قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد 16 عاماً على الاندحار.. كيف تحولت الكثبان الرملية إلى خضراء؟

بعد 16 عاما على الاندحار.. كيف تحولت الكثبان الرملية إلى خضراء؟
بعد 16 عاما على الاندحار.. كيف تحولت الكثبان الرملية إلى خضراء؟

غزة- محمود فودة

 وأنت تسير على طريق المحررات الذي يمتد من رفح جنوباً وحتى وسط قطاع غزة، ومناطق أخرى في شمال القطاع، تشاهد المزروعات الخضراء التي طغت على اللون الأصفر للكثبان الرملية التي تمتاز بها منطقة المحررات التي اندحر منها الاحتلال الإسرائيلي عام 2005.

وعلى مدار السنوات الست عشرة الماضية عمدت وزارة الزراعة في غزة إلى استثمار مناطق المحررات بشكل أمثل، بما يحسن الأمن الغذائي للمواطنين، ويوفر جزءاً من الاحتياجات المتعلقة بالخضراوات والفواكه، بعد أن تركها الاحتلال خراباً كي لا يستفيد منها سكان غزة.

وفي ظل المساحة الضيقة التي يعاني منها القطاع، وقلة حجم الأراضي الزراعية في ظل الزحف العمراني في كافة المحافظات، جاءت أراضي المحررات لحل جزء من هذه الأزمة، وبدعم حكومي مباشر.

وفي تفاصيل الوضع الميداني، قال محمد العرجا مسؤول الدائرة الزراعية في الإدارة العامة للمحررات التابعة لوزارة الزراعة إنه جرى على مدار السنوات الماضية، استثمار أراضي المحررات التي اندحر منها الاحتلال والتي يبلغ إجمالها 25.000 دونم، حيث تم زراعة أكثر من 40 % منها.

وأضاف العرجا في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن الزراعة في المحررات انقسمت إلى عدة أقسام أهمها زراعة الخضار كالبندورة والبصل والخيار والباذنجان والبطاطا الحلوة، والبستنة الشجرية كالحمضيات والزيتون، وكذلك الفواكه كالمانجا والجوافة والخوخ، وأصناف أخرى تم زراعتها أكثر من مرة.

وأوضح العرجا أنهم شكلوا الإدارة العامة للمحررات وتفرعت منها الدائرة الزراعية، لتأكيد الاهتمام الحكومي بالمحررات، وضرورة استثمارها بما يعود بالنفع على المواطنين، من خلال توفير الاحتياجات كافة.

وبيّن أنه جرى تشجيع استثمار المزارعين في المحررات، من خلال توفير الأرض والمياه والكهرباء والأمن من خلال وحدة أمنية تابعة بشكل مباشر للإدارة العامة، مهمتها حماية الأرض من التعديات أو السرقات، ما أثمر بالحفاظ على الأرض الزراعية على مدار السنوات الماضية.

وأكد أن الدائرة الزراعية في الإدارة العامة مهمتها إرشاد المزارعين طوال العام إلى احتياجات السوق، وميزان الطلب والعرض، وكذلك توفير كافة الاحتياجات لهم، بما يضمن استمرار عملهم، وتحسين جودة المنتج، وذلك كله ضمن الحفاظ على المقدرات الوطنية للسكان بغزة.

ونبّه بأن الأراضي الزراعية تساهم بشكل مباشر في زيادة سلة الخضار المتوفرة في السوق المحلي، وتساعد في تحقيق الاكتفاء الذاتي في الكثير من الأصناف التي يحتاجها المواطن بشكل يومي، وترفد المحررات السوق المحلي بكميات كبيرة من الخضار.

وأشار إلى أن للمحررات دوراً آخرَ في مجال الثروة الحيوانية وتربية الإنتاج الحيواني كالبقر والعجول والغنم والأرانب وغيرها، إلا أنه في السنوات الأخيرة جرى التركيز على تربية الدواجن والحبش نظراً إلى الاحتياج اليومي للمواطنين، وساهم ذلك في تحسين أسعار السوق التي باتت في متناول جميع أفراد المجتمع.

وبيّن أنهم أعدوا الخطة الزراعية التي تهدف إلى زيادة العوائد على المزارع من خلال تنظيم عمليات الطلب والعرض في السوق، بدلا من إغراق السوق بصنف معين، بما يؤدي إلى هبوط الأسعار فيتضرر المزارع، ولكن من خلال الخطة يمكن إرشاد المزارعين سواء في المحررات أو خارجها إلى الصنف الذي يحتاجه السوق في المرحلة المقبلة، وذلك في ظل معرفة الزارعة بكل الأصناف المزروعة على مستوى القطاع.

ويشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي اندحر تحت ضربات المقاومة الفلسطينية عام 2005، في خطة انسحاب أحادي الجانب نفذها رئيس حكومة الاحتلال آنذاك أرئيل شارون، إلا أن المحررات تعرضت في البداية خلال حكم سلطة حركة فتح إلى التخريب، ثم جرى استثمارها في مشاريع زراعية وإسكانية منذ عام 2007.

البث المباشر