قائد الطوفان قائد الطوفان

الشهيد الجولاني صاحب حلم كبير أثار الاحتلال

الشهيد الجولاني
الشهيد الجولاني

الرسالة نت- رشا فرحات

لكي نكتب القصة كاملة يجب أن نعود إلى بدايتها، إلى حلم الدكتور حازم الجولاني بافتتاح كلية طب خاصة للطب المكمل، كلية لا يتعلم فيها سوى الفلسطينيين في قلب مدينة القدس بعد ما لاقاه من عنصرية على يد معلميه اليهود أثناء دراسته في جامعة تل أبيب.

حازم جولاني كان الوحيد الذي تخصص في الطب المكمل أو الطب الطبيعي في جامعة تل أبيب، وكان ذلك سببا كافيا لأن يسكن الطلاب اليهود الحقد على فلسطيني وحيد في القسم، وكان جولاني يعبر عن ذلك في كثير من المرات.

كلية ريان للطب المكمل التي أسسها الجولاني، زادت من حدة الحقد والعداوة، وتعتبر اجابة وافية على سؤاله الدائم لنفسه: "لماذا لا نملك صرحا علميا متخصصا في الطب المكمّل ونستغني عنهم؟".

ظهر الجمعة، شوهد الجولاني ممدداً على الأرض بالقرب من أحد أبواب الأقصى، مكفياً على وجهه، ويداه مكبلتان إلى ظهره، لازال ظهره يعلو ويهبط وأنفاسه تتلاحق، حينما وقفت بساطير الجندي الإسرائيلي فوق ظهره، لتقطع الأنفاس الأخيرة.

هكذا بدا الجولاني ممدداً عند أحد بوابات المسجد الأقصى، بعدما تلقى رصاصة قاتلة بذريعة جاهزة "محاولة الطعن".

وفي شعفاط ليس بعيداً عن صوت المآذن، تجمع أهالي القدس يهتفون عند منزل الشهيد حينما وصل نبأ استشهاده، والعائلة لم تكن قد عرفت بعد بالأمر، بينما قال خلدون ابن عمه: كانت الأخبار متضاربة في البداية ثم حُسمت حينما أتت فرقة من المخابرات الإسرائيلية واعتقلت رائد ومعتصم شقيقي الشهيد نحو المسكوبية.

وأضاف: الخبر وصلنا عن طريق شبكات التواصل، ولا نعلم لماذا يُغتال ابن عمي الطبيب صاحب المكانة العالية والأستاذ في كليته الخاصة الرجل الحبيب الخلوق الذي تعرفه كل أزقة القدس فلماذا يقتل بدم بارد؟ ولماذا تلفق له تهمة ليبرر الاحتلال قتله كما يفعل عادة مع كل الشهداء؟.

الدكتور الجولاني البالغ من العمر خمسين عاما، هو أب لثلاثة أولاد وبنت، ويعيش حياة بسيطة في حي شعفاط ويعيل أسرة كبيرة وأشقاء هو أكبرهم وقد أصر على أن يطور حلمه الذي بدأ بغرفتين ثم انتقل إلى مبنى أثري أنشئ قبل 100 عام في شارع صلاح الدين الأيوبي (الشارع الأكثر حيوية وسط القدس) ليتحول المشروع إلى كلية متكاملة وبيئة عمل تعليمية مزدهرة.

ولقد عبر مقربون من الطبيب الشهيد أن ما حدث عملية إعدام الدكتور لحازم الجولاني، وهي مدبّرة ومدروسة ومخطط لها بشكل مسبق.

وتقول معلومات مقربة أن الاحتلال حاول إقناع الجولاني والضغط عليه بشتى الوسائل للتراجع عن تأسيس كلية ريان للطب المكمّل التي ستضارب على كلياته التخصصية بعدما واجه العنصرية الصهيونية أثناء دراسته الطب الطبيعي والصيني في جامعة تل أبيب.

وتأتي عمليات الإعدام الميداني لمواطني مدينة القدس في إطار سياسة حكومات الاحتلال الممنهجة لترهيب السكان تمهيدا لطردهم، وتفريغها من سكانها الأصليين بهدف التهويد الكامل للمدينة.

 

البث المباشر