر محزن ومقلق، والسلطة تفقد السيطرة هناك".

ضعف السلطة في جنين مصدر قلق كبير للاحتلال "الإسرائيلي" الذي يراهن على التنسيق الأمني والخدمات التي تقدمها السلطة، لمساعدته بعد المأزق الكبير الذي دخل فيه الاحتلال نتيجة هروب الأسرى الستة أبناء جنين.

جيروزاليم بوست العبرية علقت على الوضع في جنين بالقول: "لقد ضعفت السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، لا سيما في جنين حيث لا تملك سوى القليل من السيطرة"، مضيفة "وأدى انعدام سلطة الأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى زيادة الأسلحة، الأمر الذي شجع بدوره فصائل المقاومة مثل حماس والجهاد الإسلامي على التعامل مع قوات الأمن الإسرائيلية".

ويخشى الاحتلال أن ضعف السلطة في المدينة والمخيم إلى جانب حالة الرأي العام الفلسطيني الكبير المساند للأسرى، قد يفجر الأوضاع.

وتشكل السلطة في هذه الحادثة للاحتلال نقطة ارتكاز أساسية في الحصول على معلومات تدلهم على تحركات الأسيرين الباقيين وأماكن تواجدهما، وقد أفادت مصادر فلسطينية عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين جهاز المخابرات العامة وجهاز الأمن الوقائي هدفها الوصول لمكان الأسرى.

وبحسب الأنباء الواردة فقد جاء تشكيل هذه الغرفة بعد اجتماع الرئيس محمود عباس مع اللواء ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة واللواء زياد هب الريح رئيس جهاز الامني الوقائي وبحضور رئيس الوزراء محمد اشتية ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ.

حيث طلب منهم عباس الإسراع في الوصول إلى مكان الأسرى قبل حدُوث أي توتر في العلاقات بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال، وخوفاً من أي تصعيد عسكري في مدن الضفة وخصوصاً مخيم جنين الذي يهدد الاحتلال باجتياحه كاملاً إن تطلب الأمر للوصول إلى الأسرى.

كما أن الاحتلال غاضب جداً من أداء الأجهزة الأمنية في هذه القضية الأمنية الحساسة ويهدد بسحب آخر اتفاقيات بينه وبين السلطة خصوصا ما يتعلق بالقرض والأموال المرسلة من طرفهم إلي حكومة اشتية مما أجبر عباس وقيادة الاجهزة الامنية بتكثيف عمليات البحث بالشراكة المعلوماتية مع اجهزة الاستخبارات "الإسرائيلية".

الوضع الأمني في جنين مقلق للغاية ويضع السلطة في حرج كبير، حيث يزيد من تخوفات الاحتلال بأن حدثاً أمنياً كبيراً يعني اشتعال المدينة بالكامل وربما يمتد الأمر لكل مدن الضفة.

الأخبار اللبنانية كشفت عن لقاء جمع الشيخ وفرج مع منسق حكومة الاحتلال غسان عليان في الليلة الأولى لعملية نفق الحرية، وذلك خشية تدهور الوضع في مدن الضفة، حيث طلب الاثنان من عليان محاولة منع انجرار (إسرائيل) نحو ارتكاب أي حماقة في الأراضي الفلسطينية ومخيم جنين على وجه التحديد بحجة البحث عن الأسرى.

وأشارت أن الشيخ وفرج أكدا لعليان أن أجهزة السلطة على جاهزية تامة لتقديم المساعدة والمعلومات حول هذا الأمر نظراً لحساسيته، مع حفظ أمن مخيم جنين وباقي محافظات الضفة الغربية الفلسطينية.

وبينت أن اللقاء اتسم بالإيجابية بين الطرفين وتم الاتفاق على تكثيف الجهود من أجل الوصول إلى الأسرى الستة، موضحة أن هذا التوجه جاء بتكليف مباشر من رئيس السلطة الفلسطينية.

ورغم الحدث الكبير الذي أسقط منظومة الردع لدى الاحتلال إلا أنه سيحاول التصرف بعقلانية في الوصول لباقي الأسرى الفارين كما تصرف مع الأربعة، خشية انفجار الأوضاع في الضفة، والتي تعني المزيد من الضعف والتهميش للسلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، التي باتت جزءاً من منظومة أمن الاحتلال ويعتبرها ركيزة أساسية في حفظ أمنه ومستوطنيه.

البث المباشر