بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها المعتقلات الصهيونية، من إجراءات قمع وتنكيل واستهداف الأسرى في سجون الاحتلال، ودعوة المقاومة للتصدي للهجمة الصهيونية داخل السجون، ومنها سجن جلبوع الذي شهد أحداث دامية نتيجة تحرير ستة أسرى لأنفسهم عبر نفق الحرية، وعودة اعتقال أربعة منهم بعد فشل الاحتلال في إلقاء القبض عليهم لمدة لا تقل عن أربعة أيام، جاء خطاب الملثم مفعم بكل عوامل الانتصار ورسم الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة من خلال ثلاث سيناريوهات، أعدتها المقاومة، وستخوض لتنفيذها جولات كبيرة على المستويين السياسي والعسكري، وتظهر مؤشرات تلك السيناريوهات في الآتي:
أولاً: من المؤكد أن صفقة تبادل قد أوشكت على وضع محدداتها وقد وضعت المقاومة آليات تنفيذها بالتزامن مع تثبيت وقف إطلاق النار بغزة، وهو ما قررته المقاومة وفقًا لحديث أبي عبيدة، وأن أسرى نفق الحرية سيكونوا ضمن هذه الصفقة التي لن تمر دونهم.
ثانيًا: جنين الملحمة حاضرة بين أذرع المقاومة، وهناك ما يمكن قراءاته بين كلمات صرح بها خطاب القسام اليوم، وهو العمل بكافة أشكال النضال لتعزيز ودعم المقاومة الباسلة في المخيم، وإسنادها بوجه الاحتلال، وهذا يمثل الوجهة الاستراتيجية للمقاومة.
ثالثًا: الخطاب يمثل نوع من معركة صراع الأدمغة، وردع العدو، وقتله معنويًا، وهو السيناريو الأمني الذي أحبط نفسية القيادة الصهيونية التي حاولت رسم انتصار للمنظومة الأمنية الصهيونية، وسرعان ما تحطمت هذه الصورة الليلة بقرار المقاومة والقسام الذي يُظهر أن المعركة لم تنته بإعادة الاعتقال، بل هناك جولات ستكسر قيد الأسر وتحطم أقفال الزنزانة، وتقهر العدو.